أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - هل يمكن انقاذ علاقاتنا الانسانية؟














المزيد.....

هل يمكن انقاذ علاقاتنا الانسانية؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 13:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فى تجاربنا وتعاملاتنا اليومية قد يخسر صديق صديقه، وقد تصل العلاقات بين الأقارب إلى طريق مسدود، وربما تقدم لنا مواقع التواصل الاجتماعى (الإنترنت) أمثلة صارخة للخلافات الحاصلة بين الزملاء والأصدقاء وحتى الأقارب، وفى الكثير من الأحيان يرجع الشقاق والخلاف إلى تمسك كل طرف برأيه من دون أن يفكر للحظة واحدة أن رأيه قد يكون خطأ، وأن الرأى الآخر صواب. قال الشافعى: أن رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب، ويقول الإمام مالك: كل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا النبى صلى الله عليه وسلم. وهذا معناه أن الخلافات التى تحدث بين الأصدقاء وبين الأقارب تعتبر نتيجة منطقية لعدم الحرص على أخلاقيات وأدبيات التعامل مع الآخرين.

لا شك أن هنالك الكثير من الآيات الفرآنية والأحاديث النبوية والأبحاث العلمية الحديثة التى تحثنا على حسن المعاملة سواء لإنسان (مسلم أو غير مسلم) أو لحيوان. يقول الله تعالى: "وقولوا للناس حسنا.." (سورة البقرة 83). وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، وليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الأخلاق". لاحظ لفظة "الناس" فى الآية القرآنية وفى الحديث النبوى، وهى إشارة للمسلم ولغير المسلم. الجدير بالذكر أن القرآن الكريم يقدم لنا ثلاث نصائح مهمة عند التعامل مع الآخرين: 1. العفو والصفح، وهو أن نعفو عمن ظلمنا. 2. اللطف والتسامح مع الناس. 3. الإعراض عن الجاهلين، أى عدم الالتفات إلى الإساءة التى يأتون بها. وكذلك يرشدنا الدين إلى المعاملة الطيبة للحيوانات، فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"عذبت امرأة فى هرة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هى أطعمتها وسقتها، إذ حبستها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض.". وإذا كان الإنسان يلقى الجزاء والعذاب لأنه قام بتعذيب حيوان، فماذا سيلقى عندما يقوم بتعذيب وظلم إنسان مثله؟ من المؤكد أن مثل هذا الإنسان لن يرى الجنة بل سيلقى مصير أبى لهب: "سيصلى نارا ذات لهب" (سورة المسد).

وهنالك فرع فى علوم اللغة يطلق عليه "برجماتية" (Pragmatics) ، وهو فرع يختص بدراسة دور الأمور والمعلومات غير اللغوية فى تفسير واستخدام اللغة فى المحيط الاجتماعى الذى يحتويها، وتعتبر ظاهرة " التأدب" من المجالات التى أهتم بها اللغويون، ففى بحث له نشر فى ثمانينيات القرن المنصرم، قدم لنا جيفرى ليتش (أستاذ فى جامعة لانكستر البريطانية، وتوفى عام 2014م) ستة مبادىء، وهذه المبادىء تهدف إلى التعامل الطيب بين الناس، ومن ثم يقلل من أسباب الشقاق والخصومة بينهم:

1. اللباقة والدبلوماسية (Tact)
قلل التكلفة على الآخرين بل زد من الفائدة لهم، ومعناه إذا طلبت شيئا من الآخر، أجعله
يشعر أن التكلفة بسيطة والفائدة التى تعود عليه كبيرة، فمثلا، "حنتعبك معانا".

2. السخاء والكرم (Generosity)
قلل الفائدة على الذات بل زد من التكلفة على الذات، إذا طٌلب أحد منك شيئا، أجعله يشعر أنك على استعداد لبذل الغالى والنفيس لتلبيةاحتياجاته، مثلا، "عيناى لك".

3. الاستحسان (Approbation)
قلل من ذم الآخرين بل زد من مدحهم ، أى لا تنسوا الفضل بينكم وأشكرالآخرين؛ لأن من لا يشكرالناس لايشكرالله.

4. التواضع (Modesty)
قلل من مدح الذات بل زد من قدح الذات، أجعل الآخر يشعر أن ما فعتلته من أجله لا يستحق أن يذكر، وأنك لا تستحق الشكر على ما فعلت.

5. التوافق (Agreement)
قلل من الخلاف مع الآخر بل زد من الوفاق مع الآخر، وهذا يحثنا إلى ابداء التوافق وتقليل الاختلاف فى الرأى؛ لأن الاختلاف فى الرأى يفسد للود قضية.

6. التعاطف والتراحم (Sympathy)
قلل من العداء وعدم التعاطف مع الغير بل زد من التعاطف مع الآخرين، ومعناه ضرورة تفادى عدم التعاطف واللامبالاة وأجعل الآخر يشعر أنك مهتم بأموره ومشاعره.

وخلاصة القول إن مراعاة النصائح والإرشادات التى يقدمه لنا القرآن الكريم، وتقدمه لنا الأحاديث النبوية قد تنقذ علاقاتنا الإنسانية من المزيد من الانهيار. ولا شك أن هذه الآيات والأحاديث ربما استخلص منها علماء اللغة فى العصر الحديث كل المبادىء التى يقدمونها لنا فى ثوب جديد.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل البيتبول فصيل أليف من الكلاب؟
- من المسؤول؟
- رؤساء الجامعات واحترام القوانين
- ظاهرة نكران الجميل أو قلة الأصل
- مخالفات البناء وظاهرة الكحول فى الإسكندرية
- السلطة ودورها فى تغيير السلوك البشرى
- مذكرات وتجارب جامعية ٤
- ذكريات وتجارب جامعية (2)
- أمريكا فوق صفيح ساخن
- مذكرات وتجارب جامعية (1)
- ليه لابس كمامة؟ سؤال ينم عن الغباء؟
- الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية
- د. عبد الموجود درديرى والإخوان فى أمريكا
- زواج الكرة والسياسة: نهاية مأسوية
- مذبحة باريس: من المستفيد؟
- أسبوع الأندلس
- المرأة الغامضة
- تعديل القوانين الجامعية فى مصر: أزمة من غير لزمة
- صناعة الأزمات فى مصر: الرياضة دليلا
- المصريون يتحدون التهديدات


المزيد.....




- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنابل بالخطأ فوق نير يتسحاق بالغلاف في ...
- البيت الأبيض: نجري مفاوضات مثمرة مع روسيا
- السعودية.. شجاعة ممرض -بطل- تثير تفاعلا على مواقع التواصل
- وزير الخارجية الفرنسية: الجزائر اختارت التصعيد والحوار لا يم ...
- مكتب المدعي العام الروسي يوقع مذكرة تفاهم مع جهاز الإمارات ل ...
- وسط تصاعد التوترات بين البلدين.. أكبر منظمة رجال أعمال جزائر ...
- الجيش الإسرائيلي يقلص قوات الاحتياط عقب احتجاجات لوقف الحرب ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - هل يمكن انقاذ علاقاتنا الانسانية؟