أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد هروان - لا نزداد عنصريين بل نصبح كذلك...














المزيد.....


لا نزداد عنصريين بل نصبح كذلك...


محمد هروان

الحوار المتمدن-العدد: 7620 - 2023 / 5 / 23 - 22:15
المحور: حقوق الانسان
    


السلوك العنصري هو عنف ضد الذات قبل ان يكون ضد الاخر، لأنه نتاج خوف أو سوء تربية او جهل او وقاحة، وهذه مظاهر تسئ كثيرا لصاحبها قبل غيره، لأنها اشكال تجعله متوجسا ولا يعرف الهدوء والطمأنينة.
اذا قلنا الخوف فانه يعني الاحساس بالتهديد، وهذا التهديد يجعل المرء غارقا في سيناريوهات فقط من نسج خياله، خوف من الاختلاف، فكيف يستوي الخوف من انسان مثلك؟ هل لأنه يحمل افكارا مختلفة عنك؟ هل لأن بشرته من لون مغاير؟ هل لأنه يرتدي ملابس مختلفة؟ العنصري لا يتحلى بالموضوعية لأنه يعتقد ان ما يختلف عنه يهدده، فهل يهدد هو احدا في اختلافه؟ اكيد لا، ولكن نعم يهدد استقرار البشرية بسلوكه العنصري.
اما اذا تحدثنا عن سوء التربية فهي نتيجة بيئة اجتماعية او ثقافية معادية للاختلاف، ولا تتصور ان الاختلاف شيء فطري في بني البشر، بل تريد ان تعزل نفسها عن الغير متصورة انها افضل او اقل، فالعنصرية اما احساس بالأفضلية او حتى بالدونية في العلاقة مع الغير. والتربية الضيقة الافق لا تستوعب ان الاختلاف مصدر غنى ورافعة قوية للإنسانية على شتى الاصعدة.
بخصوص الجهل، فهو اصل كل شر، ومحاربته عبر التربية والتثقيف هي مساهمة في الحد نوعا ما من العنصرية، لان الجهل يعزز الخوف ويباعد بين الناس ويجعل عقولهم متحجرة لا تقبل لا الحوار ولا النقاش العقلاني، والعمل على محاصرته ينبغي ان يبدأ من القاعدة، من الاطفال، في المدرسة، في البيت، في الاعلام وفي كل منبر متاح.
الوقاحة صفة كل هؤلاء الذين يحملون الحقد والافكار السلبية والمسيئة، والوقاحة هي جهل ايضا لان الاخير لا يعني غياب التعليم، فالعنصري قد تكون له شهادات عليا، لكنه لم يعمل عقله في تمثل الغير، الوقاحة اذن قد تكون احيانا كثيرة سلوكا متعمدا، ناتجا عن مآرب سياسوية او ما شابه. فذكاء الانسان قد يعمل ضد الانسانية احيانا.
وللحد من هذا العنف ينبغي العمل على زرع قيم الحب والعناية بها وهي صعبة جدا عكس الكراهية التي لا تحتاج لمجهود كبير، هو عمل من المنابت، فويل لامة فسدت منابت اطفالها كما قال نيتشه، هنا نقصد الامة الانسانية جمعاء، هي البشرية اذن ما يجمعها اكثر مما يفرقها، وحتى فيما يفرقها هناك ما يميل دوما الى توحيدها.
وبما ان هذه الظاهرة عنف والعنف ينبغي محاصرته بالزجر، دعت الضرورة الى سن قوانين تعاقب من يتلفظ بأي لفظ بغرض عنصري. وكذا العمل على ارساء نظم تربوية تعليمية تحمل مضامين واهداف تسعى الى العيش المشترك وزرع الاحترام في النفوس، كي تتمكن من استقبال الاخر والذهاب اليه في جو يسوده الاختلاف المحمود الذي ينتج ويثمر كل ما هو ايجابي. اما النزعتين الهادفتين اما الى السيطرة واما الى الرضوخ فهما زيغ وضلال.
من يسعى الى السيطرة والتحكم في مصائر الناس هو عنصري، بل اكبر حتى ممن يتلفظ فقط بالعبارات العنصرية، والاكيد انهما يدعمان تواجد بعضهما البعض، بيد ان الاول له قوة اكبر وبالتالي تأثير مضاعف. اما من يحس انه اقل من غيره فنقول له كما في الدارجة المغربية "اللي فيه يكفيه".
في الاخير نؤكد على اننا لا نزداد عنصريين لكن نصبح كذلك للأسباب المذكورة سلفا والمنطلق التربوي الذي وجب اخذه مأخذ الجد هو ان العرق البشري انما واحد يتجلى في تمظهرات مختلفة وهذه خاصية جميلة تشكل اسس كل سير نحو الامام.



#محمد_هروان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب المفاهيم والمصطلحات
- اضواء على تداعيات النكوص الحضاري للمسلمين من خلال مؤلف ماجد ...
- في الحاجة إلى فكر جديد ودور المثقف في عالم اليوم :


المزيد.....




- مكتب إعلام الأسرى يعلن عن أسماء الفلسطينيين المقرر خروجهم في ...
- البيت الأبيض: في ظل ترامب لن يكون للمهاجرين غير الشرعيين أي ...
- بريطانيا تغيّر قواعد التأشيرات للاجئين الأوكرانيين
- محللون: الأونروا تواجه تحديات وستعمل بكامل طاقتها بمجرد فتح ...
- رغم محاولة طمس الحقائق... محققو الأمم المتحدة يؤكدون وجود -أ ...
- قلق أممي من تدهور الوضع الإنساني في جنين نتيجة العدوان الإسر ...
- مكتب إعلام الأسرى: الاحتلال يفرج غدا في إطار الدفعة الرابعة ...
- الأمن السوري: اعتقال رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا ع ...
- نائب أوكراني سابق يتهم جهاز الأمن الأوكراني بإنشاء معسكر اعت ...
- -بينهم محكومون بالمؤبد-..مكتب إعلام الأسرى يكشف أسماء الفلسط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد هروان - لا نزداد عنصريين بل نصبح كذلك...