سوريا ...ومقعد الجامعة العربية؟؟

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعيدا" عن التوتر والعصبية والتشنج .. وبصدق أكتب عسى ان أجد جوابا" على سؤال لم تتم الإجابة عليه الى الان ....
..لماذا قاطعت الدول العربية حكومة سوريا ولا أقول النظام لأن البعض يعتبرها إهانة.. لماذا وخلال مدة قصيرة من قيام الثورة والتي تحولت الى كارثة ومصيبة على رأس الشعب السوري عندما تصدر مشهد الثورة بعض من المرتزقة وأصحاب السوابق الاجرامية وأصحاب شهوة السلطة والتمتع بها ولو على حساب الشرفاء من الثوار .. فالثورة لم تمت والذي فشل هو المعارضة وطبعا ليس جميعها....أعود للسؤال لماذا قام أعضاء الجامعة العربية بطرد سورية من أعمال الجامعة او لنقل تعليق عضويتها حتى تكون الاهانة أقل وقعا" .أكيد هناك أسباب كثيرة . وإلا كان من المفروض طرد كل الدول التي قامت بها أحداث الربيع العربي .. والذي تحول الى خريف الغضب.. يعني لم يتم طرد تونس او مصر او ليبيا ولا حتى اليمن.. لماذا ؟؟ لان حكام تلك الدول( اقصد الدول التي حصل فيها الربيع العربي ) في حينها تنازلوا عن السلطة ,او قتلوا, او هربوا خارج البلاد..الا هنا في سوريا بقي الرئيس وبقيت معه عمليات القتل والعنف والقصف والاعتقالات.. وازدادت حدة المواجهات وعمليات التهجير والتشريد.. بل وزادت اكثر واكثر عمليات القمع الوحشي لكل من يقول لا للاسد.. وامتلأت السجون والمعتقلات بالابرياء اصحاب الفكر والرأي .. وعلى هذا الاساس قام مندوبوا الجامعة باتخاذ القرار في 16 تشرين الثاني 2011..
1 - . اتفق الوزراء على "توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية" على الحكومة السورية
2 - .توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية وفي حال عدم توقف اعمال العنف والقتل يقوم الامين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما فيها الأمم المتحدة".
3 - دعا القرار "الجيش العربي السوري الى عدم التورط في اعمال العنف والقتل ضد المدنيين".... وفق هذه المعطيات يتكرر السؤال هل تغير شىء مما سبق ..مع العلم ان القرار اتخذ عام 2011 .. وكانت الاعتقالات نسبيا" قليلة, ووكذلك عمليات القتل والتهجير.. ولكن بعد قرار الجامعة العربية ... الامور ازدادت سوءا" بشكل كبير خلال السنوات التالية وكأنه رد فعل من النظام وهو انتقام واضح ,تم على حساب الشعب السوري .. ازداد كل شىء .. العنف والبراميل المتفجرة والقصف بالمدافع والدبابات والصواريخ .. وازدادت عمليات الاعتقال.. حتى فاضت اقبية المخابرات والسجون عن أخرها باعداد المواطنين السوريين ... وتعاظمت افواج الهجرة, برا" وبحرا" وجوا"... وبقيت الحال هكذا حتى كتابة هذه الحروف ..يل زاد على ذلك الحالة الاقتصادية المزرية بين تجويع واهانة واذلال ... وفق كل ذلك مالذي تغير ...وما هي الخطوات التي قام بها النظام حتى تتغير الانظمة العربية تجاه السلطة في دمشق.... وتقرر عودته
انا لست ضد عودة سوريا الى الجامعة.. ولكن ضد تجاهل الاسباب التي أدت الى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية . وكأن شيئا" لم يكن... هذا ان اردنا ان نطلق عليه صفة او تعريف لما قامت به الجامعة العربية .. فهو استهتار حقيقي بمن استشهدوا. وبمن تهجروا, وبمن لازالو رهن الاعتقال والتحقيق.. وبمن لازالو في العراء صيفا" وشتاء" .. وكان الاولى والاجدر بجامعة الدول العربية ان تتلقف مبادرة الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا وتنسق معها وتبحث الحالة السورية بشكل مفصل .. لان الادارة الذاتية ومعها مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية هم الواقع السياسي والعسكري على الارض .. سيما وان في شمال شرق سوريا, يعيش الان اكثر من 5 مليون مواطن من كافة المحافظات السورية.. يتمتعون بالحرية والديمقراطية ويمارسون العيش والتعايش كشعب واحد في اطار الاخوة والمحبة لا فرق بين عربي وكردي او سرياني وارمني او اشوري وشركسي ,الكل متساو في الحقوق والواجبات ... وارى الان ان الكرة الان في ملعب كل منصات المعارضة على اختلاف انواعها ومشاربها لكي تنظم صفوفها وتصافح اليد الممدودة من مجلس سوريا الديمقراطية .. ويارب تكون قد أخذت درسا" كافيا" ووافيا" في كيفية التعامل مستقبلا" وكيف او يجب عليها هذه المعارضات ان تبتعد عن التهميش والتخوين والاقصاء... وتضع مصلحة الشعب السوري بكامله نصب أعينها ... الثورة لم تمت ولم تفشل .. وانما الفشل جاء من البعض ممن ارادوا اخذ الثورة الى غير مكانها الصحيح... قضيتنا ليست مقعد في مبنى ... قضيتنا شعب يريد الحرية والعيش بجو كامل من الديمقراطية واللامركزية...

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات