أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - قانون ساكسونيا يحكم لبنان














المزيد.....

قانون ساكسونيا يحكم لبنان


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل بقي في لبنان اي مؤسسات يمكن التعويل عليها، وهل للسلطة التشريعية حق في تأدية دور رئيس الجمهورية والحكومة معا، وتفويض نفسها مكانهما؟
هذا السؤال طرح مع انعقاد الجلسة التشريعية للبرلمان اللبناني لاقرار جملة من القوانين، رغم فراغ سدة رئاسة الجمهورية الذي استنادا الى المادة 75 من الدستور، فـ" إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر".
اذ رغم ان قاعدة الضرورات تبيح المحظورات فان الصواب العمل على انتخاب رئيس للجمهورية الذي معه تنتظم المؤسسات، لكن سلطة الامر الواقع والكيدية التي يتعامل بها الطاقم السياسي مجتمعا، اخرجت البلاد عن كل عرف، ورمت النص الدستوري في سلة المهملات، وبالتالي اصبحت الممارسة السياسية والتشريعية خارجة عن المألوف، لذلك مارس مجلس النواب صلاحيات غير دستورية.
وهذا في رأي الخبير الدستوري بول مرقص "عدم جواز التشريع في ظل الخلو في سدة الرئاسة، حتى إنه يمتنع على مجلس النواب القيام بأي عمل آخر قبل انتخاب الرئيس".
اضاف: "وُضع هذا النص لترميم حالة موقتة. وتالياً يصحّ هذا التفسير الحرفي في حالات الشغور القصير المدّة في سدة الرئاسة، لأن المشرع الدستوري لم يتصوّر ولا يُعقل أن يتصوّر خلوًّا يدوم شهوراً لأنه لا يُعقل عدم وجود مرشّح لتبوؤ هذه السدة"، كذلك رفض الخبير الدستوري حسن الرفاعي تقديم التشريع على انتخاب رئيس الجمهورية، لان الاولى هو الانتخاب في حال شغور سدة الرئاسة الاولى.
عباقرة السياسة اللبنانية، او بالاحرى شياطين التفاصيل، ابتدعوا اعرفا لا علاقة بها بالنص، وكأنهم يعيشون في عالم اخر، او يعملون بـ"قانون ساكسونيا" في العصور الوسطى الذي كان ينص على "معاقبة افراد الطبقة الفقيرة عامة الشعب بتنفيذ عقوبة القاتل بقطع رأسه وفصلها عن جسده، اما النبلاء الاغنياء فيتم قطع رأس ظل القاتل بعد وقوفه فى الشمس"، لهذا هم يبيحون المحرم لانفسهم، ويعاقبون الشعب على صبره عليهم، بالمزيد من التجويع والقهر وغياب المؤسسات.
واذا اخذنا بالنظرية التي اعتمدت في السابق، وهي بدعة "تشريع الضرورة" نجد ان هناك قوانين اقرت لفائدة اشخاص معينين، منها رفع "سعر صرف الدولار الجمركي" على السيارات المستوردة، والذي اقر بعد ان استفادت عائلة شخصية سياسية، من استيراد الاف السيارات من الخارج على اساس سعر صرف الدولار الرسمي الذي كان 1500 ليرة لبنانية، وبعد استكمال الاجراءات رفع رئيس حكومة تصريف الاعمال الحالي الدولار الى 86 الف ليرة لبنانية، وهو ما رفع معه سعر السيارات الا اكثر من الف في المئة، وزاد ارباح قلة من المستوردين الى عشرة اضعاف سعرها.
هذه الخطوة اعتبرت تخريبا للاقتصاد الوطني، رغم خرابه، لكن لا احد ابدى اي اعتراض لا من النواب ولا الوزراء، بل مر الامر مرور الكرام، وبالتالي على هذا النهج سارت بقية الصفقات، ومنها عدم محاكمة حاكم المصرف المركزي اللبناني عن المخالفات التي ادت الى انهيار القطاع المالي في البلاد.
هذه الممارسات الخارجة عن اي قانون ودستور تجري علنا لان ليس هناك من يحاسب الطبقة السياسية التي استباحت كل المحرمات، بل اعتبرتها حق له، وشرعية طالما تخدم مصالحها، اما لبنان الوطن والشعب والمؤسسات باتت في نظر هذه الطبقة عدة شغل، ليس اكثر.
كاتب وصحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟
- لبنان ... والنحر المتعمد
- الفراغ الرئاسي في لبنان قديم يتجدد... وسيتجدد
- الفيدرالية في لبنان... احلام العصافير واقنعة وحوش المذاهب
- كابلات الانترنت بعد -نرود ستريم-... شدوا الاحزمة
- هل اصبحت الولايات المتحدة جمهورية موز؟
- ابالسة لبنان... لا شريف بينكم
- هل يكون هدف التصعيد النهائي تقسيم روسيا؟
- لعبة عض الاصابع في اوكرانيا
- مقالة
- التطرف وباء يهدد ديمقرطيات العالم... الولايات المتحدة نموذجا
- اقتحام مجلس الشيوخ... واسقاط الهيبة الاميركية
- اضمحلال الجمهورية في لبنان


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - قانون ساكسونيا يحكم لبنان