التناقض والتخبط يفضح کذب النظام الايراني

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)

الحوار المتمدن-العدد: 7612 - 2023 / 5 / 15 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد إنقضاء فترة قصيرة، فإن الحقيقة القمعية الاستبدادية لنظام ولاية الفقيه القرووسطائي الدموي قد توضحت، ولذلك فإنه إصطدم بالرفض الشعبي له ولأنه وکأي نظام دکتاتوري إستبدادي لايملك في النتيجة سوى الممارسات القمعية من سجون وتعذيب وإعدامات فقد إتخذ من تلك الممارسات نهجا له لکنه ومع إدراکه للثورة الايرانية التي أسقطت نظام الشاه، فإنه أخذ بنظر الاعتبار إحتمال تکرار ذات السيناريو ولذلك فإنه سعى لإستخدام الاساليب التمويهية والمخادعة من أجل إمتصاص زخم وقوة مشاعر الرفض والکراهية ضده کما فعل في مسرحية الاعتدال والاصلاح وکذلك في دغدغة المشاعر القومية العنصرية بالإيحاء إن نفوذه وهيمنته الذي وصل الى البحرين الابيض والاحمر، هو بمثابة سابقة لم تتحقق في التأريخ الايراني إلا على يده!
الملفت للنظر هنا، هو إن هذه الاساليب التمويهية والمخادعة، والتي سعى النظام لإستخدامها کدرع لحمايته من سهام الرفض القاتلة الموجهة له، لم تتمکن في النتيجة من خداع الشعب وإمتصاص غضبه لأسباب حيوية أ‌همها:
ـ إصطدم هذا التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية والذي أسس هذا النظام وبعد سقوط نظام الشاه بمنظمة مجاهدي خلق، التنظيم السياسي ـ الفکري الذي کان له الدور الاکبر في تهيأة الارضية والاجواء للثورة الايرانية، وهذه المنظمة دأبت على فضح هذا النظام وکشف ماهيته الاستبدادية ومن إنه مجرد إمتداد للدکتاتورية الملکية ولکن برداء ديني وإن کل مايفعله ويقوم به إنما من أجل ضمان بقائه وإستمراره.
ـ الاساليب التمويهية والمخادعة للنظام ومزاعمه الفارغة لم تحقق أي تغيير في مجال أوضاعه المعيشية ولم ترفع عنه قيود الاستبداد وتمنحه الحرية، ولذلك فإن الشعب وعندما رفض بقوة تدخلاته في بلدان المنطقة ورفض إعتباره من أجل المصالح العليا لإيران والشعب الايراني وإنما کانت من أجل مصالحه الخاصة والضيقة التي لاعلاقة لها بإيران والشعب والايراني.
اليوم، وعلى أثر إنتفاضة 16 سبتمبر التي قلبت المائدة رأسا على عقب على خامنئي ومخططاته وألاعيبه، فإنه اليوم وفي خضم الوضع الحساس والدقيق الذي يواجهه، فإنه يسعى لإيجاد ثمة سبيل من أجل الخروج من مستنقع الازمة الخانقة التي تعمقت وتجذرت أکثر بعد إنتفاضة سبتمبر وإنقاذ نفسه ونظامه من التهديد الجدي بالسقوط، يلجأ لذات الاساليب التمويهية والمخادعة، وفي الوقت الذي يسعى للتأکيد على إن النظام سيولي الجانب الاقتصادي الاهمية القصوى وسيرفع من مستوى الانتاج، لکنه في نفس الوقت يضاعف من الممارسات القمعية والاعدامات ولعل تنفيذ 44 حکم إعدام في بحر أسبوع واحد تأکيد على إن جعبة خامئي خاوية وليس فيها إلا المزيد والمزيد من الممارسات القمعية والاعدامات وهذا مايفضحه ويفضح کذب ودجل نظام ولاية الفقيه الذي لايوجد من أي علاج له سوى إسقاطه!

#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات