أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - استنزاف بوتين: تكتيكات واستراتيجيات الحرب














المزيد.....

استنزاف بوتين: تكتيكات واستراتيجيات الحرب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7630 - 2023 / 6 / 2 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتعثر، وعلى نحو غير متوقع، حرب بوتين ضد الجارة أوكرانيا، وتأخذ خذه الحرب أبعاداً ومسارات أخرى غير محسوبة، وليس البتة كما خطط لها جنرالات الكرملين أو كما تمنى لها بوتين وأسماها ذات يوم عملية عسكرية محدودة لن تستمر سوى بضعة أسابيع، لكن، ها هي اليوم، تطوي شهرها السادس عشر من دون أفق أو توقيت لتضع أوزارها، في ظل انخراط كامل وشامل للغرب، وللولايات المتحدة تحديداً، في العمليات العسكرية وقيادتها عملياتياً من البنتاغون نفسه، مع غموض تام حول نهاية الحرب أو وجود مجرد تكهن وتصور لكيفية ومتى تحسم معاركها الصغرى مع إصرار عسكري غربي، واضح، كما يبدو، على إلحاق هزيمة مذلة ومجلجلة، بروسيا وجيشها، وهذا ما هو متوقع تماماً اليوم مع تدفق السلاح الهائل لأوكرانيا وإمطارها بسيل من المساعدات المالية واللوجستية، بما لا يشي بأي نزوع لتبريد ميداني، أبداً، بغية استنزاف بوتين مادياً ونفسياً وزعزعة ثقة الناس به وبشرعيته الداخلية وإحداث حالة من البلبلة والتذمر والامتعاض الداخلي وتأليب الرأي العام المحلي والدولي ضده باعتباره البادئ و"مجرم الحرب" الذي يرتكب الفظائع هناك، مع بروز وظهور أصوات ناقدة للحرب ولتكلفتها البشرية والمادية الباهظة ما سيؤدي، حكماً، ومع مرور الزمن، الذي يراهن عليه الغربيون جيداً، لتركيع بوتين، وتآكل صورته، تمهيداً لإسقاطه، والانقضاض على روسيا، تنفيذاً للهدف المعلن بتفكيك الاتحاد الروسي العقبة الكأداء أمام طموحات الناتو للهيمنة والسيطرة،
فما يحدث اليوم في الحرب القيصرية البوتينية هو تكرار واستنساخ حرفي للحرب القيصرية السوفيتية في أفغانستان من عملية استنزاف تام وتدريجي للقوة العسكرية الروسية حيث حلت الجيوش والمتطوعون والمرتزقة الغربيون من كل حدب وصوب لمقاتلة الجيش الروسي، مكان "الجهاديين الإسلاميين" الذين حاربوا الجيش الأحمر السوفييتي ثاني أكبر جيش بالعالم في حينه، واستنزفوه وأسقطوه في افغانستان ما أدى لاحقاً لهروب مذل وانسحاب من الميدان وسقوط وتفكك الاتحاد السوفييتي، بعدها، وبعدما مني بخسائر مروعة، إذ قدّرت إحدى الإحصائيات خسائر الجيش الروسية البشرية، اليوم، في أوكرانيا، بأكثر من مائتي ألف قتيل بمن فيهم من كبار الضباط والجنرالات والجنود، وهذا ما يعادل حجم جيش كامل في دول أخرى، والذين كانوا يستدرجون لكمائن في ساحات القتال حيث يتم قنصهم واصطيادهم كالعصافير وقتلهم، وكما يعرف بالعلوم العسكرية، فالقوة المهاجمة يجب أن تكون أضعاف أضعاف القوة المدافعة، وهذا هو السر في هذه الخسائر الكبرى والمؤلمة التي يتعرض لها بوتين وجيشه الذي مكث أشهراً طوال حتى سيطر على مدينة صغيرة مثل "باخموت" ما فضح حقيقة القوة العسكرية الروسية وخوائها وتواضع ادائها.
لكل حرب عبر التاريخ مفاجأتها التي غيـّرت مسارها، وقلبت موازينها، والتي لم تكن، أصلاً، واردة في الحسبان، وهي ذاتها-أي المفاجآت- التي تغيـّر، اليوم، وجهة ودفة ومسار الحرب، فلقد كانت القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما وناغازكي مفاجأة الحرب العالمية الثانية التي أرعبت دول المحور، وأدت لاستسلام اليابان، وحيث كانت القنبلة يومها رسالة لباقي الدول حول قوة وجبروت هذا السلاح، ما أدى لحسم الحرب لصالح "الحلفاء" الغربيين، وتبدو المسيـّرات الـ Drones التي وصلت قباب الكرملين، وانفجرت فوقه، وحيث كان القيصر يتناول عشاءه، مفاجأة هذه الحرب التي لم يحسب أحد حسابها ولم تدخل في المعادلات، ورغم أنها ما زالت تستخدم على نطاق ضيق واستحياء، لكنها ستغيـّر مسار الحرب، ومعها وجه العالم، ربما، ومرة واحدة إلى الأبد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذا السبب لن تندحر الإمبريالية: السقوط الحتمي لعالم الأقطاب
- الإلحاد اولا
- فقعة ضوء: التبول على الملك
- فقعة ضوء: أيها الأعباء الكرام
- تركيا: سقوط الإسلام السياسي
- خرافة دولة الرسول
- استراتيجية تعويم الغباء
- تأسيس البعث: قبيلة قريش التي صارت دولة
- لماذا لا يُطلب الرؤساء الغربيون ل-لاهاي- مثل البشير وبوتين؟
- سوريا: هل كانت ثورة وطنية أم غزوة طائفية؟
- فلسفة ال-كارما- وزلازل تركيا
- سقوط دولة المخابرات
- لا لعالم متعدد الأقطاب؟
- خرافة وكذبة ثورة البعث
- من وصايا وتعليمات الإمبريالية والماسونية لقبيلة قر
- ماذا فعل المستعربون في -شامستان- عرين الاستعراب؟:
- مسلسل-سيّدهم-معاوية: استمرار صراع بني هاشم وبني أمية
- تقديس وتلميع الزعيم: أهم استراتيجيات النظام الفاشي
- حزورة فزورة بس إلك يا شطورة: (من يضحك على من)؟
- بشرى للمقاومين: متى ستنتصر قريش على قريظة؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - استنزاف بوتين: تكتيكات واستراتيجيات الحرب