عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7641 - 2023 / 6 / 13 - 02:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سمير أمين كان مفكرا بارعا مجددا واهتم خصوصا بمشاكل العالم الثالث الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية وبين أن تحطيم جدار التبعية للغرب الرأسمالي هو الطريق الوحيد لخروج دول العالم الثالث من التخلف وذلك من خلال توحيد الإرادات والإمكانيات والتوجهات والاعتماد على الذات. ومن الممكن التذكير بأن فكر سمير أمير يمكن القول بأنه كان وراء مشروع منظومة عدم الانحياز لكن هذا المشروع الواعد والذي ساهم في تحرر بعض الدول من الاستعمار البغيض تلاشى مع رحيل مؤسسيه مثل ناصر ونهرو وتيتو ولم يترك رصيدا شعبيا متجذرا وتنظيمات طلائعية تطيل عمر التجربة.فكانت الطفرة النفطية بيد دول تدور في فلك الامبريالية الأمريكية ولم تغادر بعد الفكر الديني الرجعي والتي ساهمت في بعث الحركات المتشددة للسيطرة على المجال العربي وكبح نمو الديمقراطية وحقوق الإنسان والذي يمكنها من البقاء في الحكم وظهور نخب مابعد الاستعمار حاملة للفكر الليبرالي في مواقع القرار كموظفين لدى الدول الغربية مما قوى من روابط التبعية للرأسمال الأجنبي في ظل انخرام في شروط التبادل الغير متكافئ عالميا ( التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة لسمير أمين) أهم ما جاء من تحولات وكان كل هذا على أعتاب أفول المد القومي العربي بقيادة عبد الناصر ونهاية ما يسمى بالحرب الباردة بين الشرق بقيادة الإتحاد السوفياتي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية مما شجع الغرب الإستعماري أخيرا على الإنتقام من البلدان العربية المتنطعة والتي تحمل فكرا استقلاليا وتحاول النهوض والتصدي للإستعمار الجديد فاستعمل عوائد المال النفطي ومجانين الإسلام السياسي (الإسلام السياسي في خدمة الإمبريالية مقال لسمير أمين) لخلق الفوضى وتغيير الأنظمة عن طريق القوة الغاشمة حتى يسهل تطويع هذه الدول بتفتيت أركانها وتنصيب أعوانهم في المناصب العليا لإفقارها ونهب ثرواتها وربطها بالإقتصاد الرأسمالي المعولم وهكذا تقع هذه الدول في فخ الديون المتراكمة ثم التبعية ولا يمكنها الخروج من فخ التخلف.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟