أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - معارضة البيانات والترقيع في ظلال ربيع التطبيع














المزيد.....

معارضة البيانات والترقيع في ظلال ربيع التطبيع


سعيد لحدو
كاتب وباحث، شاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


9-5-2023
بعد انهزام الربيع العربي أمام قيظ صحارى الوهم بالحرية والديمقراطية والدولة المدنية الحديثة لشعوب سئمت الانتظار وهي تأمل في انزياح ظلام التخلف واستفحال الأزمات المعيشية والأمنية والإنسانية المتراكمة في مجتمعاتها تحت خيمة الديكتاتوريات التي أثبتت أنها قادرة على الصمود أكثر من كل أبراج الفخر والاعتزاز والوطنية والحرية التي نصبتها ثورات الربيع العربي. وبقيت تلك الخيمة قائمة في وجه أعتى عواصف الثورات الطامحة للتغيير، رغم اهتراءاتها المتعفنة وشعاراتها الأكثر نتانة وتعفناً. ليعود المواطن الثائر خائباً منكسراً ذليلاً أكثر من أي وقت، وليركع من جديد مطأطئ الرأس تحت خيمة الديكتاتوريات تلك، وهو نادم لأنه أسلم قياده لمن لم يكن أهلاً لأن يقوده إلى بر الأمان في وطن فقد الإنسان فيه كل شيء، وفي مقدمتها الأمان.
هذا هو حال السوري اليوم في مواجهة نظام تخلى عن كل القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية، ودمر بلداً كان عروس الشرق الأوسط يوماً، ليثبت أنه انتصر على شعبه.
بعد ربيع الثورات العربية التي لم تتفتح فيه زهرة قط، جاء ربيع التطبيع العربي، وهو ينشد مواويل الحنين لثغر الحبيب الذي طال بُعاده، وزاد الاشتياق إلى لقياه. وبات الذم والقدح همساً وجهاراً للعُزَّال الذين تسببوا في هذا الفراق بين الأحبة.
ليس من العدل أن نرمي المعارضة الرسمية السورية تحديداً وحدها بسهام التقصير والإخلال بالمسؤولية، رغم وجاهة هذا الأمر وصحته. لكن مالذي فعله المطبِّعون اليوم مع النظام وله، من إجراءات، لمساعدة الشعب السوري للوقوف على قدميه بطريقة تحفظ له قسطاً بسيطاً من كرامته، خارج ركام التصاريح والبيانات؟ هذه الكرامة التي ضحى بها لإيقاظ من كان يريد أن يستيقظ من شعوب البلدان العربية، ولو بعد حين.
الأنظمة هي ذاتها بكل المواصفات وإن تغيرت الألوان والمسميات. فقد عملت جميعها على الإسراع في مجيء الخريف بأوراقه الصفراء المنذرة بالموت القادم. فكانت حبال الشد بقوة في الاتجاه المغاير، لإفشال قوة الدفع الذاتي التي بدأت به الثورة السورية، وما قد يجلبه نجاحها من تحولات مصيرية في مجمل الشرق الأوسط.
ولم تكن إسرائيل، والقوى الخارجية الأخرى المتحكمة، بعيدة عن هذا المسار وإن تم ذلك بأيادي محسوبة على المعارضة الوطنية حيناً والنظام حيناً لآخر . لكن نتائج ممارساتها تلك كانت تلقي بثمارها في الطرف الآخر، وليس في طرف الشعب السوري.
هكذا قدمت المعارضة الرسمية السورية التي مازال الائتلاف وحكومته الدمية يمثلانها، الأعذار والمبررات والفرص، وبخاصة في السنوات الأخيرة، لكل القوى العاملة والمؤثرة على الساحة السورية، باستثناء السوريين أنفسهم، لتحقيق مايصبون إليه وما يحقق غاياتهم ومصالحهم، على حساب السوريين. وفي كثير من الأحيان بأيادٍ سورية.
لقد ترهلت المعارضة الرسمية باكراً عندما عملت لمصالح الآخرين فاستخف بها الآخرون واستعملوها أوتجاهلوها وأركنوها جانباً عندما لم يحتاجوا لاستعمالها. مما دفع خيرة المناضلين الوطنيين لمغادرتها واحداً تلو الآخر،بعدما رأوا مارأوه من جر الثورة وممثلها الائتلاف إلى مسار أبعد مايكون عن المبادئ والقيم الوطنية في الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والتعددية. وكانت انتهازية التيار الإسلامي والمجموعات المتطرفة الجهادية، بدعم واضح وجلي من حكومة أردوغان وقطر، هي القوة الطاردة لكل أولئك المناضلين والمناضلات ممن عملوا بصدق وإخلاص لتلك المبادئ والأهداف. فباتت المعارضة مجرد آلة ناسخة للبيانات الورقية التي لا تقدم ولا تؤخر. ولا تجد من يقرأها حتى من أعضاء الائتلاف نفسه. ففقدت مصداقيتها كقيادة لثورة الحرية، وأفقدت الثورة بريقها وروحها الإنسانية.
لقد بدأ ربيع التطبيع وسيستمر حتى يكتمل، لأنه هكذا مكتوب له في سفر الأنظمة. وسيستمر الائتلاف وفروعه بإصدار البيانات البلاغية التي لم يشببها في التاريخ العربي شيءٌ مثل شعارات الصمود والتصدي والتحرير، في الزمان والمكان المناسبين.
لم تعد المشكلة كما تأمل البيانات الصادرة هنا وهناك. فمن بقي لديه شيءٌ من الحس والضمير الوطني لا بد له أن يتوقف عن لعب هذا الدور الشائن لتغطية عزوف المجتمع الدولي عامة، والعربي بصورة خاصة عن إنهاء معاناة الشعب السوري منذ إثني عشر عاماً ونيف. ووضع الطرفين أمام مسؤولياتهما في خلق حل نهائي ودائم لهذه المأساة الإنسانية.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان
- كلمة ورد غطاها
- حكاية حفار القبور وابنه والوضع السوري
- المعارضة السورية وفقدان البوصلة
- أمير المؤمنين بشار بن أبيه يتحدث....
- الحرب العالمية الجديدة
- خطاب الكراهية وسبل مواجهته
- عودة الحاج رامي مخلوف
- عطب الذات أم عطب المنظومة...؟ قراءة في كتاب الدكتور برهان غل ...
- كردستان التي تأخرت مائة عام
- (غودو) الحل السوري
- الحرية طليقة والأحرار معتقلون
- العرس في فيينا والطبل في حرستا
- الدب الروسي في معرض الزجاج السوري
- قلق العالم هو مايقلق السوريين
- الخلافة وبناتها، الخليفة وإخوانه
- حكاية الإرهاب ومكافحيه
- وعند بثينة الخبر اليقين
- التدخل الأمريكي: درهم وقاية أم قنطار علاج؟
- داعشي حتى العظم مع وقف التنفيذ


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - معارضة البيانات والترقيع في ظلال ربيع التطبيع