أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - أنا وسعدالله ونوس ورحلة العزلة والموت














المزيد.....


أنا وسعدالله ونوس ورحلة العزلة والموت


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 7639 - 2023 / 6 / 11 - 14:32
المحور: الادب والفن
    


مابين كربلاء والسليمانية
إعلان واحد من خلال ورق وبارتشن واحد
يأتي الالاف لمشاهدة مسرحية جادة ومسرح تجريبي ،

بحكم الظروف والقيود لكن كنا نجازف ونغامر أن نلتقي في أماكن في مقهى شعبي في باب الخان كربلاء ،ومقهى الشعب في شارع كاوة السليمانية ،ونتجاوز حدود الخوف والعزلة والموت ونلتقي لكي نتحرر ونكسر حاجز الخوف، كانت أحلامنا تلتقي من أجل الحرية ولكن حريتنا كانت عقيمة ،وكنا أحيانآ نتحاور حوار الطرشان ،ومسرحنا كان ينادي ويخاطب جهة مشلولة ومكبوثة، الصوت والقمع وتهميش المثقف وإقصائه ربما تدجينه وأدلجته وتحويله الى ماكنة تنتج الجوع، وتبقى حاجته الى السلطة وتحويلهم الى قطيع استهلاكي ،القمع والقهر متساوي مابين المسرحي والمتلقي وإنهما يعيشان في خندق الموت،السياسة سرقت منا الفرح وأهذرت عناصر الابداع وأفسدت حياتنا، ولكن بقيّ ضميرنا حيآ وكنا نعلق جهارآ أنا وسعدالله ونوس كنا نغرد في كربلاء الفيل ياملك الزمان ومسرحية بائع الدبس الفقير, وكنا نتجاوز حدود الصمت في السليمانية من خلال مسرحية الملك هو الملك ومسرحية رحلة حنظلة من الغفلة الى اليقظة كنا نشهد ونعيش إنهيارات الواقع, وكان مسرحنا الذي نحلم ونفكر به والذي ندعوا إليه هو مسرح التغيير, وتجاوز سلطة الرقيب لازلنا محكومين بالامل
انا وسعدالله ونوس وفريق المسرحية, كنا نبحر في قارب محكومين بالخوف والامل, رغم تكميم الافواه وكثرة الفيلة في الشوارع والحارات والازقة والدرابين والمقاهي, وحكاية بائع الدبس الفقير وهو يقع فريسة بيد ذئاب السلطة من المخبرين حسن وحسين ومحسن . كنا نلتقي في قاعة الادارة المحلية في مدينة كربلاء, كنا بشرآ و نحب العصيان من خلال المسرح ، هناك مدن تبقى عالقة في الذاكرة تلاحقني في الليل والنهار مدينة مثل كربلاء مثيرة للحلم والحب وزمن الابداع على كل الاصعدة المسرح والموسيقى والشعر في السبعينات والثمانينات, كانت شرايين المدينة تصب في قلبي والزمن الجميل, وحلم البروفات المسرحية في بيت الكاتب المبدع محمد زمان ,وبروفات الطاولة المستديرة وتنسيق العمل المسرحي وجلسات الحوار في مقهى سوق باب الخان الشعبي ,وقفشات احلى شباب نذروا انفسهم لحب المسرح محمدالموسوي،ستار الجنابي عباس شهاب،جواد البابلي،علي البغدادي،عباس شهاب،،عامر الخفاجي ،عامر الكرخي ،جواد البابلي،راضي العبيدي، سلام علي ،إنتصار الشاطي،حسن النصراوي ، خالد الخفاجي ،حسن الاسدي، عبدالامير، ومع ذلك كنا نعيش الاوهام والاحلام وعلاقة الحاكم والمحكوم، وكنا محكومين ومكبلين بالخوف ولكن كنا نعيش الامل والفرح رغم ان الحاكم له العديد من الفيلة تحميه وتعبث في الارض فسادآ وتحرق اليابس والاخضر وصل السيل الزبى والفيل يهرس الاطفال , الناس تخاف الاحتجاج على ظلم الحاكم وفيله، زكريا يصرخ ويحرض ضد الفيل الجميع تقف معه وبدأنا بروفات الاحتجاج وتقديم الشكوى للحاكم, بسبب سلوك فيله المشين زكريا يصرخ

الفيل ياملك الزمان
مجاميع الناس تردد لانريده
الفيل يا ملك الزمان
كسر النخيل
هدم البيوت
يظهر الموت إذا بان
جعل الرعية بلا أمان
تصل شكواهم الى الحاكم يستقبلهم في قصره وزكريا يقول الفيل ياملك الزمان والجميع تسكت من الخوف ويتغير موقفها والحاكم يقول ماذا ؟ وماهي قصة الفيل؟ الناس من شدة الخوف الجميع يتردد والجميع خافضو الرؤوس إلى حد الانحناء ثم لا يجرؤون على النهوض
الحاكم: ماذا تريد الرعية
زكريا : الفيل يا ملك الزمان
الحاكم : وما خبر الفيل
زكريا : الفيل يا ملك الزمان
الحاكم: كاد صبري ينفذ تكلم ما خطب الفيل
-زكريا ملتفتآ حول الناس فاذا هم صم بكم لا ينطقون رهبة ورعبا وكان عليه أن ينقذ رأسه من القطع فتدارك نفسه قائلا
الفيل بحاجة لفيلة تخفف وحدته وتنجب عشرات بل مئات الفيلة
الحاكم (مقهقها) : كنت أقول دائما اني محظوظ برعيتي
وينبري احد الشعراء المتملقين في قصيدة عصماء يكيل المديح يذكر فيها خصائص وخصال فيل الملك من الشجاعة والطيبة والخصال الحميدة
ويستمر القهر والظلم من يستطيع كسر حاجز الخوف في صدور الفقراء والمعذبين والمهمشين
المخرج وبنية النص والمكان

على الفنان والمخرج أن يقرأ كثيرآ ويحرر مخيلته من كل ماهو تقليدي وعندما يكون متمردآ على الوضع السياسي والثقافي الذي كرسته الاحزاب التقليدية والحكومات, وتبدآ صحوة الضمير عند انعدام الخوف بسبب البطش والعبث ،يبقى سعدالله ونوس ومسرحه يرتبط ويلامس الواقع السياسي ويواجه البنية السلطوية وعشقها للكرسي ومصادرة عوامل الفرح والحب, وإغتيال المشاعر, ويزيد من عزلة الانسان وإغترابه ويسود الظلم والقهر وتزداد رقابة السلطة ،ولكن المسرح يبقى ضرورة جماهيرية ولكن بشرط إبتعاد الخطاب المسرحي عن الايديولوجيات الخطابية والسياسية المباشرة، ويبقى المسرح أكثر الفنون ديمقراطية لذلك وصلنا سوية مع سعدالله ونوس على إلغاء المسافة الفاصلة مابين الجمهور وخشبة المسرح ،وتجربة المسرح المعاصر تجربة ثقافية ،اخراجيآ طبقنا طريقة مسرح داخل مسرح المجاميع وهم يرتدون الملابس السوداء توحي لحالة الحزن والكأبة، وبقيادة زكريا وبروفات إعدادهم صوت وحركة وطريقة الاحتجاج على تجاوزات الفيل أمام الحاكم وبقي الخطاب الاجتماعي والجانب المعرفي والسوسيولوجي والغرض هو تنمية وعي المتلقي لتغييرالواقع
لقد جسدت المسرحية طموح الانسان الجديد
من أجل الحرية والمساواة والعدالة



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح هو البيت والوطن
- عصمان فارس جيل من المبدعين في المسرح الجاد والهادف
- ألاجتماع والمسرح الاوروبي لقراءة النصوص المسرحية
- أودن تياتر الدانماركي وسحرجسد الممثل
- المسرح الاوروبي متطور ومتقدم ومتجدد
- ابراهيم جلال ورسم الحدود مابين الفن والسياسة
- مطرقة الكوريكراف السويدي الكسندر إيكمان
- المسرح الكردي في قلب جمهوره والحدث
- الاحتباس الثقافي وإختفاء الفرق المسرحية الاهلية العريقة في ب ...
- السويد فضاء الحرية وديمقرطية المسرح
- إذكروا محاسن موتاكم الفنان عزي الوهاب
- ماريا ستيوارت من متروبوليتان
- اعطني مسرح وحب اعطيك الحياة
- مسرحية إنتظار غودو في السجون
- طقوس ايديولوجية حب الناس في مسرح الثمانينات في السليمانية
- السليمانية والحراك الثقافي والمسرحي
- الفنان المسرحي قاسم محمد وايقاع الواقع الشعبي العراقي
- مسرحية لغة الجبل لهارولد بنتر في مدينة السليمانية
- الخطاب السياسي والفني في المسرح العراقي
- مسرحية هاملت بوشاح أسود في ستوكهولم


المزيد.....




- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...
- جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع ...
- نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
- الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - أنا وسعدالله ونوس ورحلة العزلة والموت