مفهوم الشرف

عبد لزهرة المنشداوي

الحوار المتمدن-العدد: 7645 - 2023 / 6 / 17 - 23:04
المحور: المجتمع المدني
    

في مفهوم الشرف
عبدالزهرة المنشداوي كوزي
عندما تتحضر الشعوب يقول (المفكر المغربي احمد عصيد): تصبح كل عناصر محصولها الثقافي معرفة محددة , ومنظمة، لكل لفظ تعريف واضح لدى الجميع ، ولكل فعل، او اتجاه حدود يلتزمه الجميع طواعية ، اما الشعوب المتخلفة ، فلغتها كلغة الطفل يعبر عن أي شيء بأي شيء ، وتفكيرها تفكير المراهقين يبنى على الاوهام، بلا تدبير يريحه اللفظ الضخم ، وان كان بغير معنى ، ويسعده المديح ،ـ وان كان في غير محله.
بالامكان دعم ماذهب اليه بشواهد عديدة ،. سبق و تطرقت لمفهوم الشرف ،من على صفحات احدى الصحف من خلال عمود باستعادة حكاية سمعتها من استاذ للغة الانكليزية تحدث عن فترة امضاها في لندن في بانسيون يديره زوج وزوجة طاعنين في السن ، انضمت فيما بعد فتاة بريطانية من منطقة نائية لتؤجر غرفة في نفس البانسيون ، بعد مضي فترة ليست بالطويلة ، ارتبط معها بعلاقة حميمية ، ويعيش ليال حمراء يأسف لأنقضاءها ,يصفها بحلم صيف. اشار الى انه اشترك مع الزوج والزوجة في احتساء القهوة الصباحية في حديقة المنزل الامامية بدعوة منهما ، عند خروج الفتاة البريطانية من غرفتها صوبت نحوه نظرات لوم و ريبة ، لم يفهم مردها ، يقول : لحقت بها في الطريق الى الجامعة ، وطلبت منها تفسيرا لنظراتها، فكانت الاجابة :اني قد جالست شخصين ليس لهما شرف ، سالتها عما تعني بالشرف اجابت: فقدان المصداقية ، الشخصان كذبا على جابي الضريبة واخبراه بأن ليديهم مستأجرا واحد لا مستأجران, كذبا عليه لتنصلا عن دفع ضريبة مستحقة للدولة وانهما سيقودان المجتمع الى اضرار فادحة بتهربهما عن دفع ما بذمتهما يمكن ان يساهم في اعانة العاطلين ، اوصيانة مؤسسات او بناء ماوى لايتام , وجود الكثير من امثالهم في لندن يقود لخراب ولفوضى .
نفهم من ان الشرف لديها ، الامتناع عن الحاق الضرر بالاخرين والصدق في التعامل والايفاء يالوعد، اما ماعداه من علاقات غرامية وجسدية فلا ضرر ,فهي تكاد تكون مشروعة من مبدأ الحرية الشخصية للافراد ، طالما لا تقترن بنتائج سلبية على الاخر وعلى المجتمع .
مفهومنا العام للشرف يعتمد على السلوك الجنسي للمرأة بمعاشرتها الغير دون عقد شرعي ، ومنه يعمم على الزوج والاخ والاب والعائلة باكملها ولايسترد الا باباحة الدم للاغتسال به وتطهير العائلة والعشيرة ، الشرف باق محفوض للسارق والكاذب والمخل بوعده وتعهده والمرتشي وحتى لمن يرتكب جريمة خيانة وطن .
الغربي في مجتمعه المتحضر ، قد يعاني خسارة وقد يحزن في حالة ارتكاب زوجته او ابنته فعل الزنى كما نطلق عليه ، و كقاعدة عامة يعمد الى الانفصال فيستعيد بذلك خسارته المعنوية التي سببتها الزوجة او الابنة اضافة الى استعادة ثقته بنفسه وتوازنه .و فيما يتعلق بالاب فسيظهر العطف لابنته التى ارتكبت ذلك الفعل ، الفرد مهما كانت صلة قرابته بالمراة لايعتبر مسؤولا، لا قانونيا، ولا اخلاقيا عما يفعله الاخر وان كان اقرب الناس اليه.الافعال المشينة من هذا النوع حسبها ان تلقي ظلا شاحبا ليس اكثر. في مجتمعنا ينتج الفعل المشين ضر بشرف الرجل ليتعداه الى عائلته وعائلة المراة من سوء السلوك الجنسي لابنته او اخته او زوجته ، وحتى ابنة عمه فالخيانة الزوجية من جانب الزوجة تجلب للرجل تاثير انفعالي لايتوقف الابالقتل واراقة الدم ليستعيد شرفه ثانية .
يذكر عباس العزاوي في كتابه (عشائر العراق)ان نظام الاسرة ثابت لينا مستقر لا يقبل التبديل والتعديل بخلاف ما نراه في كثير من الامم فانظمتها تابعة للتطور والاراء الانية صحيح ان الاسلام عل في نظام العائلة لكمه منع ما هو مستكره لكن ور في القران لفظ الخدن وهو صاحب المراة بلا زواج وهو امر مرذول وان المراة التي تسلك هذه الطريقة تعد خدنا او فاحشة او زانية او بغيا وان لم تكن مبتذلة للكل وان كان لها عائلة او عشيرة قتلتها وغسلت عارها .
المستشرق رفائيل باتاي يذكر في كتابه العقل العربي: ان شرف الرجال يعتمد كليا على شرف النساء(العرض)، وان الرجل يمكن ان يفقد شرفه بسبب عدم اظهار القدرة على البسالة او الشجاعة، او الضيافة والكرم ، شرفه أي رجل يمكن استعادته بسهولة فهو شرف مرن قابل للمحو باستثناء الانثى التي ميزوها بشرف صلب ان كسر لايمكن استعادته الى ابد الابدين.
لو توسع مفهوم الشرف وشغل مساحة اكبر مما حددها الاولون لتشمل الزاني من الرجال, والسارق ،والمرتشي ، والكاذب، والمستحوذ على الاموال العامة ، ومزور الشهاة العلمية ,والمدعي بامكانية ادارة دولة, او محافظة دون مؤهل ,او تجربة, واضيف اليهم اصحاب القدسية الدينية المزيفة ممن يشتري البسطاء تراب اقامهم للتبرك به ، لحظينا بشرف يمكن ان يسير بنا خطوات للالتحاق بركب الامم التي يقودها حايا نحو مجاهيل السماء ليبتكرويضيف .

#عبد_لزهرة_المنشداوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات