رساله الى السيدة سعاد خيري:

ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اتابع منذ فترة باستغراب ودهشه ماتكتبه السيدة سعاد خيري حول موضوعات الاحتلال الامريكي للعراق و(المقاومه الوطنيه) فيه. ورغم دهشتي واستغرابي لما تطرحه السيدة سعاد عن تلك المقاومه الوطنيه وعن (الوطن الحر) و(الشعب السعيد) الذي ستبنيه هذه المقاومه عندما تتمكن من طرد المحتلين لم أشأ عن اعلق ماتكتبه هذه السيدة الفاضله والمناضله المعروفه فهي حره في ابداء وجهة نظرها وانا احترم جدا" وجهة النظر هذه. الاانني شعرت بالاسف الشديد لان السيدة سعاد خيري انجرت الى حالة التجريح الشخصي لشخصيه وطنيه يحترمها ليس الشيوعيون فحسب بل اوساط واسعه من الوطنيين والشرفاء في بلادنا واقصد هنا السيد حميد مجيد موسى السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي.
ومما يزيد من اسفي المكانه التي تحظي بها السيدة سعاد خيري في نفوس وذاكرة كل التقدميين في بلادنا ففي كتابها ( تأريخ الحركة الثوريه المعاصره في العراق) الصادر في سبعينات القرن الماضي تعرفنا على مرحله مهمه من تأريخ شعبنا ومآثره وامجاده الثوريه وهي اضافة لذلك زوجة المناضل الوطني العراقي الكبير زكي خيري الذي احتل موقعا" بارزا" في الحركه الوطنيه العراقيه على مدى 60 عاما".
والسيدة سعاد خيري معذوره في ما تطرحه بشأن ( المقاومه الوطنيه العراقيه) فهي وبحكم عيشها لفتره زمنيه طويله خارج العراق لا تدرك الكثير من معطيات الوضع السياسي الراهن في العراق وهي لا تدرك ولا تستطيع ان تدرك ان التناقض الاساسي اليوم هو بين جماهير شعبنا وبين قوى الارهاب . وهي لاتستطيع ان تدرك ان المقاومه الوطنيه الحقيقه للاحتلال يجب ان تتخذ في ظروف العراق شكلا" واحدا" والنضال السياسي السلمي وهو ما تمارسه اليوم القوى الوطنيه الحقيقيه.
والسيدة سعاد خيري لاتستطيع ان تدرك تركيبة القوى التي تسمي نفسها ( المقاومه الوطنيه) في العراق وما تمارسه هذه القوى من اعمال يدفع ثمنها على الاغلب المواطنون العاديون الابرياء. نعم هناك الكثير من الشباب الوطني المتحمس والمخلص ممن انخرط في صفوف هذه ( المقاومه) ولكن السؤال : من يقود هؤلاء؟ ومن يدعمهم من خارج الحدود؟
ارجوا من السيدة سعاد خيري ان تطرح المقولات الماركسيه والنصوص الجامدة جانبا" وتتأمل الواقع العراقي المعاصر بنظره ديناميكيه علميه تستند قبل كل شئ على الحقائق الموضوعيه وعلى معطيات دقيقه تعكس حقيقة هذا الواقع, وان تضع نصب عينيها ان شعبنا يرفض كل اعمال العنف ايا" كان مصدرها. واتمنى ان تننبه الى ان الارهاب التكفيري اصبح خطرا" يهدد البشريه جمعاء هذا الارهاب الذي لايفرق بين دماء المحتلين ودماء ابناء شعبنا والشعوب الاخرى الابرياء.
لقد عاني شعبنا كثيرا" من اعمال العنف على مدى السنوات الاربعه الماضيه ولقد آن الاوان لكي يساهم الجميع في انهاء هذه المعاناة.

#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات