حزب الكادحين
الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 00:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- مَاكِرون يقودهم ماكرون
في تغريدة له على تويتر تعليقا على حادثة جربة، تعهّد الرئيس الفرنسي بمقاومة أعداء السامية قائلا: سنكافح معاداة السامية دائما ودون كلل .
الرئيس الفرنسي، ودون كثير من الاجتهاد والعناء، ونظرا لسعة خياله، اهتدى إلى الطّريق التي أراد من خلالها أن يمرّر خطابا يعبّر عن الإرث الاستعماري لفرنسا، معتبرا نفسه وصيّا عن الساميين مرتكزا على ديانة القتيليْن المدنييْن وعلى الجنسيّة الفرنسيّة لأحدهما في هذه العمليّة.
لكن هذه الطّريق التي سلكها الرئيس الفرنسي هي طريق خاطئة لأنّه، أوّلا، يجهل السامية التي يعتبر نفسه حاميها فهي أوسع ممّا هو يتصوّر وعليه هنا أن يعيد قراءة دروسه جيّدا، وثانيا، لأنّ هذه الحجّة التي تسلّح بها لمرّر خطابه الاستعماري لا يمكنها أن تنطلي على الوطنيين الذين يعرفون جيّدا كلّ أساليب وأشكال ووسائل الهيمنة التي تستعملها القوى الأجنبيّة لممارسة ضغطها وهيمنتها على الشعوب والأمم لسلبها سيادتها وحريّتها.
- ألمـــانيا والكيان ووهم صراع الأديان
على خُطى ماكرون الذّي مازال مهووسا بالإرث الاستعماري الفرنسي، أصدرت السفارة الألمانية بتونس بيانا إثر عمليّة جربة الإرهابيّة عبّرت فيه عن التزام المانيا "بحماية الحياة اليهودية ومكافحة معاداة السامية"..
نفس هذه الطريق ونفس الحجج من أجل نفس الغايات التي تخفيها هذه التّصريحات: استغلال سقوط قتيليْن في عمليّة جربة لرفع شعار "الساميّة في خطر" وبالتالي الإعلان عن التجنّد للدّفاع عن السامية، لا لشيء إلاّ لانّهما يحملان الدّيانة اليهوديّة وقُتلا في تونس..
ولا يبدو أنّ الامر توقّف عند هذا الحدّ، فقد قفز مجرمو كيان الاحتلال الصهيوني بمجرّد سماعهم لخبر العمليّة ليرفعوا نفس الشّعار "اليهود في خطر" وادّعوا أنّ أحد القتيليْن إسرائيلي ولذا يجب حمايتهم. وطبعا لا تخفى أهداف الكيان من وراء ذلك، وهي مزيد الضّغط على الدّولة التونسيّة من أجل الرّضوخ لمشروع التّطبيع الذي تعمل الإمبرياليّة على تنفيذه وقد نجحت في تنفيذه مع عدد من الأنظمة.
بالمقابل، يرتكب الكيان الصّهيوني مجازرا رهيبة في فلسطين العربيّة فيقتل النّساء والأطفال والشيوخ إضافة إلى المقاومين الذين يدافعون عن وطنهم وشعبهم ولا يحرّك ذلك لحماة السامية ساكنا بل إنّهم إن نطقوا ردّدوا تلك الجملة "لإسرائيل الحقّ في الدّفاع عن نفسها من ضربات الإرهابيين".
------------------------------------------------------------------------
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل - ماي 2023
#حزب_الكادحين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟