أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس - السُّخْريَة الوظيفية على التكنولوجيا عند بيتر سلوتردايك














المزيد.....

السُّخْريَة الوظيفية على التكنولوجيا عند بيتر سلوتردايك


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 7618 - 2023 / 5 / 21 - 08:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السُّخْريَة الوظيفية على التكنولوجيا عند بيتر سلوتردايك



انتقد بيتر سلوتردايك بروح ساخرة نتائج الحربين الكونيتين, وأثرهما في روح العصر و الثقافة, وما خلفاه من دمار بشري, ترك كثيراً من الجرحى و المصابين من أصحاب الأطراف المبتورة و المشوهين بالحروق, الذين استسلموا يائسين من النظر في عيون غيرهم خجلاً و خوفاً, فالإهمال و عدم الرعاية ترك بعداً نفسيا ًخطيراً عليهم, سواء الذين شاركوا في الحرب أم الذين شملتهم شظاياها.
يقول بيتر سلوتردايك : " على أية حال لا يمكن أن نقول شيئا عن إعادة البشر إلى الحداثة, ولم يعد لدى الرجال أفواه أو أنوف, فالممرضات يقومن بتغذية هذه المخلوقات المشوهة من خلال أنابيب زجاجية رقيقة".
فهذه مخلفات الحرب التي سببت لهم العوق العضوي ,الذي تمثل بفقدان أعضاء من أجسادهم و تشوهات خلقية تركت آثاراً نفسية كبيرة ,مما زادت من معاناتهم وإبقائهم تحت رحمة الغير, وهذا يسبب لهم أذى نفسياً وعقلياً يؤثر سلباً في مفهوم الحياة لديهم " فجاء الدستور الألماني في عام 1949 من المادة الأولى الفقرة الأولى ,على أنه لا يمكن المساس بكرامة الكائن البشري ,وتلتزم جميع السلطات العامة باحترامها وحمايتها .
ولكن اللافت للنظر في هذه المادة وهذه الفقرة , هو عبارة "السلطات العامة " وكأنما هناك استثناء للسلطات الخاصة , التي تعلب هي الأخرى أثراً في هدر كرامة الإنسان وتهديد مستقبلة .
" ويشير كاستنر إلى عام 1931 وبعد خمسة عشر عاما من انتهاء الحرب , ولا تزال وضع ضحاياها في عذابات لا تنتهي فهذه (المخلوقات) التي كانت مخبأة في المنازل وحيدة وبعيدة عن المدن و بعيدة عن العالم المحيط. وحتى بالنسبة لأولئك الذين قد شوهوا في الحرب، وبهذا يمكن عد الحرب بأنها (لا نهائية حقا ) وإن لم تكن تنتمي إلى أولئك الذين شوهوا؛ لذلك فقد كان لا بد من بنك الاحتياطي الفيدرالي لأنابيب زجاجية ".
وقد " أوصى هتلر عام 1932 بأمرين : أولا : إن للمشوهين الناجين من لديهم الرغبة في الحياة تدريب أجسامهم على التعامل مع الأطراف الصناعية, ثانيا : المتفائلون من الذين شوهوا ولديهم روح ايجابية ورغبة فرحة بالاستمرار في عملهم, يبدو اليوم وكأنهم محاكاة ساخرة و تحولت روح الدعابة بإتجاههم".
فقد أصبح الإنسان اليوم ليس ضحية الحرب أو ضحية جرم ما, إنما هو من كان أو أصبح موضوعاً للسخرية أو للإستهجان أو الرفض والنبذ في المجتمع, فقد تطورت الحالة عند الفقراء والمعوزين والعاطلين عن العمل, مع إمكانية بيع الأعضاء الجسمية مثل احد الكليتين والكبد وغيرها, إلى بيع أعضائهم الجسمانية من اجل كسب المال أو الحصول على عمل, بل وصل الحال إلى اختطاف وقتل البشر من الأطفال والشباب في الأحياء الفقيرة أو المزارعين أو السجناء للحصول على أعضاء جسدهم و المتاجرة بها.
فالمنطق الأداتي المُنتج لمثل هذه الأفكار يقول: " يمكن أن نتناول الجسمية من جديد, ولكن من جهة أخرى , هي جهة المشاركة, في الصناعات الداعمة للحرب, مثل : الرجل وحيد الساق ومرتديها من الأطراف الاصطناعية , يمكن المحاربة مرة أخرى ,ولكن على جبهة الإنتاج ".
وهذه غاية الأداتية التي انتقدها بيتر سلوتردايك, لذلك دعا إلى إشاعة روح التفاؤل بين أولئك الذين قطعت أطرافهم .يقول بيتر سلوتردايك مشجعاً أولئك الذين كانوا ضحية : " لم نعد نعيش في زمن إذ يمكن للمرء أن يشك فيه بوجود شاهد الزور أو لص وراء رجل فقيد اليد. وإذا كنت قد فقدت يدك، لا تخضع لأحقاد من الأتباع، فالجهاد وحده يسمح لك أن تكون دائما فخوراً في كل مكان، ولكل شخص نظرة مباشرة في عيون الآخرين, يجب أن لا تسبب لي إحراجاً وأن أكون جريئاً ولا أستحي,فمعظم الناس تعرف الشخص المصاب في الحرب, وإن الممارسة المستمرة للسيطرة على الخجل, سوف تصبح واحدة بطبيعة الحال، بل يفقد الرعب من الخسارة التي لا يمكن التغلب عليها".
و" بعض من ذوي الخبرة ,يقولون إنهم لا يعرفوا ماذا يفعلوا مع الذراع الثاني, إذاً فجأة ومن خلال معجزة، أنها منحت عودة الذراع المفقودة, تنظر حولك لترى ما إذا كان هناك شخص في دائرتك من معارفك الذي قد غاب ذراعه لبعض الوقت , وربما يكون هناك بعضهم في كل مدينة ".
فالطب له الفضل في إمكانية استرجاع طرف اصطناعي لشخص يشعر بخيبة الأمل, فالحداثة التي تسببت في قطع يده وتشويه حياته,أسهمت أيضا في استرجاع قسط من ذلك الحق الذي فقده. عن طريق الصناعة الطبية والدعم الاجتماعي للذين فقدوا أطرافهم ,لذلك كانت النداءات مستمرة للتخفيف عن معاناة هؤلاء ودمجهم في المجتمع.



#رائد_عبيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب
- الهوية الملوثة - مقالات في الأنثروبولوجيا النقدية
- فلسفة الفيزياء -نظرية الخيط -
- فلسفة الفيزياء و نظرية الأوتار الفائقة
- فلسفة الفيزياء من الميتافيزيقية إلى الأمبريقية بنية الكون
- الزمن بين الفلسفة و العلم
- كيف حل الفيزيائيون مشكلة اللامُتناهية ؟
- فلسفة العلوم (Philosophy of Sciences)
- مقبرة الهجرة بحثاً عن تضامن إنساني أعمق عند بيتر سلوتردايك
- فلسفة التراجع فقاعة التضامن البشري في فضاء تقنيات السياسة ال ...
- عقل المجموعة المجهول ,تظاهرات العراق وأشكالية التغيير
- الفيلسوف بيتر سلوتردايك والعنصرية في ألمانيا
- مزاج القادة وقادة المزاج، إشكالية قيادة الجمهور وكسب طاعته
- الوعي المخبأ خلف ولاءات الطاعة، أشكالية ارتهان الإنسان للإنس ...
- الإعلام العراقي والذوق العام
- الشيوعية ثقافة وليس عقيدة ،اشكالية التكفير بلا تفكير
- التحولات المذهبية للنقد
- علاقة الحق بالقانون في رؤى هابرماس الفلسفية
- مدرسة فرانكفورت بين الحداثة وما بعدها : مشروع نقد لم ينته بع ...
- حدود المواطنة


المزيد.....




- مصدر يُعلق لـCNN على تصريحات روبيو حول أوكرانيا: يُعبر عن -إ ...
- الاستخبارات الأمريكية تفرج أخيرا عن 10 آلاف صفحة حول قضية ا ...
- ذعر في جامعة فلوريدا بعد حادث إطلاق نار خلّف قتيليْن ومعلوما ...
- -هل يمكن أن يتعرض المواطن الأمريكي للترحيل تحت إدارة ترامب؟- ...
- تقلص مساحة قطاع غزة وازدياد الاستيطان في مراعي الضفة الغربية ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تسعى إلى وقف كامل لإطلاق النار بأوكرانيا خ ...
- موسكو تستعد لموسم السياحة الجديد لعام 2025
- مصر.. الداخلية ترد على مزاعم الاعتداء على محتجين داخل السجون ...
- مصر.. هيئة سكة الحديد تكشف حقيقة اندلاع حريق في قطار روسي
- إعلام: ويتكوف عقد اجتماعا غير معلن مع رئيس الموساد بشأن إيرا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد عبيس - السُّخْريَة الوظيفية على التكنولوجيا عند بيتر سلوتردايك