آرا دمبكجيان
الحوار المتمدن-العدد: 7637 - 2023 / 6 / 9 - 00:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في أجتماع القمة الذي عُقد في بوخارست، رومانيا، في 2008، ناقش قادة حلف الناتو مسألة انضمام أوكرايينا و جيورجيا الى الحلف. عارضت مستشارة ألمانيا آنذاك، آنجيلا ميركل مع الرئيس الفرنسي ساركوزي قبول أوكرايينا، على الرغم من التأييد الأمريكي القوي لهذا الأنضمام. و بسبب هذه المعارضة الألمانية ندَّدَ رئيس أوكرايينا، زيلينسكي، بالموقف الألماني متَّهماً ألمانيا بجرائم حرب... و قال ناطق بأسم ميركل أنها تقف بقوة الى جانب قرارها السابق.
تركت آنجيلا ميركل العمل السياسي في ألمانيا في نهاية العام الماضي، و لكن في وقت تولّيها الوزارة كانت تعتبر رمزاً للأستقرار في أوروبا و عنصراً هاماً في الحفاظ على التوازن الدولي فيها. و في الوقت نفسه أتهمها رئيس وزراء بولندا، ماتيوش مورافيسكي، بأنها السبب في تقوية روسيا عن طريق سياستها اللينة التي أتبعتها تجاه روسيا خلال السنوات العشر الماضية.
نبذة عن التحالفات في التاريخ الأوروبي:
1- أتحد النسر الأسود (ألمانيا) في 1879 مع النسر ذي الرأسين (دولة النمسا-المجر) و مع النسر الروماني (ايطاليا) في 1882 و شكَّلوا "الأتحاد الثلاثي/ Triple Alliance " . و في 1887 انضم الدب (روسيا) اليهم. في أثناء هذا الوقت كان الأسد (بريطانيا العظمى) ينظر نظرة صداقة الى النسر الأسود، في الوقت الذي كان اهتمامه منصبَّاً خارج أوروبا، نحو مستعمراتها. لهذا بقي الديك (فرنسا) وحيداً.
2- تخلّى النسر الأسود عن الدب فسار هذا الأخير نحو الديك و شكَّلا في 1894 (الأتحاد الفرنسي-الروسي / Franco-Russian Alliance )، بينما بدأ الأسد ينظر نحو ميزان القوى و يلاحظ ما حدث للتوازن ... فرنسا و روسيا مع بعض و ايطاليا و ألمانيا و دولة النمسا-المجر مع بعض.
3- وقف الأسد خلف الديك (1904) ثم الدب (1907) و شكَّلوا "الوفاق الثلاثي/Triple Entente " و حافظوا على التوازن في اوروبا.
4- و بما أن الجانبين أعتقدا أن أفضل طريقة لتجنّب الحرب هي الأستعداد لها، سلَّحوا أنفسهم تسليحاً ثقيلاً جداً أدى الى انكسار الميزان، فسقطوا جميعاً في مرجل الحرب.
... و أعاد التاريخ نفسه في نهاية ثلاثينات القرن الماضي...
فهل يكرر التاريخ نفسه هذه التحالفات من جديد؟
#آرا_دمبكجيان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟