|
لاعبون أم مَسرحيون ؟؟
نجيب طلال
الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 06:47
المحور:
الادب والفن
ونحن نتابع برنامج ( على الخشبة) في القناة الثقافية/ المغربية في[18/05/2023] وإذا بي أفاجأ بإدراج مسرحية [ قاع الخابية] ضمن مهرجان الرواد الدولي للمسرح بمدينة – بخريبكة – في ( د/8 – 2022) هذا المهرجان الذي يؤطر نفـْسه في شق [ الإحتراف]. فمن خلاله استنهضت قريحتي، لأشاغِـب كالعادة في عوالم اللذة السيزيفية، ولأكشف قـدر الإمكان . صورة مسرحنا من زاوية أخـرى، رغم أن هنالك حاليا" نصف مليون "[( ناقد)] في المسرح عندنا، ولا أبالغ في العَـدد؛ فمثلا: ظهرت في سنوات البحْـث عن منابع الريع و المصالح والتسلل للمهرجانات العَـربية (جمعية نقاد المسرح المغـربي) ضمت أزيد من "مِئتي/200"( نموذج بشري) قيل أنهم ( نقاد مسرح) أين هُـم أولا ؟ ولقد طرحنا هذا السؤال عِـدة مرات ، ولا مجيب؛ لأنها غير موجودة ككائن ضمن كينونة الوجود الفكري/ الإبداعي؟ وثانيا - لم تقدم تلك الجمعية إبان انوجادها ، ولو كـُراسة ( واحدة) لمجهوداتها (النقدية) إن كانت هنالك مجهودات ولم نطلع عليها ؟ ونضيف مثلا آخـر للتأكيد: ففي المهرجان العَـربي في (د/ 13- 2023) بالدارالبيضاء، أحصينا(120 فردا ) مغـربيا. قدم نفـسه كناقد؟ فلا غـروَ بأن المنشورات والمداخلات المنشورة في [ اليوتوب] تشهد على ذلك ! ورغم ذلك لا يقدمون شهادة في حق المسرح وما آلت إليه أموره ووضعيته نحو الاندحار المطلق !! مبدئيا ، ليس هنالك تحامل تجاه أحَـد ، أو ضغينة تجاه جهة ( ما ) كما نشير دائما ودائما. بقدر ما أن النزعة [الديونيزوسية]"النقية" تحركنا لممارسة شغبنا المعقـلن، حـَتى لا تظل المزايدات والادعاءات جوانية المشهد المسرحي ببلادنا. وثانيا: من المشروعية أن تشارك أية جمعية في التظاهـرات الثقافية / المسرحية ، ولكن بناء على أسس ومعايير مقبولة ومنطقية. بمعنى: أن التظاهرات أنواع بنوعية المسرح[ شباب/ هواة/ احتراف/ عَـرائس/ موندرامي/ نسوي/ جامعي/ مدرسي/...]وإن كان في جوهَـر الأمر المسرح مسرح لاتفييء فيه ولا تصنيف؛ لكن طبيعة التنظيمات والضوابط تفترض ذلـك. ولا أحد له أية سلطة أن يقحم عملا ذو طبيعة " جامعية" ضمن أنشطة المسرح "المدرسي" لكن في بلادنا لا ضوابط ولا معايير ولا أخلاقيات أمام الممارسة المسرحية، مما نستشف أن الأغلب الأعم ( لاعبون) وليسوا( مسرحين) بحيث ف(اللاعب) لا يهمه سوى اللعِـب ، في الرقعة التي يتحَـرك فيها. ويتجاوزها في كثير من الأحيان من أجل الكسب/ الربح ؛ بأي طريقة كانت ! لا يَـهُـم ؟ إنه منطق الفـردانية / الذاتية المغلفة بطعم ( الآنا ) المريضة ! بخلاف فالمسرحي، فإنه يتحرك في رقعته من منطلقات و أسس ومبادئ نبيلة ، مفحمة بالإنسانية وروح التآزر والفعل الجمعوي؛ ضمن فرقته أو خارجها . هاته "مُثل عـُليا" " يوتوبيا" أما ملامسة ما في الواقع المادي وليس التخييلي ؛ فلا هُـوّية لمسرح الشباب، ولا قاعدة شبابية لمسرحه! والأخطر من كل هذا غير موجود ؟ بحيث تم الإجهاز عليه لتحقيق فعالية حقنة داء "الزهايمر" أمام الملأ ؟ وما نسمعه بأنه ( مسرح الشباب) فهو أساسا يلبس جبة "شيلوك" لإتمام ما تبقى من الفصل ألأخير من شق ( الهواة/ التجريبيين)، ولاسيما أن شق (الإحتراف (أو) الإغتراف) كما نسميه ، خلق لنا ( لاعبين) جُـدد، والذين كانوا مسرحيين { مُسخوا} إلى لاعبين في صفوفه ، لتتحقق شبه مطابقة بشخصية "جـريغور سامسا" بطل رواية { المسخ } ل" فرانز كافكا " وبالتالي فالنقابات المهنية التي تفرخت بدون تلاقح طبيعي ! لا رؤية لها أمام هذا التيه و"التخربيق" الذي يعْـرفه المسرح في المغـرب ! وبطاقة الفنان لا فعالية لها! والأيام المسرحية الوطنية / الدولية لا قيمة لها ! ولا دفء فيها ! فالمسرح عندنا يتحرك بتحرك الأهواء؛ ودقات الطبول وفعالية البخور المُستجلبة للبركة والرزق من الهند والسند و الخليج العَـربي وخليج عـدن .... إذن إلعـبْ ! أيها اللاعِـب؛ كما شئت في المشهد المسرحي ، ولا أحد سيحاسبك ، لأن مجالنا واللهِ مستباح ! فـَلا عـجب. مجال تالله لا يتوفـر على "مُحْـتسب" ولا على أمين "الحِـرْفـَة" ؛ لحماية المستهلك والممارسات النزیهة والآداب العامة ، لأن قانون -02-82 الصادر سنة 1982 - والمتعلق باختصاصات المحتسب وأمناء الحِـرف ، قلص من اختصاصاته لفائدة رجال السلطة. ولقد أثرت هَـذا ؛ لأن هنالك بعْـض "فقهاء المسرح" سيعْـرفون ما القصد؟ لأن المسرح أريدَ له أن يخترقَ سوق الشغل وعوالم المنافـسة الحُـرة ؛ بدون أمين الصنعة ! ولا خبير قضائي ! ذاك الخبير القضائي؛ حَـسب المادة(02) المنشور بالجريدة الرسمية عدد 4918 في 19/07/2001 - هو المختص الذي يتولى بتكليف من المحكمة التحقيق في نقط تقنية وفنية، ويمنع عليه أن يبدي أي رأي في الجوانب القانونية. وبالتالي فالـتيهُ والتـْخـَرميز وَ الفوضى التي يعْـرفها مسرحنا ! سرعان ما انعكست تداعياتها على المستهلك/ الجمهور، وتخلى عن مؤازرته وسنده الدائم للممارسة المسرحية ، بناء لعدة مظاهـر للانحراف، والتواطؤات المكشوفة بين هاته الجهة وهاته الجمعية، لأنه من بين الوهْـم الذي انطلى على "النماذج" التي تتحَـرك في الرقعة المسرحية، بأن الجمهور ليست لديه حاسة الفهم ، وبـعْـد نظر. وبالتالي فالوهْـم الأعظم ، الذي انضاف عند بعض الجمعيات؛ تخليهم عن دورهم " المسرحي" ليصبحوا " لاعبين" يساهمون في الفوضى والتيه [مثل] ما أشرنا إليه في البداية. بأن مسرحية ( قاع الخابية) شاركت في ( د/2) بمدينة آسفي في الفترة الممتدة ما بين 27 شتنبر إلى 01 أكتوبر 2019. في إطار ما يسمى( مسرح الهواة ) في طبعته الخليجية التي تخلت عنه في الدورة الثالثة (الأسباب مجهولة) ؟ باسم (محترف نـوا للتنمية الفنية والثقافية ) علما أن العَـديد من المتتبعين؛ كانوا يهمسون بأن هاته الجمعية تعلن عن نفـسها ( محترفة) فلا أحقية لها في المشاركة في هاته التظاهـرة ذات طابع "هواياتي" ورغم ذلك نالت جائزة أحسن ( نص) وأحْـسن ( ممثلة)؟ فهاته الجمعية ، هـل فعلا هي في شق (الهواة) أم ضمن ( الإحتراف)؟ فالسؤال يرتبط عمليا ، بمشاركتها في مهرجان ( الهواة/ أسفي) ومشاركتها في مهرجان ( الإحتراف) بخريبكة ؛ بنفس الوجوه والسينوغرافيا والحَـركة والإيقاع ونفـس المؤلف / المخرج . بحيث لا تغيير ولا تبديل حتى في هندسة الركح .ولكن التغيير في التواريخ وتحت اسم (محترف البحث المسرحي والموسيقي) هـذه المرة . فهل هاته تـعَـد ممارسة ثقافية / مسرحية ؟ أم تزوير في الممارسة، مثل تزوير أعمار اللاعبين على هامش المنافسات الرياضية التي تشترط سنا معينا ككأس الأمم الأفريقية دون 20 سنة. فالإشكالية التي نراها الآن ، فنحن أمام "لاعبين" وَلـسْـنـا أمام" مسرحين " فالكل ما يقع في الرقعة الإبداعية / الفنية / الثقافية/…/ مستباح !!! للعلم فالقضية التي طرحتها ما هي إلا {نموذج} أما الأفظع من التزوير وما هو مستباح كان يتمركز في الدورات الأولى للمسرح الجامعي بالدار البيضاء/ مكناس.... إنها ملفات تحتاج للنبش، فهل الذين انغمسوا بقدرة قادر ! في مجال الأرشفة والتوثيق للمسرح المغربي؛ يستطيعون أن يكشفوا لنا بأننا لاعبين ولسنا مسرحين ...
#نجيب_طلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الهُوية والتناسج في المسرح
-
متْ أو انتحر أيها المبدع !!
-
عناد رجل مسرحي
-
تلقي المسرح بين الطقوسي والفرجوي !
-
نـَفـْخة في رماد لليوم العَـالمي للمسرح !!
-
قــراءة لمكونات المسرح المغــربي المعاصر
-
أي هوية هاربة في المسرح المغربي؟
-
مسرحية -المحافظ - وصراع القيم
-
صمْت مُـريب بانتــهاء المــهـرَجان؟؟ (02)
-
صمت مـريب بانتــهاء المــهـرجان؟؟ (01)
-
المــسرح العــــربي شبه تــائـــه ؟؟
-
أيــن سوق التنظير المسرحي المغربي ؟
-
قــَصدية الإخـراج الجــمــعــوي في المسرح (01)
-
في رحاب المسرحي- حَـسـن المنيعي -
-
من صفرو:لَـكِ الله يا سَـيِّـدتي
-
التمثيلية الإذاعيـــة
-
ظاهـــرة الإخراج الجــمــعــوي في المسرح – (2)
-
ظاهـرة الاخراج الجماعي في المسرح (1)
-
أين مسرح الهواة بطبعته الخليجية ؟؟
-
الجـيش العَـرمرم والطيب الصديقي !!
المزيد.....
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|