عشتار الفصول:12880 الثورة البركانية التي سببتها الصحفية اللبنانية نضال الأحمدية.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)

الحوار المتمدن-العدد: 7640 - 2023 / 6 / 12 - 16:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

أعتقد بأننا أعطيناها قيمة كُبرى واستطاعت أن تُثير أكثر من 25 مليون سوري لماذا؟!!
بعيداً عما قالتهُ. وبعيداً عما قيل وقال .
أتوجه إلى إخوتي السوريين على مختلف قومياتهم ودياناتهم ومذاهبهم وأوضاعهم وأماكنهم.
وعلى مختلف كنوز محبتهم لوطنهم سورية المجد والتاريخ.
لن أطيل لكن أقولها صريحة واضحة لاتقبل التفسير .
إنّ ما قمنا به تجاه تلك الصحفية اللبنانية التي تطاولت على شعبنا السوري لم يكن رداً لمواطن سوري يثق بنفسه وبوطنه .
وهل نضال الأحمدية هي مشكلتنا وأم المشاكل حتى نثور بهذه الثورة عليها؟!!
هل تقتنعون بأن ثورتنا الحديثة التي جاءت بعد تصريحات الأحمدية هي في حدود الوطنية السليمة؟!!
ليتنا نكون على صواب . فهي امرأة قالت رأيها وتُدافع عن وطنها .فهل أنزلت السماوات في قولها .أم لنبين بأننا من الشعوب التي لاتؤمن بحرية الرأي.
أستغرب وأنا أقرأ هنا وهناك ومن هذه الشخصية أو تلك.عن ردود فعلنا تجاه نضال الأحمدية .
أجل لقد أقمنا الدنيا ولم نُقعدها .وكلّ بدأ يُجسد وطنيته من خلال ردود أفعاله التي أعتقد لو قرأناها قراءة سليمة لوجدناها لاتتناسب مع الشخصية السورية التي تثق بذاتها ووطنها عبر الأزمنة .
أخواتي إخوتي
لستُ أفضلكم لكني لستُ أقل منكم وطنية. فسورية خط أحمر بالنسبة لي ولكنني ما رأيته من ردود لا يُبشر بخير . والسؤال الهام.
هل فكرنا كيف نحمي وطننا من المخاطر القادمة التي أراها لا تبتعد عنكم ؟!! وكيف ؟!! وهل كتبنا وثقفنا بعضنا بما جرى لنا ولوطننا خلال عشرة أعوام؟!!
هل استطعنا أن نُعالج مشاكلنا المعيشية ولا نقول بالكهربائية والدوائية والموت البطيء الذي نعيشه يا إخوتي؟
لماذا نُرحل مشاكلنا ونُفرغها في أول محطة أراها لا تُشكل أمراً يُسيء لكرامتنا . فقد أعطينا الصحفية اللبنانية نضال الأحمدية حجماً أكبر مما تتوقعون لا بل استطاعت أن تهز مشاعرنا عن بكرة أبينا لماذا؟!!!!!!!!!
من يظن أنني معها وأقبل أن يُهان الحجر في وطني سورية فهو واهم ولايملك ذرة وجدان.
ولهذا علينا أن نكون على قدر ٍ من المسؤولية ذاتها في معالجة مشاكلنا اليومية والحياتية فأغلبنا لو توفرت له الظروف لهاجر وترك الوطن صدقوني.
إن معالجة الأمر لايأتي بالثورة ضد امرأة ولا ضد دولة غريبة أو قريبة . الثورة يجب أن تبدأ بالتفاف مجموعة من المثقفين الوطنيين السوريين الخارجين من دائرة التحالفات مع أو ضد . وبعيدين عن العصبية القومية والدينية والمذهبية.يتنادون إلى مؤتمر وطني يحمل عنواناً ( إلى متى يبقى الوطن السوري مدمراً).
ونضع جدول أعمال لذاك المؤتمر العتيد ونُجبر كل الفرقاء للجلوس على الطاولة السورية التاريخية التي أرى أنها أفضل من أن نرد على هذا أوتلك .إن حربنا وثورتنا ووطنيتنا يجب أن نُجسدها في مشروع وطني سوري بامتياز لايقوم على الماضي ومحمولاته وطنياً ودستوريا بل نُجدد في متون وجودنا السوري.
فسورية تستحق الكثير منا. وعلينا أن نؤمن بأننا نملك كل مقومات المواطن الصالح فقط حين نتخلى عن ما زُرع في عقولنا زرعاً لايمت للواقعية والموضوعية والحقوقية بشيء.
الوطن السوري لايُبنى ولا يقوم ولا يستمر بعقلية انفعالية متوترة وياليتنا نتوتر أثناء المحن القاتلة .
عودوا إلى الضمير الجمعي السوري الذي تحمل ماتحمله من الأشقاء والغرباء. ومن سياساتنا ومخططاتنا تعالوا نتوحد في سبيل الخلاص فكفى الموت والتمزيق واستبدلوا الأسماء والمسميات إذا كانت ستنهي هذا الذي نعيش فيه من أزمة وطنية . من يقرأ واقعنا قراءة حقيقية وإنسانية لن يقف عند ما قالته هذه أو ذاك.
وحدوا معارضاتكم وتسامحوا مع حكوماتكم واعقدوا مؤتمراً وطنياً سورياً ينهي معاناتكم ورتبوا مستقبلكم بدستور سوري مدني وأقروا حقوق جميع مكوّناتكم القومية واللغوية والدينية على مسافة واحدة وليس لقومية دون غيرها .
صدقوني سيشتمني أغلبكم وأنا من أجل وطني لا أقول كما قال الشاعر والأديب السوري محمد الماغوط( سأخون وطني) . لكن أنا من عشق الوطن ولم يخنه رغم توفر المحطات العديدة ولم أقف مع أياً كان لأنني كنت أؤمن بأننا جميعاً لم نكن لنقدر ما كنا عليه قبل الحراك عام 2011م.
سورية أكبر من انفعالاتنا . سورية بحاجة إلى وحدة في الصف تعالوا نصرخ في نفوسنا وننفعل على مابدواخلنا من جيف ٍ تلك هي الوطنية الحقة .
وخير الكلام الذي يقول:. الوطني السوري الحق هو ذاك الذي يوحد ولا يفرق ويدعو إلى عقد مؤتمر وطني سوري يجمع الجميع وتعود سوريتنا إلى سالف عهدها.هذه هي مسؤوليتنا السورية المخلصة.
عاشت سورية التاريخ والمجد حرة أبية .
المجد والخلود للشهداء السوريين على مختلف تسمياتهم .
والخلود لشعب يصنع من الموت الحياة.
# المواطن السوري اسحق قومي.
شاعرٌ وأديبٌ وباحث سوري يعيش في ألمانيا.12/6/2023م

#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات