أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - التنمية العالمية وفق المنظور الصيني














المزيد.....

التنمية العالمية وفق المنظور الصيني


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبني قادة الصين الاستراتيجية التي تسير عليها دولتهم على الاستنتاجات الأساسية التالية :
الاستنتاج الأول : لا يمكن لأي دولة أو مجموعة دول إيقاف أو تعطيل تطور الصين علميا و تكنولوجيا و بالتالي اقتصاديا و عسكريا مهما خططوا و فعلوا و اتخذوا مِنْ إجراءات لحجب بعض اركان التقدم العلمي و التكنولوجي بحجة حماية الملكية الفكرية , فقد اثبتت معطيات محاولاتهم بهذا الخصوص هو حصول عكس ما كان يخطط و يهدف له الغرب و على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية و أنطبق على هذا الأمر المثل القائل " رب ضارة نافعة " فحين فرضوا عقوبات أو حجب لمقطع معين من مسار التطور العلمي و التكنولوجي عن الصين اندفع الكادر الفني الصيني المتقدم معزز بتعزيزات مالية كبيرة من الدولة الصينية لتحقيق تطورا ليس للتغلب على المصاعب التي وضعها الغرب أمام مسيرة الصين الصاعدة فحسب و انما لتحقيق منافع كبيرة في التطور بالاعتماد على القدرات الذاتية للصين , و من بين الأمثلة العديدة التي استطاعت الصين فيها قلب ضرر العقوبات الى نفع و فائدة هي محطة الصين الفضائية المدارية , الغرب منع الصين و حرمها من المشاركة في المحطة الدولية الفضائية المدارية فصنعت الصين لنفسها محطتها الفضائية المدارية الخاصة بها , و تكرر الأمر في مجالات عديدة أخرى و كان آخرها حين منع الغرب بتوجيه من أمريكا حصول الصين على بعض وسائل تصنيع الرقائق الإلكترونية فائقة التطور فانقلبت النتيجة و ما تحقق هو عكس أهداف العقوبات الأمريكية , فالمؤشرات تؤكد مرة أخرى أن رب ضارة قد تكون نافعة جدا فقد زادت الصين من حجم انتاجها السنوي من هذه الرقائق بنسبة حوالي 25% حيث تستورد الصين حاليا حوالي 60% من احتياجاتها من هذه الرقائق و بمبلغ سنوي بحدود 300 مليار دولار و من المؤكد أن الصين بموجب خطتها الجديدة ستصبح من الدول المصدرة لهذه الرقائق خلال الأربع أو خمس سنوات القادمة .
وفق منظور هذا الاستنتاج فأن الصين سائرة نحو القمة التي يخططون للوصول اليها في منتصف هذا القرن بعد أن تتجاوز الصين حالة التخلف التي عاشتها في قرن الذل حين سيطرت الدول الاستعمارية على الصين للفترة الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين .
يرى قادة الصين أن بلادهم اصبحت على سكة التطور المستمر في كافة المجالات العلمية و التكنولوجية و لا تستطيع أي قوة ايقاف عجلة تطورها و أن بلدهم الصين ستصل للقمة في الوقت المخطط لهذا الصعود و هو في منتصف القرن الواحد و العشرين و تحديدا في سنة 2049 و هي الذكرى المئوية لانتصار الثورة الصينية التي قادها الحزب الشيوعي الصيني .
الاستنتاج الثاني : إن عدد و حجم المشاريع التي يحتاجها العالم في مختلف القطاعات هي الان اكبر بكثير من كل قدرات دول العالم على تنفيذها لذلك يرى قادة الصين أنه ليس من المعقول أو المنطقي الصراع أو حتى التنافس للحصول غلى فرصة لتنفيذها , فإن لم تستطع دولة الحصول على فرصة لتنفيذ مشروع ما في بلد ما فهنالك عشرات الفرص الأخرى المتاحة في نفس البلد أو في بلدان أخرى , هذا ما يحاول قادة الصين إفهام زعماء الدول الغربية به و يبدو أن بعض زعماء الغرب أخذوا يدركون حقيقة هذا الاستنتاج و أنه لا معنى للصراع بين الدول و إن من مصلحة كافة الدول الدخول في ما بينها في شراكة شاملة من اجل تحقيق تنمية عالمية مشتركة بدلا عن الصراع الغير مجدي , لكن المصالح الضيقة للكارتيلات الرأسمالية و خصوصا كارتيلات الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إخفاء معالم هذا الاستنتاج و الدفع باتجاه التصعيد العسكري و خلق بؤر توتر جديدة في مناطق مختلفة من العالم .
الاستنتاج الثالث : تطور أي دولة علميا و تكنولوجيا في عالم يسوده السلام سوف لا يضر أي دولة أخرى بل بالعكس سيصب في مصلحة كافة الدول و يكون هذا التطور عامل اساسي في إنشاء شراكة عالمية شاملة .
الاستنتاج الرابع : تحول العالم من عالم احادي القطبية الى عالم متعدد الأقطاب هو أمر ليس ضروري فقط و انما هو امر حتمي , و إن هذه التعددية في الأقطاب تخدم الاستقرار و السلم العالمي و تزيد من أمكانيات تطور اقتصاديات جميع دول العالم .
الاستنتاج الخامس : إن تثبيت مبدأ عدم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى و احترام التنوع الثقافي و الحضاري للشعوب سيعزز استقلال الشعوب و يخلصها من الهيمنة الأيديولوجية للاستعمار الحديث و يفتح المجال لظهور تجارب خلاقة جديدة للشعوب .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 3 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 2 )
- صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 1 )
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائ ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- هل حقا أن الصين تعمل على القضاء على النظام العالمي السائد حا ...
- الدَين العام الأمريكي .... تحدي اقتصادي كبير يتنظر الحل
- هل هنالك علاقة بين العيد الوطني العراقي و الوطنية العراقية . ...
- حكومة أغلبية وطنية في العراق ... الإمكانيات المتاحة و التحدي ...
- الوصية الأخيرة
- ماذا انجزت انتفاضة تشرين في العراق ... ؟
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- الارتدادات الجيوسياسية لانضمام إيران لمنظمة شنغهاي للتعاون ( ...
- مَنْ وراء محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي ... ؟
- الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد - 2
- الحركة الاشتراكية العالمية تنهض بلباس جديد -1
- انتفاضة قيس سعيّد ... تباشير لإصلاح حقيقي للربيع العربي
- أمريكا بحاجة دائمة الى عدو ...!


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - التنمية العالمية وفق المنظور الصيني