أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - حدَّثني أحدُ الجدرانِ..














المزيد.....

حدَّثني أحدُ الجدرانِ..


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7633 - 2023 / 6 / 5 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


# إمتطى و ركبَ جداراً متهرئاً ذا ثقوب،وشقوق..يركله برجلينِ حافيتينِ ، غليظتينِ،و بيده سوط من حديد،صارخاً به:
- سرْ بنا أيُّها الأبله التافه..يتمتمُ مع نفسه،و كأنّه مجنون ..بل يريد أن يتقمص شخصية البهلول وحصانه القصبي بلجامه المتهرئ من شعر المعزى..و أين الخليفة ؟؟ في قصور بغداد.بل صرخ بصوت أجش:
- بغداد يا بلد الرشيدِ ..وفجأة غيّر اللحن،مردداً:
بغداد و الشعراءُ والصورُ...
ثم وقف و خيّم عليه سكون غريب ..أتته حسرة طارئة ،وقال :
أستودع الله في بغداد لي قمراً.. بيت شعر
والجدار في صمت مطبق ..سكون بلا تباريح ،و هدوء بلا أنفاس..ولكن ما يدور في وجدانه الكثير و الكثير؟؟ ألوان..و تضاريس، و مشاهد ومراقد..و مناظر و مقابر، وآلام ،ولهاث،آهات ملونة كالبالونات الصّينية التي يطلقونها في كرنفالاتهم البهيجة،فلكلِّ مأساة لونها المنمّق؛ومذاقها المرير..

ولكن ماذا يريد هذا الأحمق الصغير،من جدار متهرئ متشقق،مليءٍ بدخان المواقد الطينية القديمة..لا يقوى على شيء..أكل الدهر عليه و شرب..و أصبح في خبر كان ..ونطق الجدار،بعد أن فاظت بقايا روحه العاجزة،و لم يبق شيء من الإنتظار،و قد لا يفيد الصمت في مثل هذه الحالات،إذاً لابد من صرخة أو همسة؛ليظهر المكنون..و إلا تطارده الظنون و الحقائق :

- لِمَ هذه القسوة مع من لا حول له و لا قوة ؟؟.. فكم من مسكين ظللتُهُ من حرارة الشمس، ومن زخّات المطر، ووقيتُهُ من برودة الطقس،وآويتُ من لا سكن له،و كم من عابر سبيل جلس هنا، وما أزعجتُهُ..و كم من يتيم جلس في ظلّي مادّاً يدَه ليكسب لقمة يسدُّ بها رمقَهُ و هو ينتظر رفق المارّين و عابري السبيل،فلاطفته و داعبته ليتقوى على أسنّة الزمان.وكم بصير إستنجد بيَّ،فدعمته،وكم من أرملة باكية مرَّت من هنا،باحثة عن دواء لطفلها الرضيع،واسيتها بالصبر،و التوكل على الله.. كلُّ هذا في ظل حضارة سافلة في هذه الدنيا الوسيعة ،عايشته بصبرٍ و ثبات،و أنت تسخرُ من وجودي ايها اللاشئ في هذا الكون الفسيح!!..

سكت قليلاً ليلملم أنفاسه المتعبة،و يواصل حديثه:
- آهٍ ..تحت كلّ مدرة و حجارة لي ألف حكاية و دراية ..مرّ من هنا وعّاظ السلاطين،وهم يحملون أوزارهم فوق ظهورهم،ببسمة مصطنعة ،وتأنيب ضمير، و يعلمون جيداً بأنَّ إثمهم كبير..و يلعنهم التاريخ غداً، في كلِّ مجلس و محضر..
و مرّ من هنا معارضو السّلطة،ويحملون مشاعلَ ومعاولَ لينيروا الدروب؛و يبنوا الأمجاد..ومرّ المغول،والبرابرة،والمصلحون،و الدراويش..
صمت رهيب ،أتبعه بقوله، مستصغراً إيّاه :
- تَنّحَّ عنيّ أيّها الغاوي البسيط ،فأنا أكثر عطاءً من حكام العصر؛و ملوك القصر،و سارع اللا مخدعِك الجاهز في إسطبل البغال!!!...
4/6/2023م – بغداد



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آنسة الطبابة..
- فهرست (ج2) للموسوعة / من 51 - 100
- فهرست (ج1) للموسوعة / من 1- 50
- .ذاكرة نوروزية بمندلي
- شاعر و مربٍ من مندلي
- من الأدب الكوردي الفيلي / ق101
- شهداؤنا ..سناؤنا ..10/2023م
- الى ولدي اُسامة..
- جور و ظلم الكورد الفيلية
- خيول في البراري..
- أهالي مندلجين- مندلي إلى الأستانة
- آخر مؤلف لأديب فيلي
- فهرست السينات / 2
- شهداؤنا ..سناؤنا ..9 /2023م
- شاعر.. قتلته حكمته..
- شهداؤنا ..سناؤنا ..8 /2023م
- شهداؤنا ..سناؤنا ..7/2023
- شب في القاموس الكوردي /1
- شهداؤنا ..سناؤنا ..6/2023م
- شهداؤنا ..سناؤنا ..5/2023م


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - حدَّثني أحدُ الجدرانِ..