ناجي الغزي
الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 15:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوعي هو تحرير العقل من الوصايا التي يجلبها المرء لنفسه والسبب عدم قدرة الفرد استخدام عقله دون توجيهه من قبل الاخر، والوصايا العقلية ليس سببا في قصور العقل بل بعدم استخدامه، وهذا يتطلب شجاعة واستقلالية وقرار. ولا يمكن للدماغ ان ينتج وعيا فكريا دون تجربة ذاتية يكون فيها المرء مدركاً لمحيطه الزمكاني.
واحد أسباب تراجع الوعي لدى الشعوب المقهورة هو الكسل والجبن والتخلف الذي يجعل جماعة من الافراد قاصرة التفكير وتعيش الهذيان الجماعي.
لذلك تتخذ الأحزاب السياسية والكيانات التنظيمية من ايدولوجياتها خطابات موجه لهذه الجماعات البشرية المغلقة ذهنياً, والقابلة للتصرف والانتظام بقوالب فكرية معينة, وذلك من خلال فحص البنية العقلية والمنطقية لهم واستغلالهم عاطفيا واجتماعيا.
كما تمارس عليهم تلك الأحزاب نوع من الضغط الملزم يمثل (اللاشعور السياسي).
ويحذر الاوصياء بخطورة النضوج العقلي والفكري لتلك الجماعات كي لا يخرجوا عن مسار الطاعة الفطرية.
كما يصعب على هؤلاء التخلص من الوصايا التي أصبحت عبودية فكرية متلازمة في كل زوايا العقل المهجور.
وهذا انتهاك صارخ لحرية الافراد وعبث في عقولهم وتجاوز على سيادتهم الشخصية وتجريدها وتجريفها من كل الابعاد الشخصية والذاتية.
والسؤال : كيف يمكن تحرير تلك العقول من سطوة الوصايا الفكرية وانتاج تجربة ذاتية واعية ؟
تحرر العقل من الوصايا السياسية والايدولوجيات المغلفة تحتاج الى ثقافة سياسية ووعي فكري وحرية مطلقة وقرار شجاع لمغادرة قطيع الهذيان وكسر قيود الوصايا الخارجية التي تمارس على العقل والفكر. والتمرد على الأفكار النمطية وتفكيك القوالب الجاهزة, وتحدي المواقف المخالفة للعقل.
#ناجي_الغزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟