ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 18:55
المحور:
الادب والفن
البناء الروائي في رواية "إلى أن يزهر الصبار" مصمم بطريقة متقنة، لدرجة أن كل لبنة فيها جاءت في موضعها، ليتشكل منها لوحة تشكيلية كبيرة حافلة بعدة لوحات صغيرة محكمة الترابط والتعالق في ما بينها. واللوحات من صميم الواقع المعيش: إنسانية، واجتماعية، ووطنية، وثقافية، وسياسية. وكل لوحة فيها هي مثار لكثير من الأسئلة، ومحرك لكثير من المواقف الوجدانية والفكرية.
أما اللغة، وهي الأداة أو الوسيلة الأساسية التي يوظفها المُرسِل (الأديب)
لإيصال رسالته (النص الأدبي) إلى المُرسَل إليه (القارئ) فقد جاءت، في معظمها، بأسلوب سردي مباشر، مع ميل إلى الإنشائية أحيانًا. لكنها تتجاوز الأنماط التقليدية بما يتناسب وروح العصر كما أنها تتخير المفردات والتعابير لتوافق المعنى المطلوب، أو كأن ترسمها حروفًا متقطعة بشكل مائل. مع ما يرافقها من تناصات أدبية كثيرة كالمأثورات الدينية والاجتماعية، وتطعيمها باقتباسات من أشعار الثلاثي: توفيق زياد، وسميح القاسم، ومحمود درويش. وأخرى لأدباء عرب وغير عرب. هذه الوسائل مجتمعة جعلت من الرواية أكثر جاذبية وشغفًا ومتعة للقارئ.
كذلك، يلحظ القارئ، أحيانًا، اقتباسًا أو قولًا لم يذكر مصدره أو قائله مثال ذلك "وإن الطريق مظلم حالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟.." والقول لتشي جيفارا. وكان نقله أيضًا الشاعر التركي الشيوعي ناظم حكمت.
وعلى الرغم من أن الرواية اعتمدت أسلوب السرد المكثف أو المركز والمشرف الكلي، إلا أنها أبقت على الباب مفتوحًا أمام شخوص الرواية ليقوموا هم بأدوارهم في سرد الأحداث وصنعها.
أخيرًا، لا يترك القارئ الرواية ولا الرواية تتركه، إلا بعد أن يتزود بطاقة إيجابية، وروح معنوية تعبق بالأمل والتفاؤل بأن المستقبل أفضل، والآتي أجمل، مع الأصرار وقبول التحدي إلى أن يزهر الصبار.
____________
الإضاءة النّقديّة بقلم: دكتور محمد خليل/ طرعان
18.4.2023
رواية "إلى أن يُزهر الصّبّار" بقلم ريتا عودة
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟