صباح علي السليمان
الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 21:08
المحور:
الادب والفن
يعدُّ نصب الحرية هُوية من هويات العراق الخالدة ؛ لما يمتاز به من حكايات لمسيرة وادي الرافدين ، وأخصُّ حياة الإنسان العراقي ، فابتدأ الفنان جواد سليم بالحصان الثائر من دون فارس ، وهو دليل على أنَّ الإنسان العراقي يعشق الحرية ، ولا يحبُّ أنْ يتحكم بمصيره أحد ، ولهذا كان انطلاقة لثورات على مر السنين فهو يحمل هموم الشعوب ويدافع عنهم ؛ كي يبقى أمل الحياة وهو الطفل ، وفي ظل الثورات يخسر العراق رجاله في الحروب ، وتبقى النساء باكيات على ذويهنَّ ، فتكثر الأرامل واليتامى ، زيادة أنَّ المفكر العراقي وأخصُّ العالم يبقى سجيناً ، فهو محارب ؛ بسبب تكالب القوى على السلطة فهو يحتاج إلى جندي حرٍ وليس مستعبداً يفك قيده ؛ ليعبر عن تفكيره في مستقبل زاهر ، وبهذا تسعد المرأة العراقية فهي رمز الصبر والتضحية ، كأنّها تحلق في السماء ، وتتحول قضبان السجون إلى أغصان لحمامات السلام كي ترفرف على بلادي وخاصة دور العبادة ، داعيا الحكومات إلى الاستفادة من نهري دجلة والفرات ، وشبههما بامرأتين فدجلة فارعة كالنخيل ، والفرات حاملة خصبة ، أمّا الثالثة فهي صبية ، كأنَّه يعبر عن روافدهما اللواتي يحملْن الخير في عموم البلاد ؛ لأنَّ الزراعة ، ومسحاة الفلاح ، والوحدة بين العراقيين تمثل عنوان بلاد ما وراء النهرين وما زالت، أمَّا الثور فهو يرمز إلى قوة هذا البلد ، فتجدُ الحصان يميناً والثور يساراً ، وربما هذه دالة على أنَّ العراق ثائر وقوي وحكيم ، ناصحاً الحكومات العراقية إلى الاهتمام بالبناء والصناعات فهي مستقبل الشعوب المتقدمة ، وترك سياسات القمع .من هذه القراءة المتواضعة نجد أنَّ الفنان جواد سليم قد عبّر في لوحاته المكثفة الراقية عن حياة العراق على مر العصور ، وكانَّه ما زال يعيش فيما بيننا .
#صباح_علي_السليمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟