كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 08:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد مرور عدة أيام على الاعتداءات الصهيونية المستمرة على غزة ومدن وبلدات الضفة الغربية، والتي أدت إلى استشهاد عدد من قادة المقاومة الأبرار والأطفال والنساء وجرح عشرات الفلسطينيين، وتدمير البيوت، نشطت بعض الدول العربية في استجداء إسرائيل لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مدعية حرصها على تحقيق التهدئة لوقف نزيف الدماء الفلسطينية الزكية.
هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تتوسط فيها تلك الدول لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتتوصل كل مرة إلى اتفاقية تهدئة خادعة خدمت الاستراتيجية العدوانية الإسرائيلية، ولم تستمر طويلا فبل ان تنتهكها وتتجاهلها دولة الاحتلال، وتبادر بالهجوم على شعبنا تماشيا مع استراتيجيتها القائمة على ممارسة أبشع أنواع الإرهاب ضده.
هناك مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالوساطات العربية تطرح نفسها من ضمنها: لماذا لا تنشط هذه الوساطات العربية إلا عندما تشتبك المقاومة مع الدولة الصهيونية وتدميها، وتخيف مواطنيها، وتربك أجهزتها الأمنية، وتحرجها أمام العالم؟ ولماذا لا تطالبها تلك الدول العربية وتضغط عليها لوقف اعتداءاتها اليومية وقتلها المستمر للفلسطينيين، ونهبها لأراضيهم لتوسيع المستوطنات القائمة وبناء مستوطنات جديدة؟ وهل فعلا خدمت الوساطات واتفاقيات التهدئة التي ساهمت تلك الدول العربية في إبرامها القضية الفلسطينية؟
إسرائيل لم تلتزم باتفاقيات التهدئة السابقة، ولن تلتزم بأي اتفاقيات لاحقة تبرمها مع فصائل المقاومة الفلسطينية بوساطات عربية؛ فهي التي تنصلت من جميع اتفاقيات التهدئة، واستأنفت هجمات جيشها الموسعة، وكانت البادئ بالعدوان على الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة عندما قررت ذلك تماشيا مع استراتيجيتها القائمة على التوسع وتهويد المناطق المحتلة، وإنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال ونيل حريته وإقامة دولته المستقلة.
وسطاء التهدئة العرب الذين طبعوا مع دولة الاحتلال ضد إرادة شعوبهم أفلسوا سياسيا، وفقدوا مصداقيتهم محليا وعربيا ودوليا، ولا يعتمد عليهم وعلى وساطاتهم لضمان التزام إسرائيل بهذه الاتفاقيات التي تستغلها لكسب المزيد من الوقت والاستعداد لاعتداءاتها القادمة؛ وبما ان " المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"، وبعد ان لدغنا من الجحر الصهيوني نفسه مئات المرات، يجب علينا ان نتعلم من هذه التجارب المريرة، وندرك أننا نتعامل مع عدو شرس مخادع لا يفهم إلا لغة القوة ولا يمكن الثقة به.
عملية " ثأر الأحرار" التي تم خلالها رجم دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الفلسطينية التي أدمتها، وأربكت جيشها، وأرعبت قادتها ومستوطنيها تثبت أن المقاومة هي الرد الناجع الوحيد على احتلال الصهاينة لأرضنا واستخفافهم بأمتنا؛ ولهذا يجب على قادة وأبطال المقاومة ألا يوقفوا أعمالهم البطولية، وألا ينخدعوا باتفاقات تهدئة ثبت فشلها مرارا وتكرارا؛ ويجب علينا كشعب فلسطيني وشعوب عربية أن نتمسك بالمقاومة، وندعمها بالمال والسلاح والرجال حتى يتم دحر الاحتلال وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟