أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 02:52
المحور:
الادب والفن
في وقت نادر من السعادة - تحضرني الذاكرة - من خريف ابيض متوسطي لمدينة الاسكندرية - اطلت من شرفة اقامتي ، كانت الرياح باردة ، وامواج البحر تتقاذف بجنون على مد البصر ، والخروج يعلن مزيد من الام المفاصل وتنمل العضلات - دلفت الى الداخل ، ملات بانيو الاستحمام بماء فاتر ، قلبته مرات ومرات بشامبو الاستحمام - شديد الرغوة - اشتريته من فترة ونسيت استخدامه - انزلقت قدماي برفق الى غور الماء ، وبانسكاب فاتر تنسل بقايا الجسد . . قليلا . . قليلا . . احتوتني صفحة الماء . . بسكون ، وبدأت لذة عشق تسري بيني وجزيئات الماء ، اماحكها ، أدغدغها ، افرقها واجمعها . . تارة اخرى - سرى دفيء إلي . . منتزع غمة . . تستهلك انفاسي - لا ادري . . سببها - فانسدلت عيناي بنوم قهري . . لثواني بدت دهرا . . لا تزول .
هدوء يحتويني ، يبتلع حضوري . . بحنو طالما حلمت به - غرقت فيا الذاكرة - برهة ، اذناي توقظ رأسي - في حالتي الغفوة - كانت قطرات ماء الصنبور تسقط بانتظام ممل . . تقرع جردل الماء - كما هو معتاد - واذا بصوتها . . ترتفع . . حتى تتحول الى قرع طبول . . ضاجه - تبادل رأسي بأذني - فكان سقوط كل قطرة ماء . . كسقوط جبل على هامتي - ظلال حالكة ولون دماء تسترق إلي - في غفوتي . . بانفتاح الذاكرة - غرفة تعذيب في الامن الوطني - كانوا يتركونك في غرفة ضيقة نتنة الروائح ، وحنفية ماء تقطر . . طوال الليل - بعد ارجاعك من دوام التعذيب اليومي الممارس بلذة . . من محققين ملثمين . . يتباهون بسطوتهم - تخدر جسمي - لم اقوى على الصحو - كان شيئا يجرني لهاوية سحيقة للغرق - استفقت بعد عراك مرير - كانت اللذة . . قد غادرتني . . دون عود جديد - ولم احس في الناس . . بقايا ذاكرة ، لمن عبروا عذابا . . لأجلهم - كأنه . . لم يكن قبلا . . معاش !!!!!! .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟