اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 16:26
المحور:
الادب والفن
الجنوب ( 1 )
الى : الصديق حقي الرفاعي
كان ماء الجنوب وفيراً
وحصاده أوفر
لكن برابرة الجهات الاربع لا يتركونه
فحين يجوعون يركبون اليه ، عبر الصحراء او عبر الماء :
يأكلون تموره ويشربون حليب مواشيه
ويتركونه مكشوفاً للهيب الشمس صيفاً
ولبرودة الليل الصحراوي شتاءً
يا جنوب : " يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى " ( بدر شاكر السياب)
وحين تحرق الوحوشُ الرأسماليةُ العالمَ
فلا تخف
فستخرج الينا
آلهة الانوناكي
بمعارفها الاسطورية ،
وتغسل جسد الجنوب من آثار الحروب
وتعيد اليه وعيه المفقود ومعارفه الاولى ،
مسطورةً على الواح سومريةٍ جديدة
يرشح خطها المسماري بحكمة العصور .
ولكن من غير زقورات ولا كهنة …
انا ابن ذلك الجنوب الذي تعايشت على ارضه جميع الثقافات : تلك التي كانت تمد اصابع حكمتها الى سماء الغيب ، وتطمح - حين تستهلك اجسادها الطينية آخر شحنات طاقتها -
ان تركب شعاع الشمس وتتحد بالملكوت الاعلى ؛ الذي تتذكر انه مليء بالراحة والسعادة الابدية …
الى جانب تلك الثقافة الارستقراطية الحالمة بالاعالي ، توجد ثقافتنا ، نحن الذين كنا نزحف على بطوننا كالافاعي ، ونأكل التراب والطين : وكانت ثقافتنا لا تحلم باكثر من سرير نوم ، لكي نشعر بأننا اعلى درجة من العناكب والهوام والزواحف …
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟