أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - لا يكفي التظاهر من اجل التعيين، بل عمل اخر لا بد منه!














المزيد.....

لا يكفي التظاهر من اجل التعيين، بل عمل اخر لا بد منه!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7622 - 2023 / 5 / 25 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظم العشرات من الخريجين التربويين في ميسان يوم الاحد، 14 أيار، واجهتها قوات الشغب بفتح خراطيم المياه لتفريقهم. كانت مطالب الخريجين، تتمحور، كما كانت، حول التعيين، أي إيجاد فرص عمل لدى مؤسسات الدولة. قام المتظاهرون بإحراق إطارات السياسات وقامت قوات الشغب برشهم بالمياه. وتتكرر يوميا هذه التظاهرات في عموم محافظات العراق، معلنة مرحلة تصعيد جديد من قبل الجماهير العاطلة عن العمل. ناهيك غير الخريجين في محافظات اخرى. فيوم 9 أيار، خرج العاملون في القطاع الحكومي يطالبون بتعديل سلم الرواتب. وهكذا، ودواليك.
بضعة نقاط يتوجب قولها هنا وهي:
لن تستطيع الحكومة في العراق، لا الحالية ولا غيرها، توفير فرص عمل للخريجين، تربويين او غير تربويين. السبب بسيط وهو ان حكومة العراق تحت ضغط المؤسسات المالية الدولية تسعى لتقليص التعيين الحكومي، لاجل عيون القطاع الخاص وتوسيعه وجعل هذا القطاع، هو القطاع القائد للاقتصاد في العراق. ويجري الضغط بعدم تعيين الباحثين عن عمل في القطاع الحكومي لأجل إيجاد فرص عمل لهم في القطاع الخاص.
علما ان القطاع الاقتصادي الأساسي في العراق والذي تعتمد عليه الدولة هو قطاع النفط وهو لا يشغل أكثر من 1% من قوة العمل في العراق. والقطاع الخاص، اعترفت بهذا الحكومة العراقية او لم تعترف، ضعيف وهش، ولا يستطيع استيعاب الايدي العاملة المتوفرة. العراق في قلب السوق العالمي الرأسمالي وظيفته تجهيز العالم بالنفط، فقط لا غير. وليس بوسع الحكومة العراقية ولا المؤسسات الدولية جعل هذا القطاع- الخاص – ناشطا ويستوعب الايدي العاملة في العراق.
لان ما يصل الى الناس من بضاعة ارخص بكثير من البضاعة المنتجة محليا. لا يستطيع القطاع الخاص منافسة البضاعة الأجنبية من حيث رخصها. لا يستطيع الفلاح العراقي ان ينافس المواد الزراعية المستوردة، لانها تصل للمواطن باسعار ارخص، والمواطن يبحث عن الارخص.
من جهة أخرى، مؤسسات الدولة البيروقراطية لا تترك للرأسمالي العراقي ان يعمل ويصدر بضاعته الى الخارج، مما تجعله الى منافذ أخرى للربح، الا وهو التجارة او السياحة. كم سيشغل هذين القطاعين من الايدي العاملة؟ لا شيء غير القلة القليلة.
الدولة في العراق، والجماهير في العراق في مأزق حقيقي. المسالة التي يجب ادراكها، بالأمس، واليوم وغدا، هذه الحكومة، قد تستطيع ان توفر درجات وظيفية، ولكن في أوضاع استثنائية، حين تشعر بان الخطر بدأ يهددها، ويهدد وجودها. كما فعلت بعد انتفاضة تشرين والتي كلفت حياة 800 شخص، وجرح فيها 25 الف شخص، واستبسلت بمقاومة عنف الدولة وعنف الميلشيات، مما اضطر الحكومة الى القيام بتعيين التربويين ما قبل 2019، فقط لا غير.
وماذا عن مصير ألتربويات والتربويين الذي تخرجوا بعد ذلك، والذي سيتخرجون في السنوات القادمة، لا قطاع خاص يستطيع استيعابهم ولا حكومة تقوم بتعيينهم. فما الحل؟
الحل هو تغيير سلطة هذه الرأسمالية المرتبطة مصالحها مع مصالح ألمؤسسات الدولية. هذه السلطة ليس بوسعها لا تأمين فرص عمل، ولا شروط حياة مناسبة للإنسان. لان الإجابة على حاجات الانسان ليس مهمتها. بل مهمتها الوحيدة هو خدمة مصالحها ومراكمة أموالها. ستصل نسمة العراق في غضون أعوام قليلة الى 50 مليون نسمة وهي وبازدياد. فكيف ستقوم هذه السلطة او السلطات القادمة لهذه الطبقة بالاجابة على حاجات الناس؟
لم ولن تجيب. لا يوجد عمل في القطاع الخاص، والمدن تكتظ بالعمالة الهشة. لا يكفي التظاهر، ولا حرق إطارات السيارات ولا قطع الطرق الى شركات النفط. يجب العمل بشكل منظم على الإطاحة بمجمل نظامهم الاقتصادي والاقتصادي عبر اشكال تنظيمية جديدة يكون بوسعها دخول المعترك للتغيير الحقيقي. التغيير من اجل نظام انتاجي وتوزيع جديد قائم على أساس الإجابة على حاجات الناس، وهذا يتحقق بوجود توزيع اقتصادي اشتراكي على أساس الاستجابة لحاجات الناس، وبعيدا عن منطق الرأسمال والربح.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمة المجتمع من الأسفل عبر مدارس البنات!
- من أين تبدأ عملية التغيير؟
- شهيدة الشرف -مريم ماجد- ولكنهم باسم الشرف يقتلون النساء!
- الشخصي هو سياسي – حول الحب والنسوية.
- تصويت الجماهير قد جرى وتم!
- وماذا يهم اللصوص لو افرغت ميزانية البلاد؟ كلمة حول- الاقتراض ...
- جمرة -الصراع الطبقي- تحت الرماد- بضعة مسائل عن انتفاضة اكتوب ...
- حقوق المرأة وضرورة النضال ضد التيارات الشعبوية
- بين حضور المرأة في انتفاضة اكتوبر في العراق( 2019) وغياب مطا ...
- 27عاما من تاريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي(حشعع) وقضية ال ...
- هل التغيير امر ممكن؟
- وزارة للتركمان، توسيع رقعة المحاصصة الطائفية.
- يجب ان يتحول كل حي الى ساحة تحرير
- كورونا ووجوب انهاء النظام الرأسمالي.
- كورونا والعاطلين وبدل البطالة
- نحن الذين نقرر اية حكومة نريد..
- انسحاب التيار الصدري من الاعتصامات واحراق الخيم في ساحات الا ...
- تاكتيك جديد لحرف الانتفاضة عن اهدافها- تظاهرات الصدر المليون ...
- مقايضة الامان بالمال!
- ألاحزاب الاسلامية اما قمع او افساد التظاهرات!


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - لا يكفي التظاهر من اجل التعيين، بل عمل اخر لا بد منه!