أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - ما موقف العرب من الانتخابات التركية














المزيد.....

ما موقف العرب من الانتخابات التركية


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7611 - 2023 / 5 / 14 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم : طلال بركات

التقلبات السياسية التي أتبعها اردوغان مع العرب ولدت شكوك في نواياه السياسية خصوصاً عند القيام بمساعدة المعارضة السورية ثم انقلب عليها، وكذلك مواقفه من ليبيا وارسال الميليشيات لاطماع سياسية، ومساندته للاخوان المسلمين في مصر ثم تخلى عنهم عندما اراد الصلح مع السيسي، وهناك مواقف كثيرة له غير صادقة مع العرب وخصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واسرائيل، ومثل هذة المواقف بالتأكيد أفقدت الكثير من مصداقية اردوغان في تعامله السياسي مع الاخرين وجعلت الكثير لا يتعاطف معه عندما تكالب الغرب وامريكا على اسقاطه، ولكن هناك من يقول ان تقلباته السياسية تصب في مصلحة شعبه وفق النظرة البراغماتية التي تتبعها كثير من الدول، بينما الاسس السليمة للعلاقات الدولية تؤكد ان المصالح الوطنية يجب ان تكون مشروعة وليس على حساب الاخرين .. ومع ذلك هذا لا يعني انه غير مخلص لبلادة بل عمل جاهداً من اجلها ومن اجل شعبه .. ولكي نضع حد فاصل ما بين الموضوعية والعاطفة، وايضاً من باب الانصاف والمنطق نجد ان الرجل خدم بلادة ونهض بشعبة وتقدمت تركيا اقتصادياً خلال فترة حكمة ووضع اللبنات الاساسية لتركيا الجديدة للتخلص من اخطر أرثين تكبلت فيها تركيا منذ الحرب العالمية الثانية حيث استطاع أردوغان أن يقضي على سيطرة الجيش على الحكم ويعزل القادة العسكرين عن ممارسة أي دور سياسي بعد أن كان رئيس أركان الجيش هو الحاكم الفعلي للبلاد .. وكذلك تمكن اردوغان من تحجيم ارث الدولة العلمانية التي صنعها أتاتورك المعادية للاسلام واستبداله بنظام جديد يختلف سياسياً واجتماعياً واقتصادياً من خلال نهضة علمية واقتصادية وتكنولوجية حقيقية، وجعل قوانين الدولة على مسافة واحدة من الأديان، فأردوغان لم يتبنى منهج الأصولية الإسلامية في الحكم كما اشار الدكتور فائز الدويري ولكنه أوقف الكثير من أشكال الاضطهاد والإقصاء التي عانى منها الإسلام تحت وطأة العلمانية الأتاتوركية المناهضة للدين بكل تجلياته، بدءاً من العقيدة، وانتهاءً بالمظاهر السلوكية، ومروراً بالشعائر التعبدية .. لذلك أدرك أردوغان أن الإسلام لا يحتاج إلى حكومة تتبناه وقوانين تفرضه، بقدر ما يحتاج إلى نظام حكم عادل لا يمارس التمييز أو الإقصاء ضده فألغى تباعاً وبحذر بالغ القوانين التي تفرض القيود على الإسلام مثلما الغى مطار اتاتورك وجعله حديقة عامة وبنى بدله مطار اسطنبول الذي يعد من اكبر المطارات العالمية، وايضاً اشار الدكتور فائز ان اردوغان لم يغلق بيوت الدعارة ولكنه سمح بإنشاء المدارس الدينيه، ولم يُجَرِّم الإلحاد ولكنه سمح بتحفيظ القرآن وفتح الباب واسعاً على مصراعيه لشتى العلوم والمعارف، ولم يفرض الحجاب ولكن سمح للمحجبات بدخول المدارس والجامعات .. اي أطلق اردوغان سراح الدين ولم يعتقل العلمانية تاركاً القيم والمبادئ والمعتقدات والأفكار تتفاعل مع المجتمع حتى عادت روح الإسلام وقيمه ومبادئه تسري في الجسد التركي .. وهذا هو جوهر التغيير الذي حصل في عهد اردوغان دون سفك قطرة دم.
بينما منافسه كمال كليجدار أوغلو الذي ولد في عام 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونجلي لعائلة تنتمي الى الطائفة العلوية وتعود اصولها الى خراسان في ايران لذلك افتخر بنصيريته علناً، وأكيد سوف يضع تركيا رهينه تحت امرة ولي الفقيه في ايران لكي ينتقم للثورة النصيرية في تركيا التي اجهضت في عام 1940 لهذا لم يخفي عدائه للاسلام السني ووعد باعادة تركيا الى عهد اتاتورك، وهدم ما تحقق في تركيا مالم يتمكن اتاتورك من هدمه، واكيد سوف يعيد أيا صوفيا أهم صرح اسلامي في تركيا كما كانت في عهد أتاتورك، كما اظهر نيته عند فوزه في اعادة العلاقات الدبلوماسية مع بشار الاسد واعادة اللاجئين السورين ليلاقوا مصيرهم على يد جلاد سوريا، وايضاً وعد بالتقارب اكثر من الكيان الصهيوني على حساب العرب والمسلمين ..
واخيراً لابد وان نذكر ما جرى في الانتخابات الفرنسية الاخيرة التي خاض فيها ماكرون منافسة شديدة مع مارين لوبان وكان اغلب العرب والمسلمين مع ماكرون لانه لم يكن هناك خيار في التفضيل ما بين السيئ والاسوء لان لوبان لو فازت لكانت هناك كارثة على العرب والمسلمين، لهذا لا خيار من دعم اهون الشرين في الانتخابات التركية لان اردوغان مهما فعل لم تكن له روح انتقامية مثل كليجدار أوغلو الذي وعد بالعودة الى الحقبة العلمانية الاتاتوركية، وهدد بخلع الحجاب عن حرائر تركيا واغلاق مدارس تحفيظ القرآن وهدم المظاهر الاسلامية ووضع تركيا في حالة مجابهة مع روسيا لصالح امريكا والغرب وبالتأكيد سوف يكون له موقف معادي للعرب، كما ان التوجهات الغربية وعلى رأسهم امريكا يجهرون في الوقوف ضد اردوغان ودعم فوز أوغلو لان هدفهم ترجيح كفة القوى المناهضة للاسلام.



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب العبثية في المنطقة
- الجامعة العربية تكافئ قاتل الشعب السوري
- مشكلة اليمن أهم المخاطر التي تهدد الاتفاق الايراني السعودي
- من المستهدف في النزاع العسكري الحاصل في السودان
- المؤشرات الموضوعية لتقييم الاتفاق السعودي الايراني
- معايير الربح والخسارة لكل من السعودية وايران جراء الاتفاق ال ...
- الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب ا ...
- ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا
- ماذا تعني زيارة الرئيس بايدن الى كييف
- الاسراء والمعراج في دائرة العلم
- الضربات على ايران .. هل هي استراتيجية ردع أم رسالة تحذير
- انتهت الفرحة وعدنا الى المعانات
- سيرة المرحوم الدكتور رياض القيسي السياسية والقانونية
- عرس خليجي عربي في البصرة اثار حفيضة الفرس
- هل اقتراب العرب من الصين يعني الابتعاد عن امريكا
- مباحثات الاتفاق النووي وفق مستجدات الانتفاضة في ايران
- مخرجات الانتفاضة في ايران والنفاق الدولي
- لقد بدأت مرحلة الاستعمار الايراني المباشر
- أميتو الباطل بالسكوت عنه
- ما يجري في العراق توظيف العقائد الدينية في صراع النفوذ


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - ما موقف العرب من الانتخابات التركية