أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بوياسمين خولى - كيف تساعد ابنك المراهق أن يكون شخصًا صالحًا















المزيد.....

كيف تساعد ابنك المراهق أن يكون شخصًا صالحًا


بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)


الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 06:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اطلعت مؤخرا على حوارات مع الدكتور "كين جينسبيرغ" (1) - Dr. Ken Ginsburg - وأحد كتبه (2) أعرض

يتمتع الآباء بفرصة لمساعدة ابنهم المراهق على النمو وتقوية علاقتهم.
المراهقة هي الفترة التي قد يعاني فيها الأطفال من نمو سريع في أجسادهم وأدمغتهم ، بالإضافة إلى زيادة المشاعر. وذلك لأن المراكز العاطفية للدماغ (الجهاز الحوفي واللوزة) (3) تنضج بسرعة أكبر من مركز التفكير في الدماغ (قشرة الفص الجبهي) ، مما يساعد في التنظيم وحل المشكلات وفهم المشاعر. المنطق لا يواكب المشاعر حتى سن 25 تقريبًا. ومع حدوث هذه التغييرات، قد يعبر الشباب عن المشاعر أو الأفراح أو الحساسيات. في بعض الأحيان ، قد تؤدي المشاعر المتزايدة إلى الشعور بحزن وغضب أكبر ، أو إلى المخاطرة.

عبر كتابه يريد الدكتور "كين جينسبيرغ" ، أن يعرف الآباء مدى أهمية دورهم في الواقع خلال فترة المراهقة، و كيف يمكن أن يؤثر سلوكهم ومواقفهم وأفعالهم طوال فترة المراهقة على أطفالهم بالطريقة الأفضل ، حتى مرحلة البلوغ. إن فترة المراهقة فرصة للمساهمة في إعداد رجل المستقبل. يعتقد "كين" أن تغيير الطريقة التي يتعامل بها الآباء والأمهات مع المراهقين يمكن أن يغير العالم.

يقول الدكتور "كين" : "عندما نعد المراهقين ليكونوا أشخاصًا صالحين ، ونهتم بالآخرين ونجعلهم يريدون المساهمة في العالم ، فإننا نغير المستقبل. عندما نعد المراهقين لفهم أنه لا يوجد شيء أقوى من الاتصال البشري، وأننا نعتمد على الأسرة للحصول على المشورة من أجل النمو، وللمساعدة في اتخاذ قراراتنا الأكثر حكمة، فإننا ننتج أشخاصا بالغين سيقودوننا إلى مستقبل أفضل". لذا يوصي الوالدين على الاهتمام - ليس فقط بتتبع تعليم أطفالهم وتفوقهم فيما يهوون – وإنما عليهما الاهتمام أيضا بـ "ماذا سيصبحون مستقبلا"، عليهما أن يسعيا ليصبح الأطفال أشخاصًا صالحين، يستحقون فعلا قيادتنا إلى المستقبل.

يتساءل الدكتور: كيف يحدث ذلك؟ ويجيب:
ليس من خلال إخبار الطفل بأنه شخص جيد، ولكن من خلال رؤية ما هو جيد بالفعل وصحيح فيه، والاهتمام عن قرب وباستمرار بما هو جيد فيه.

يتحدث الكتاب عن الحاجة إلى القدوة والتواصل الفعال بين الوالدين والمراهق. ما دام الهدف هو تنشئة أناس صالحين، يهتمون بأنفسهم ويهتمون بالآخرين، فالمراهقة هي فرصة رائعة حيث يطور الناس إحساسهم بهويتهم، وبموقعهم المستقبلي في العالم. وفي هذه المرحلة يبحثون عن نماذج يحتذى بها. وإذا كان أحد الوالدين في موقع أن يكون نموذجًا يحتذى به الطفل، فعليه أن يظهر له – بشفافية - أنه يعاني من صعوبات وتعقيدات، لذلك يحاول دائمًا تصحيح نفسه وسلوكه عندما يقع في خطأ ما. من خلال هذه الشفافية، التي تظهر مدى صعوبة العمل لتكون جيدًا وتحافظ على التوازن، حتى عندما تبدو الحياة غير مستقرة، فإن الأطفال يراقبون هذا ويعاينون ضرورة بدل المجهود للتغلب على الصعاب. إنهم، في واقع الأمر، لا يبحثون عن الكمال، وإنما يبحثون عن كيفية نموك، وكيفية تنقلك، وكيفية تفاعلك مع الآخرين، حتى عندما لا تسير الأمور في المسار الذي تأمله. هذه هي الطريقة التي تتعلم بها "جوهر الإنسان". وهذا لا يكفي إنها البداية، وجب أن يليها التواصل المفتوح والتحدث مع الأطفال حول كيف نتخذ القرارات و كيف نهدئ أنفسنا عندما لا نشعر بالهدوء الداخلي الشديد في الداخل ... والكثير من القرارات التي سيتخذونها (الأطفال) يوميًا هي أشياء من قبيل : ماذا يعني أن تكون شخصًا جيدًا ، وأن تكون صديقًا جيدًا ، وأن تتحلى بالصبر ، وأن تكون متواضعًا ، وأن تستمع إلى أفكار الآخرين... ؟ إنهم يتعلمون كل هذه الأشياء. ويتطلب ذلك الكثير من التفكير الداخلي والحوار الداخلي. عندما يكون لديهم إنسان مستعد للاستماع إليهم - وهذا دورك كأب مثلا - أثناء مناقشة تعقيدات الحياة والاهتمام بما يقولون ، فسيجدون أنه من الأسهل العثور على موطئ قدم لهم وأن يكونوا من النوع الذي تحب يأمل أن يصبحوا مستقبلا.

يريد الوالدان حماية أطفالهما ويرغبان في لفهم في غلاف فقاعي ، لكن عليهما الانتباه إلى الكيفية التي يجب توجيه المراهقين لمواجهة التحديات والتأثيرات السلبية. تتعلق المراهقة - في واقع الأمر - بمعرفة مقدار ودرجة الاستقلال الذي عليهما منحه للأطفال لأنهم يحتاجون إلى معرفة كيفية القيام بما يريدون بأنفسهم.

نعم، يريد الناس حماية المراهقين، ويريدونهم أن يبتعدوا عن المناطق والأمور المحفوفة بالمخاطر وألا يبتعدوا عن "الحدود المعقولة. فهذا ما يريده الوالدان، لذا يندفعان إلى لفهم في غلاف فقاعي يقيهم من "ضرورة مواجهة تحديات الحياة"، علما أنهما لا يستطيعان ذلك .لذا فإن أفضل حماية يمكنانهما تقديمها للطفل هي الاستعداد، وتجهزه للعالم "الحقيقي" بمجموعات من المهارات اللازمة للتعامل مع المصاعب.
ولعل أول شيء يجب الحرص عليه، هو جعل الأطفال يتعاملون مع العالم بشعور بالأمان ، حتى يعرفوا أنه يمكنهم ارتكاب الخطأ والتعافي منه، وأنك - كأب أو أم - ستحبهم دون قيد أو شرط وتقف بجانبهم ، حتى عندما يرتكبون أخطاء. وهذا -طبعا - لا يعني أن توافق على كل شيء، وإنما يعني أنك ستظل بجانب الطفل.
نعم، على الوالدان حماية أطفالهم، لكن عليهما أن يعلما، أنه أحيانا يجب السماح لهم بالتعلم من الظروف.

تمنح الحياة كل واحد منا تلك الإخفاقات الصغيرة التي تسمح لنا بالسقوط ثم النهوض. ووظيفة الوالدين هي مساعدة أطفالهم على النهوض من دون خجل أو لوم أو "حكم قيمة" والاستفادة من هذه الفرصة للنمو والتقدم.

واحدة من أعظم الخرافات حول المراهقين أنهم "أنانيون وهذا بعيد عن الحقيقة. ربما يهتم المراهق بشكله وزيه ورغبته في القيام بشيء فنقول إنه أناني. ربما أن هذا الحكم قد يغلق أبواب "مثالية المراهق"، ولاحقا السعي الحثيث لتحقيق أحلامه. علما أن مستقبلنا يجب أن يكون هو: "أن يكتشف كل جيل أشياء لم نكتشفها نحن".
على الوالدان اكتشاف اهتمامات طفلهما ومنحه فرصًا ليتمكن من معرفة أنه يحدث فرقًا ما، وأن هذا مهم بالنسبة لهما. فهذا يساهم في بناء قوة الطفل، ويمنحه المزيد من الثقة في نفسه، وسوف يقود إلى مستقبل أفضل.
--------------------------- ------------
(1) - طبيب أطفال متخصص في طب المراهقين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا ، وأستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا.
(2)- Congrats—You’re Having a Teen! Strengthen Your Family and Raise a Good Person (American Academy of Pediatrics, 2022, 300 pages)
(3) - اجهز الحوفي هو جزء من الدماغ المسؤول عن استجاباتنا السلوكية والعاطفية، خاصة تلك المتعلقة بالسلوكيات التي نحتاجها للبقاء مثل التغذية والتكاثر ورعاية شبابنا، والاستجابة للقتال أو الهروب، أو ما يسمى بعملية الكر والفر. وهو المسؤول عن الوظائف الانفعالية في جسم الإنسان، لذلك ينظر إليه باعتباره المخ الانفعالي. واللوزة هي جزء من الدماغ تقع داخل الفص الصدغي من المخ أمام الحصين، و تشكل جزءا من الجهاز الحوفي، وتشارك في إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية والاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق وهي تراقب باستمرار ورود أي إشارات خطر من حواس الإنسان، إنها تعدّ كنظام إنذار واستشعار للمتعة.



#بوياسمين_خولى (هاشتاغ)       Abouyasmine_Khawla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى كل القلقين على البيئة عبر العالم
- لعبة الطب النفسي
- إيران تكشف عن صاروخ باليستي يحمل بالعبرية عبارة -الموت لإسرا ...
- بوليس الصين في جميع أركان العالم
- الضرر البيئي والجيوسياسة - 3-
- إسرائيل نحو ثيوقراطية فاشية أكثر من أي وقت مضى
- الضرر البيئي والجيوسياسة - 2-
- مدعي المحكمة الجنائية الدولية يسعى إلى زيارة فلسطين في 2023
- الضرر البيئي والجيوسياسة - 1-
- مشاكل عبر المحيط الأطلسي: لا يمكن لأي من الجانبين الحصول على ...
- سنة على وشك الاندثار: لها ما لها وعليها ما عليها - مجرد برقي ...
- طلب -بيتزا- ينجي امرأة من العنف
- الأمن السيبراني: ثغرات الجيش الإسرائيلي
- التكلفة الاقتصادية للعنف ضد الفتيات والنساء بالمغرب
- هل معاملة طالبان للمرأة يمكن أن تصنف جريمة ضد الإنسانية؟
- الأمم المتحدة تدين استئناف أحكام الإعدام في جرائم تتعلق بالم ...
- سنتان سجنا - مع وقف التنفيذ - ضد سكرتيرة أحد المعسكرات الناز ...
- تطبيق إسرائيلي: صوتك يكشف قصور قلبك
- هل ستستمر حرب روسيا في أوكرانيا وتنتهي بدون أسلحة نووية؟
- هل انكشفت عورة نظام السلطة -البوتيني- ؟


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بوياسمين خولى - كيف تساعد ابنك المراهق أن يكون شخصًا صالحًا