عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7615 - 2023 / 5 / 18 - 13:38
المحور:
الادب والفن
يأتي إليكَ الليلُ حافياً
و يرتديك
فتشتاقُ إليها طيلةَ الليلِ
وتعرِفُ أنّ هذا الليلَ
لن ينتهي
و تعرِفُ أنّها سوف تأتي مع الأسى
وأنّها لن تغفو
و وجهها ضاحِكٌ فوقَ وجهكَ
كما في الزمانِ القديم.
يأتي إليكَ الحُفاةُ
و يرتدوك
تاركينَ أحزانهم فوق قلبك
وحينَ يُغادِرونَ معَ الماءِ في اتّجاهِ الجنوب
سوفَ تبقى مُلتاعاً على الشاطيء
مثل سمكةٍ يابسةٍ
تلبُطُ على الرمل
و سوفَ تسخرُ من دهشتكَ العصافير
التي سوف تمشي في شارعِ الغصن
ذاهبةً شمالاً
لوحدِها
مثل هجرٍ جميل.
سوفَ تأتي الدروبُ
التي كانت يوماً دروبكَ
و ترتديك
وسوفَ تنساكَ المدنُ السابقةُ عليك
راكِداً فوق أرصفتها التالفة
مثل حمامةٍ نافِقة
منذُ وقتٍ طويل.
سوفَ يأتي إليك
كُلُّ شيءٍ حافٍ في هذا الكونِ
و يرتديك
فتَلتَحِفُ النخلَ والنارنجَ والسماوات
ومع ذلكً يقتُلُكَ البَردُ
والأُمنياتُ السعيدةُ
والجاحداتُ الصغيراتُ
والخاذِلاتُ اللواتي
يَكْبَرْنَ توّاً
مثل حنينٍ حديث.
يأتي الغيابُ إليكَ
و يرتديك
فتشتاقُ لها الروحُ
مثل حضورٍ إضافيّ
ومثل شوكٍ ضروريّ
ومثل دبّوسٍ أليف.
وعندما ينشَغِلُ القلبُ بعَدِّ السكاكين
تلتِفِت
فلا تَجِدها
أنتَ الذي ترتديها
وأنتَ الذي
وحدكَ
من يرتديك.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟