أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - تَامَرْجُولْتْ (رتَاج)














المزيد.....

تَامَرْجُولْتْ (رتَاج)


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7645 - 2023 / 6 / 17 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


في عتمة آلعتمات، كان يمد آلطيفُ يديه في غبش خضرة متآكلة لباب أَرْزِية تبتسمُ تجاعيدُها الناتئة تهفو لمعانقة لمسة ما تذكرها آستمرار بقائها في شيء يشبه الحياة .. إنها عتبة بين داخل وخارج، بين نور وظلمة، بين حركة وسكون، بين فعل ولا فعل، بين قدرة وعجز، بين حيوات تعيش في تناقض مفارقات تعالقات غريبة، تتشابك الخطوط تلتبس آلأشكال، تطول الشقوق أحيانا تقصر، تنحرف تتعرج تمتد تنكسر تلتف تستدير تذهب تجيئ تتحرك تثبت تقف ترنو يمينا ترنو شمالا، ثم تخمد وتَجِدُّ في آلخمود، لأن طوق ما يتقن الحصار يعرقل المسار ... كان بابًا أخضرَ هرمًا يدلي بظهره إلى حلك غرفة يحفها ظلام من كل جانب، فهي تغرق في آلعتمات، يحيطها يحموم أعمدة سَوار عنيدة (إيطلعيين) في إلحاح على إحياء وشم سُحنات الذين عاشوا في حِضن حناديس ملغزة هنيهات أو لمدد مديدة مكثوا في ردهات متاه آلمعيش ثم مروا كومض آلومض عبروا .. كل السحنات يسمها رتاج آلباب بميسم أزلي لا يلين .. يخدش باكورة الميلاد، يدهسها، يودي بآلبدايات إلى مراتع لا يؤوب منها الذاهبون .. يفتق صلابة الضحى شقوة الشباب، يوهن شأوها، ينهك جأشَها وآلوِطاب، يضرم اللهبَ الحرَّاق في حنايا أصيل شفق لم يعرف أبدا معنى الحنان، يكدر بالسخام صفاء شغف المضي قدما في مسير الأمام، لا مسيرَ يسلكه السالكون في فجاج كبواته المترعة بالعثار ولجاجة الحصار .. يهوي بلوعة المشيب إلى مدارك لا أوبة فيها لا رجوع .. يهرق وجيب الدِما المتيبسة في العروق .. يفتك .. يقتل .. يودي باللواعج والمعارج والمدارج .. يشتت الأوصال .. يغرس الهلع في المسام، في اليقظة، في المنام .. لا أحلام بعد لحظة عقعقته الهادرة، لا أوهام .. تضع اليد أناملها في فتحة كوة صغيرة (تامرجولت) لتفتح سُدف غياهب ظلمات تَكَدر نورها، علّ حياة ما مازالت تخشخش في أحشاء حياة ترنو في رجاء لا يمل إلى يد ما تخرجها من حشرجة أبدية الطوق سرمدية الانتظار ...
وتذكرتُ .. "خَفِّفِ آلوَطْءَ ما أظُنُّ أديم آلأرض" .. وأنا أَطَأُ أوراقَ سنديان متناثرة في المكان الخالي المُعَصْفَرِ بوَقيدِ حمى نيران وسط عَرَصَة صفراء شاحب لونها فارغة لا ظِلَّ فيها لا صَدَى لحركة ما غير صرير جراد نزق ورَجرجرة ورجيج لا تنقطع خفقات أجنحته الفوارة، وكُوكُوريكُو وَرّام (٢) غاطس يهينم برأسه بين أفنان زيتون وسنديان، ونقيق ضفادع بمختلف آلأحجام تناوشُ هاماتِ سَلاحفَ قيعان تُخرجُ ظهورها وآلعيونَ من صفحة مياه جارية راكدة، وخرير خيوط لامعة تتدفق بآستحياء تحت أشعة شمس آب قوية تنسرب عبر مضايق ضيقة مُظَلَّلَة بأغصان دفلى أليلي، وحَسيس وقَّادٍ ما فتئَ يئزُّ .. زززْزز .. كمرجل يغلي داخل رأسي .. وقفت شهقت زفرت مددت كلتا يَدَيَّ إلى قلب الرتاج فتحت الباب دخلت ...

☆إشارات :
١_تامرجولت : رتاج الباب ومغلاقه، وهو هنا من خشب عتيق قديم .. قال جرير في صفة البخل :
قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهمُ
وآستوثقوا من رتاج الباب والدارِ

ومنه قول آبن عبد ربه :
وإذا المعاقلُ أُرتجتْ أبوابُها
فالسيفُ يفتحُ قُفْلَ كلِّ رِتاجِ

٢_ورام : بتسكين الراء، يطلق على اليمام البري



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آحَرُّودْ (طِفْل)
- مُمَانَعَةُ آلْقَمَر
- قطاف
- هَلُمَّ التَّو السّاعَة العَجَل
- دَمُ شَاعرٍ
- مُدَرسونَ نحنُ لسنا مطافئ
- غُودَااانْ / الصّبيحُون
- طابق الكرودا Tabak Lagroda
- مثل أرزية سامقة
- مُجَرَّدُ حَادِثٍ كَانَ يَعْبُرُ آلسَّبِيلَ
- لَمّا
- أنامل تنسج أنوار آلقمر
- فَعَلْتُهَا وَأَنَا مِنَ آلضَّالِّينَ
- مُوتْ لَارْضْ
- آدْيَاوِي المُوزيطْ نَغْ آدْيَاسْ دي المُوزِيطْ
- وَحِيدًا يَخُوضُ غِمَارَ آلْيَخْضُور
- آرَّتْ لْبَالْ
- أَمْخَطَا نْتَقْبِيلْتْ
- دُوسُونْ دُوزْ 212
- جَلَبَة


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - تَامَرْجُولْتْ (رتَاج)