سعيد أولاد الصغير
كاتب من المغرب
(Said Ouladsghir)
الحوار المتمدن-العدد: 7642 - 2023 / 6 / 14 - 16:48
المحور:
الادب والفن
مـرّة، انـتَـبَـه طـبـيـبُ الـعـيـون بـبَـلْـدَتـنـا، إلـى أنّ الـنَّظَـرَ عـنـد الأهـل لَـمْ يـعُـد كـمَـا كـان ... فـقـرّر أنْ يُـعـالـج الـضَّـرر بـالـمـجّـان ...
ومـا حَـدَث، أنّـه نـجـح فـي إعـادة الـبَصـر لـِصـبـيّ وُلِـد أَعـمَـى ... والـسّـبـب، ربُّـه وَحـدَهُ بـه أدْرَى ...
شَـعـرنـا بـالـذّهـول، وأصـرّ الـطّـبـيـبُ عـلـى أنْ يَـزيـدَنـا دَهـشَـةً ... فـأجـلَـسَ أُمَّ الـصّـبـيّ فـي صالـة وسـط نِـسـوة مِـن أهـلِـه، وطَـلَـبَ مـنـه أنْ يـتـعـرّف عـلـى أمّـه ... ظـلَّ الـغُـلام يـُحـدِّق فـيـهـنّ، فَـلَـمْ يـفـلح...
لـكـن، بـمـجرّد أنْ رَاجَ الـكـلام ... حـتّـى تمكّن الـصّـبـيُّ مِن أنْ يُـمـيِّـز صَـوْتَ أُمّـه وَسَـط الـزّحـام ... فـلَـمَـع بَـصَـرهُ مِـن شِـدّة الـبـريـق، وصـرخَ صـرخـةً وارتـمَـى فـي حُـضـنِـهـا ولَـمْ يَـكُـفَّ عـن الـشّـهـيـق ...
بَـكـيـنـا جـمـيـعـاً بــحُـرقـة حـتّـى اغـتـسَـلَـتْ عـيـونُـنـا مِن الـدّواء ... الإنـاث والـذّكـور عـلـى حـدّ سـواء ...
سَـهِـدْتُ، فـاقـتـرَبَ مـنّـي الـطّـبـيـبُ وقـال:
يـا بُـنـيّ لَـطِّـفْ بَـلْـواك، فـيُـمـنـاك طـريـقُـهـا سـالِـك، أمّـا يُـسـراك فَـوضـعُـهـا قـاتِـم وحـالِـك ... فـلا تُـطِـلِ الـنّـظـر فـي حـالِـك ...!
مَـضَـيْـتُ، ورتّـبْـتُ حـيـاتـي كُـلَّـهـا عـلـى ذلـك.
ـــــــــــــــــــــــــــ
سعيد أولاد الصّغـيـر
#سعيد_أولاد_الصغير (هاشتاغ)
Said_Ouladsghir#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟