|
اردوغان ! ؟
زياد ملكوش
كاتب
(Ziyad Malkosh)
الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 01:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت اظن ان شعبية الرئيس التركي اردوغان قد انخفضت لدى معظم مريديه من العرب المسلمين لمواقفه المتذبذبة تجاه العرب ولأدائه السيء وانخفاض نسبة مؤيديه في تركيا في الفترة الاخيرة والذي ظهر في الفارق الضئيل نسبيا بينه وبين منافسه الخاسر في الانتخابات الاخيرة ( والذي هو اسوء منه خاصة ما يتعلق باللاجئين السوريين ) .وهذا امر يحصل عادة في الديمقراطيات الغربية وليس كما هو الحال في ( الانتخابات العربية ! ) ولكن نسبة الذين انتخبوه هذ المرة انخفض بشكل ملحوظ وجرت جولة ثانية لكي يحصل على نسبة اعلى من 50% . مواقف الرجل تغيرت من سياسة صفر مشاكل خاصة مع الجيران الى الكثير منها ومن القفزة الاقتصادية الى الركود ، وهي بالمناسبة السياسة التي ارساها احمد داوود اوغلو و عبد الله غل واللذان تركا اردوغان واصبحا من معارضيه ، ومنذ عام 2013 عند قمع التظاهرات ثم التصفيات الكبيرة في الحكومة لمناصري غول كما ذُكر وخاصة السلك القضائي والتي بلغت الآلاف بعد المحاولة الانقلابية ثم قمع الصحافة المعارضة اصبح ميل اردوغان للديكتاتورية واضحا . وطبعا لازال الوضع الاقتصادى سيئا فالتضخم في زيادة وسعر صرف الليرة التركية في انخفاض مستمر والشعب التركي يعاني من ارتفاع اسعار المعيشة والبطالة خاصة بعد الانكماش الاخير في العالم وبعد الزلازل المدمرة واستمرار الحكومة في تخفيض سعر الفائدة الذي يزيد الوضع سوءا بدل تحسينه كما هي النية .
من المفروض ان الوضع في تركيا لا يهم كثيرا العرب الا من ناحية التعاطف مع الشعب التركي الجار وأن مايحدث هناك هو امر داخلي ، لكن الظاهر ان محبي اردوغان العرب مصرون على الاعجاب الشديد بالرئيس التركي مغمضين عيونهم عن مساوئه خاصة مع عدم وجود اي حاكم او قائد عربي بكاريزما وانجازات بعد رحيل عبد الناصر بانجازاته واخفاقاته وبعد اعدام صدام حسين بحماقاته وهبوط شعبية حسن نصر الله بعد توقف المقاومة وتدخلها في سوريا لصالح نظام سلالي دموي وتحولها الى ميليشيا مذهبية تنفذ اجندة ايران وتكتفي بالبيانات النارية .
واذّكر هنا مواقف وافعال تركيا واردوغان السلبية تجاه العرب : -كرست تركيا احتلالها للواء الاسكندرون السوري خاصة بعد اتفاقية أضنا وبعد صمت النظام السوري وتجاهله هذه القضية . -تركيا تحتل جزءا من العراق ومن سوريا والى حد قريب كانت تدعم جماعات ارهابية اسلامية . -تركيا كانت ولا زالت تقيم علاقات اقتصادية جيدة جدا مع الكيان الاسرائيلي واعادت مؤخرا العلاقات الدبلوماسية معه بحماس واضح . -الاستمرار / كذلك تفعل ايران / في تنفيذ المشاريع المائية وعدم التقيد بالاتفاقيات الدولية بخصوص حصص المياه لدول الجوار : العراق وسوريا والذين تعانيان شحا في المياه كاحد نتائج ذلك . -صمتت على جريمة قتل خاشقجي بعد ان كانت متحمسة جدا للكشف عن الادلة التي تدين ولي عهد النظام السعودي ، وعلى اية حال هذا الامر ليس مهما جدا فكثير من الدول تغيير من مواقفها تبعا لمصالحها فهذا ايضا كان موقف الرئيس الامريكي بعد فوزه بالانتخابات اذ تخلى عن ماكان يقوله عن ضرورة معاقبة المتورطين في القتل .طبعا هذا الموقف ان كان مقبولا سياسيا فليس مقبولا اخلاقيا .
الحماس لاردوغان له ايضا دافع ديني فقيام المذكور بالغاء منع لباس الحجاب في الجامعات التركية ،/ وهذا للعلم توجه علماني يدخل ضمن الحرية الشخصية / وذكره الاسلام في العديد من المناسبات وظهوره يقرأ المصحف او الفاتحة ومعارضته المثلية ثم تحويله متحف أيا صوفيا الى مسجد والذي كان اصلا كنيسة . كل ذلك الهب حماسة المسلمين العرب وظنوا انه سيعيد امجاد المسلمين السابقة والتي للاسف لا يزالوا يتغنوا بها متناسين بعض سلبياتها وغير متطلعين الى المستقبل /بالمناسبة تحويل كنيسة الى مسجد ليس تقليد اسلامي فالمسلمون لا ينتهكوا اماكن العبادة لليهود والمسيحيين وعمر بن الخطاب امتنع عن الصلاة في كنيسة القيامة بعد فتح القدس حتى لا يحولها المسلمون الى مسجد .
للتذكير ايضا فتركيا دستوريا دولة علمانية وإن كان معظم سكانها يدينون بالاسلام ولا زالت المطاعم والبارات التي تقدم المشروبات الكحولية ( الصحيح ان الخمور غير محرمة في الاسلام ) منشرة بكثرة كما ان بيوت الدعارة العامة مسموح بها ولديها تصاريح رسمية حكومية ، كذلك التعري والنوادي الخاصة بذلك كما انه لا يوجد اي قانون بمعاقبة المثليين كما هو الحال في الكثير من البلاد الاسلامية .وتركيا لم تفعل شيئا لمسلمي الايجور المضطهدين في الصين وهم من نفس اصول الاتراك بل يقال انها سلمت مطلوبا منهم للصين بعد ترقيع الاتفاقيات الاقتصادية معها مؤخرا .
وبعد الا يجب ان ننظر لاحوالنا المزرية ولتخلفنا وللمشاكل الكثيرة جدا التي نعاني منها وان نتطلع للعمل الجاد لمستقبل نصنعه نحن بدلا من اختراع ابطال اجانب نكاد نقدسهم . ( كان للاتراك دور في تخلفنا لاحتلالهم لنا اكثر من 400 عام لم يقدموا حتى هم اي انجاز حضاري وكان بارعين في الحروب وجمع الضرائب فقط ) .
#زياد_ملكوش (هاشتاغ)
Ziyad_Malkosh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اما بعد . .
-
الزلازل واغتيال الرئيس
-
الانسان العربي
-
فرحة
-
كأس العالم وقطر والمثلية
-
شيكاغو و خواطر حول الرواية العربية
-
كل شئ هادئ في الجبهة الغربية
-
وحش البحر
-
اسرائيل . . الى متى ؟
-
و ... الحرب في اوكرانيا
-
بعض العرب والعثمانيون واردوغان
-
هلوسات اوكرانية
-
هل يوجد إعجاز علمي في القرآن ؟
-
المبارزة الاخيرة
-
الخروج للنهار عبر -الصراط المستقيم- : -المسائل العشر-
-
انزياح الانزياح او التحريف
-
الرجولة والانوثة
-
المرأة التي تتنكر لحقوقها
-
شيوخ الخليج والاسد الثاني
-
عبد الناصر وصدام والسلطان العثماني
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|