أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد باليزيد - بين الفتوى الدينية والفتوى السياسية














المزيد.....

بين الفتوى الدينية والفتوى السياسية


محمد باليزيد

الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 21:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الوضع الاقتصادي في كل العالم تقريبا(يقولون)(1) في ركود أو تدهور. لكن حدة الأزمة، ووقعها على الطبقات الاجتماعية، تختلف من بلد لآخر حسب نوعية اقتصاد (على أي القطاعات الإنتاجية يعتمد) كل بلد وكيف هو مهيكل هذا الاقتصاد وعوامل/إشكالات أخرى لا نفهمها نحن غير المختصين.
وضع المغرب قد يكون من بين الأكثر سوء حسب ما يلاحظ ودون أرقام رسمية أو غير رسمية. ومع التصريحات الغامضة حينا والمؤسفة حينا، حين يصرح المسؤولون بأن الحكومة عاجزة عن وقف المضاربين ومعاقبتهم، فأسعار جل المواد تضاعف بحوالي 10 إلى 100 في المئة تقريبا ومع ذلك الأرقام الرسمية تقول أن التضخم هو فقط حوالي 10% !.
نحن على أعتاب عيد الأضحى والمؤشرات تنذر أن قانون السوق، بالإضافة إلى تحكم المضاربين في أعناق الناس وأرزاقهم، كل هذا ينذر بأن ثمن الأضاحي سوف يحطم كل الأرقام القياسية وأنه، ليس الفقراء فقط، بل جزء كبير من الطبقة الوسطى، سيجد صعوبة في أن يمر العيد بكل طقوسه مع الفرحة الحقيقية.
ورغم أنه، جل المغاربة، كما المسلمون، يعرفون أن الأضحية يوم عيد الأضحى ليست فريضة وإنما سنة، إلا أن الثقافة الشعبية والممارسات الاجتماعية (وربما أشياء أخرى) جعلت الناس ينظرون إليها وكأنها فريضة. يؤكد قولنا هذا أن دعوات كثيرة توجه عبر وسائل التواصل للحكومة أو لجلالة الملك كي يتدخلا و"يفتوان" بسقوط هذه "الفريضة" هذا العام.
لقد سبق أن حدث، في عهد المرحوم الحسن الثاني، أنه كان هناك جفاف أثر على الماشية. وكي لا يحدث شبه انقراض للماشية إذا ضحى كل المغاربة، ولأنه لا يمكن عمليا أن نطلب من جزء فقط من المغاربة الامتناع عن الأضحية، تدخل الملك وأمر كل المغاربة بعدم الأضحية.
من المنظور وبالحيثيات السابقة، يتضح أن ما فعله الملك المرحوم ليس فتوى دينية تغير من حكم الأضحية كسنة ولو لسنة واحدة. وإنما ما فعله هو أمر سياسي/ تدبيري للحفاظ على الماشية بصفته (وكل طاقمه حكومة ومستشارين) مسؤول عن التخطيط والتدبير الاقتصادي من أجل المصلحة العامة.
لكن الحيثيات التي بسبها المغاربة اليوم يطالبون بتدخل الملك أو الحكومة هي حيثيات مختلفة. فليس هناك خطر انقراض الماشية أو أي خطر موضوعي آخر حسب علمنا. أي أن العرض موجود وفقط القدرة الشرائية للمواطن المغربي ما عادت في مستوى "مسايرة السنن الإسلامية". أي أن تفقير الشعب، سواء كان هذا التفقير نتيجة سياسة مقصودة من أجل زيادة غنى طبقة/عائلات (2) محدودة، أو نتيجة عوامل اقتصادية موضوعية، هذا التفقير جعلنا أمام أوضاع ، اقتصادية/دنيوية تخرج غالبية المغاربة من دائرة أداء سنة مؤكدة.
إذن، من جهة، الحيثيات لا تسمح للمسؤول السياسي/الدنيوي بأن يأمر بعدم الأضحية، ومن جهة أخرى، المسؤول الديني، سواء كان جلالة الملك بصفته أميرا للمؤمنين، أو المجلس العلمي(الديني) للمملكة، بصفته مسؤولا عن شؤون الدين، هذا المسؤول لا يستطيع سوى أن يثبت ما هو مثبت أصلا: الأضحية مجرد سنة وليست فرضا. وإذا كان الدين، يعفي حتى من الفروض من لا يستطيع القيام بها، فما بالك بالسنن؟ كيف نفسر إذن عقلية المغربي الذي رغم أنه يعرف أن الله سبحانه أعفاه ووضع له مخرجا، يبحث عن مخرج آخر؟ هل يمكن أن نفسر هذا بأن المواطن المغربي (مع عدم التعميم طبعا) يسعى إلى "رمي" المسؤولية على الآخر ولا يريد هو أن يتحمل مسؤولية حتى تحديد قدرته (أمام الله الذي يعرفه أكثر مما يعرف نفسه) ويريد من الآخر أن يقرر مكانه ويبقى هو مرتاحا دينيا ودنيويا؟

1) "يقولون"، أن هناك أزمة، لكن يجب أن نعرف ما طبيعة هذه الأزمة؟ فإذا كنا نتكلم مثلا عن بلد واحد، فيمكن أن نفهم الأزمة إذا نتجت عن جفاف مثلا أدى إلى تدهور الإنتاج الفلاحي. أو عن انخفاض الطلب/أسعار مادة معينة في السوق العالمي وهذه المادة هي الأساسية في تصدير هذه الدولة.... أما حين نتكلم عن كل العالم، فمثلا مسألة انخفاض سعر مادة ما(النفط مثلا)، سيجعل بعض الدول تربح وبعضها يخسر ولن نستطيع أن نقول أن كل العالم تأزم بانخفاض أسعار النفط.
على صعيد وحدة إنتاجية واحدة (مصنع مثلا)، نفهم أن ادعاء رب العمل انخفاض الأرباح لا يكون غالبا سوى حجة مغلطة للعمال كي يقبلوا بعدم رفع أجورهم أو حتى تقليصها. وهذه اللعبة لا نستغرب أن تلعبها كل البرجوازية، موحدة، على الصعيد العالمي، كي تجعل الطبقة العاملة تتخلى عن بعض مكتسباتها لأن البرجوازية العالمية أحست بأن اللحظة الآن لحظة هجوم بالنسبة لها وليست لحظت دفاع. ومعركة سن التقاعد في فرنسا مثلا دليل على ذلك.
في السبعينات، قال احد علماء التربية، اظن انه الماني: ما دام الانسان قد وصل هذا المستوى من التقدم، فينبغي ان لا يضطر الاطفال للالتحاق بالمدرسة في وقت مبكر قصد التعلم. التعلم الذي هو في النهاية من اجل العمل. يجب ان يتمتع الاطفال بسنين من اللعب والتمتع بطفولتهم قبل " التجنيد المدرسي". يجب رفع سن التمدرس بسنتين مثلا. الآن، وبعد أكثر من خمسين سنة من التقدم الهائل، لا تريد البرجوازية أن تكتفي بتقليص طفولة الإنسان وإنما شيخوخته. صار من اللازم رفع سن التقاعد والخصم من سنوات الراحة التي يتمتع بها الانسان في شيخوخته. رفع هذا السن في المغرب سنة 2016 من 60 إلى 63، والآن الجولة الثانية قد تكون من 63 إلى 65.
2) نتكلم عن الطبقات حين يكون الفرز الاقتصادي/الاجتماعي نتيجة ميكانيزمات الرأسمالية الحقيقية. أما حين تشوه هذه الرأسمالية وتتدخل فيها عوامل الزبونية والعائلية و... لتحل محل التنافس الرأسمالي، رغم عيوبه هو الآخر، فنحن إزاء عائلات أو قبائل أو مافيات وليس طبقات.



#محمد_باليزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنفيذ الاعدام وتفاهة الاعلام
- أردوكان وماكرون، بطلا الديماغوجيا
- عقاب الروبوتات
- النموذج الأعلى لليبرالية
- الزنا:بدون تعليق
- أسئلة خاطئة من أجل فهم النسبية
- الإسلاموفوبيا
- لا لتضليلنا، لا لتبليدنا
- البيو(Bio)، آخر خطوة نحو العبودية.
- هندسة الفيضانات
- الخرافة والبرهان
- شعب الملائكة
- المغاربة والأبوة الزائفة
- فخ البيتكوين، هل من مخرج؟
- لا وهم بعد اليوم
- الإتحاد الأوروبي ومحاربة الفساد الضريبي
- الطب التقليدي، خيار أم واقع للتكريس؟
- فساد الفساد
- فتوى دارت من أجل البنوك الإسلامية.
- وماذا بعد


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد باليزيد - بين الفتوى الدينية والفتوى السياسية