أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )














المزيد.....


ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7614 - 2023 / 5 / 17 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأسست هيئة الأمم المتحدة على انقاض الحرب العالمية الثانية حيث وضع دستورها و تم تصميم هيكلها مِنْ قِبلْ الدول المنتصرة في تلك الحرب وفق حالة من التوافق القلق , الدول المنتصرة هي الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفيتي السابق و بريطانيا و فرنسا و الصين التي كان يحكمها رسميا الكومنتانك و جغرافيتها تشمل جزيرة تايوان و كل البر الصيني , و قد منحت هذه الدول نفسها مقاعد دائمة في مجلس الأمن الدولي و حق النقض " الفيتو " على قراراته .
منذ الأيام الأولى لانبثاق هذه الهيئة كان للولايات المتحدة الأمريكية الدور المهيمن فيها , ثلاث دول خاضعة للهيمنة الأمريكية اصبحوا اعضاء دائمين في مجلس الأمن هم بريطانيا و فرنسا و الصين .
لقد افترض الذين اعطوا هيئة الأمم المتحدة هذا الاسم أنها ستكون هيئة تجمع دول متحدة ... فهل هذه التسمية تنطبق حقا مع واقع حال هذه الهيئة ...؟
مع انتهاء مرحلة القطب الأمريكي الأوحد و بداية تَشَكلْ عالم متعدد الأقطاب ارتفع الى السطح أسئلة تاريخية هامة عديدة :
هل حان وقت رحيل هيئة الأمم المتحدة لتلتحق بأختها عصبة الأمم المنحلة لتسكن و الى الأبد في كتب التاريخ ... ؟
ماذا سيحصل من متغيرات للوضع الدولي اذا تعمق الصراع بين روسيا و أمريكا اكثر مما هو عليه الآن و أصبح صراعا وجوديا ... ؟
ما اهمية وجود هيئة الأمم المتحدة في حال تنامي الصراع بين الناتو و روسيا الاتحادية ...؟
لا شك أن هيئة الأمم المتحدة ستفقد مبررات بقائها عند انتهاء دورها في حل الأزمات و انهاء الحروب بين الدول و تصبح عبارة عن هيكل لا قيمة له من الناحية العملية و مجرد منصة للخطابات و المهاترات لتعميق الصراع بين الدول , فحين يصاب مجلس الأمن بالشلل التام بسبب فيتو الدول الخمسة دائمي العضوية فأن الدور الأساسي لهذا المجلس و هو حفظ الأمن و السلم العالميين سيتلاشى و سوف لن يصدر عن هذا المجلس أي قرار ملزم لكافة الدول و بالتالي سيعيش العالم مرحلة جديدة ليس فيها أي دور فعلي لهيئة الأمم المتحدة و سيصبح وجودها كعدم وجودها .
اما قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة فرغم انها لا تمتلك أي قدرة تنفيذية ملزمة لأي دولة مع ذلك عملت الولايات المتحدة الأمريكية على السيطرة على قرارات هذا المجلس و نجحت في ذلك لتستخدمه لأغراض الحرب الدبلوماسية و النفسية و الإعلامية ضد روسيا و ضد كل مَنْ يتحدى هيمنتها , فمثلا صدر قرار عن هذه الجمعية و الخاص بإدانة روسيا بسب حربها في اوكرانيا بعد أن حصل هذا القرار على ١٤١ صوت و هذا العدد من الدول يمثل أغلبية عددية كبيرة جدا , لكن مجموع عدد سكان هذه الدول التي صوتت لصالح القرار بحدود ٢٠٪ من مجموع سكان العالم ، فهل هذا يمثل ارادة أغلبية الأمم .. ؟
لقد تم صياغة القرار الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة و الخاص بأوكرانيا بشكل منحاز جدا ضد روسيا دون الإشارة الى حق الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية في العيش بسلام يتمتعون بحقوقهم القومية و أبسطها التحدث و الدراسة بلغتهم الأم الروسية و عددهم بضعة ملايين أنسان و لم يتطرق هذا الفرار الى عملية الإبادة التي مارستها الفصائل الأوكرانية القومية المتطرفة ككتيبة اوزوف و كتيبة القطاع الأيمن من قتل و تهجير بحق سكان اقليم الدونباس و لم يتطرق الى حق روسيا بأن لا تقترب الترسانة النووية الأمريكية اكثر من ما هي عليها الأن كي لا تكون عنصر تهديد دائم لروسيا بسببه تضطر روسيا للسكوت و قبول هيمنة أمريكا على مصالحها و مصالح شعوب العالم كافة ... حقا كان القرار سيئاً جدا لم يراعي حقوق جميع الأطراف .
إن الشلل الحالي الذي اصاب هيئة الأمم المتحدة و مجلس أمنها أقسى و أشمل من ذلك الشلل الذي كانت تعاني منه هذه الهيئة خلال الحرب الباردة , العالم أمام مرحلة جديدة ، مرحلة بالغة التعقيد ، مرحلة عالم بدون دور لمجلس اممي يحفظ للدول امنها و استقرارها و بذلك صار العالم يسير نحو خيارين لا ثالث لهما :
الخيار الأول : حل هيئة الأمم المتحدة الحالية و تشكيل هيئة اممية جديدة , و هذا الخيار فيه مخاطر كبيرة و تحذر منه الكثير من الدول لأنه قد يؤدي الى حل الهيئة الحالية دون الاتفاق على تشكيل هيئة جديدة .
الخيار الثاني : إصلاح و إعادة هيكلة لهيئة الأمم المتحدة الحالية و تعديل دستورها من خلال تغيرات بنيوية ضرورية و جذرية بحيث تتناسب مع متطلبات عالم متعدد الأقطاب .
إن لم يتم اختيار احد هذين الخيارين فستعتبر هيئة الأمم المتحدة في حالة موت سريري .

(( يتبع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 2 )
- بعد القطيعة أين سيكون موقع سوريا ... ؟ ( 1 )
- التنمية العالمية وفق المنظور الصيني
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 3 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 2 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 1 )
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائ ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- الدَين العام الأمريكي .... تحدي اقتصادي كبير يتنظر الحل
- هل هنالك علاقة بين العيد الوطني العراقي و الوطنية العراقية . ...
- حكومة أغلبية وطنية في العراق ... الإمكانيات المتاحة و التحدي ...
- الوصية الأخيرة
- ماذا انجزت انتفاضة تشرين في العراق ... ؟
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- مَنْ وراء محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي ... ؟
- الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد - 2


المزيد.....




- متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس ...
- مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء ...
- عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي ...
- بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر ...
- أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
- موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب ...
- مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
- تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا ...
- رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - ما مصير هيئة الأمم المتحدة في عالم متعدد الأقطاب ... ؟ ( 1 )