أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ايمانويل والرشتاين - ما هو الاختلاف الذي سوف يصنعه كونجرس ديموقراطي؟















المزيد.....

ما هو الاختلاف الذي سوف يصنعه كونجرس ديموقراطي؟


ايمانويل والرشتاين

الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 11:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



التعليق رقم 195؛ 15 اكتوبر 2006.
يبدو مرجحا الان تماما، دون حدوث معجزة كبرى للجمهوريين, ان الديموقراطيين سوف يربحون على الاقل، احد, ان لم يكن من المحتمل كلا, المجلسين في الكونجرس الامريكي في انتخابات 7 نوفمبر. ما الفرق الذي سوف يصنعه ذلك؟ يجب علي ان اقول انني شخصيا سوف اعطي صوتي للبطاقة الديموقراطية. ولكن مثل كثيرون من الناس, سوف افعل ذلك اوليا كتصويت سلبي ضد جورج دابليو بوش وثانويا ضد الاغلبية الجمهورية في كلا المجلسين النواب والشيوخ. سوف افعل ذلك لاسباب عديدة, ولكن اول كل شيء لانني اعتقد ان غزو العراق كان عملا غير اخلاقي ولا جدوى من وراءه وبشكل عام كان اخفاقا تاما – بالنسبة للولايات والمتحدة، وبالنسبة للعراق, وبالنسبة للعالم كله. هناك شكاوى اخرى عديدة عندي حول النظام الحالي – هجومه على الحريات الاصيلة للشعب الامريكي, وسياساته الاجتماعية والاقتصادية الداخلية الرجعية، وسياسته الخارجية الغير حكيمة والغير كفء عموما. ولكن العراق تأتي على قمة خيباته جميعا كسبب. لذا سوف اصوت احتجاجا, وفي محاولة لايقاف حتى تدهور الامور الى الاسوأ.

ولكن ماذا سوف يفعله احسن الكونجرس الديموقراطي في ذلك؟ هذا, كما يلاحظ كل واحد، ليس واضحا على الاطلاق. فعليا, على المرء ان يشك في ان الديموقراطيين بشكل جماعي لديهم حقا سياسة خارجية افضل يقدمونها. المشكلة الاولية امام قيادة الحزب الديموقراطي هي انهم يعتقدون, على الاقل بنفس القدر كما مع الجمهوريين، ان الولايات المتحدة هي مركز العالم، ونموذج الحكمة فيه، والمدافع الاعظم عن الحرية العالمية – باختصار، امة فاضلة جدا في عالم خطر.

الاسوأ من كل شيء، يبدو ان الديموقراطيين يعتقدون انه، بمجرد التخلص من عناصر النزعة المبالغ فيها للتصرفات الانفرادية التي يمارسها النظام الحالي، سوف يكونوا قادرين على استعادة الولايات المتحدة لوضع المركز في النظام العالمي، ويستعيدون دعم حلفاءهم الاوفياء ومؤيديهم، في اوروبا الغربية اول كل شيء، ثم في كل مكان اخر في العالم. يبدو حقيقة انهم يعتقدون انها مسألة شكل، وليس محتوى، وان خطأ نظام بوش هو انه لم يكن جيدا على نحو كاف في دبلوماسيته.

من الصحيح انه ليس كل الديموقراطيين يرون الامور بهذه الطريقة، وفعليا بالنسبة لهذا الموضوع ليس كل الجمهوريين ولا المستقلين يرونها هكذا. ولكن في هذه اللحظة، هؤلاء المستعدون لالقاء نظرة واقعية على اخطاء سياسات الولايات المتحدة هم اقلية – اكثر من ذلك، هم اقلية دون اجندة واضحة لهم انفسهم وبالتأكيد دون قائد سياسي بارز يعبر عن رؤية بديلة.

لذا ماذا سوف يحدث؟ من المحتمل، وليس بالتأكيد، حالة سوف ترغم فيها الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق قبل الانتخابات الرئاسية في 2008. ومن شبه المؤكد سوف تكون حالة سوف يلقي فيها الجمهوريون اللوم على الديموقراطيين "لخسارتهم" الحرب، ولسوف يدافع الديموقراطيون بأن الامور لم تكن هكذا. ولكن خلق النفاق السياسي المعتاد، سوف يأتي الانسحاب كصدمة عميقة للشعب الامريكي، حتى لو رأت الاغلبية انه لا بديل لذلك.

يجب ان يضع المرء مثل هذا الانسحاب في سياق الحروب التي حاربتها الولايات المتحدة منذ ١٩٤٥. الحرب الكورية وحرب الخليج الاولى انتهت عند خط البداية. لم ينتصر اي جانب بشكل حقيقي. الحرب الاكثر اهمية بالنسبة للولايات المتحدة - بمعاني اثرها الجيوبوليتيكي، وتكلفتها الاقتصادية، والشحن العاطفي للشعب الامريكي - كانت فيتنام. وتلك الحرب، خسرتها الولايات المتحدة. كانت نتيجتها انقساما وانفصالا حادا في الشعب الامريكي - حول "من" خسر الحرب، وسواء اكان من الممكن "كسب" تلك الحرب، لو سادت سياسات اخرى.

لم يلتأم ابدا ما سمي جرح "عقدة فيتنام". بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، حدث نهوض وطني بين الشعب الامريكي، وبدت البلاد مؤقتا متحدة مرة اخرى. الانسحاب من العراق سوف، كما اتنبأ، يكون اكثر ايلاما من الفرار من سايجون في ١٩٧٥. هزيمتان تعني ضربة ساحقة وسوف تكونان مؤشرا على قصور حقيقي في قوة الولايات المتحدة.

واقعيا هناك احتمالان عند هذه النقطة. احد هذان الاحتمالان هو حدوث نوع من البحث العميق عن الذات سوف يؤدي بالولايات المتحدة الى اعادة تقييم صورتها، واحساسها بما هو ممكن داخل النظام العالمي الان وفي المستقبل، واي نوع من القيم هي تؤمن بها الولايات المتحدة فعلا. لو حدث ذلك، ربما تتقدم قوى داخل الحزب الديموقراطي لتجسيد اعادة التقييم هذا. او ربما سوف يتغيير كامل اطار العمل السياسي في الولايات المتحدة واحزابها ليعكس اعادة التقييم هذا.

ولكن بالطبع هناك احتمال ثان. وهو ان الامة يتغلب عليها غضبها بسبب "خسارتها" تفوقها، وتبحث عن كبش فداء (وتجده)، وفعليا تتحرك في اتجاه هضم دستور الولايات المتحدة والحريات التي تتصور انها تدافع عنها. شيء ما اشبه بما حدث في جمهورية فيمار بالمانيا. وبينما الحالة هي مختلفة من عدة اوجه، وبينما انا لا اتكهن باي معنى ظهور حزب نازي، برغم ذلك فهي كارثة مخيفة بالنسبة للولايات المتحدة والعالم اذا ما تحركت الولايات المتحدة بأي درجة لها مغزاها في هذا الاتجاه.

ان ما تفعله الولايات المتحدة بنفسها وما تعتقده في نفسها هو ما يهم، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة ولكن ايضا بالنسبة لبقية العالم. فالفيل الجريح يمكنه ان يصبح في حالة هياج. على الناحية الاخرى، يستطيع المرء ان يفكر مرات ما قد تحدثه الصدمة الغشيمة التي تولدها نوع تلك الهزيمة في العراق من اثار جانبية حميدة تعيد احياء احسن ما في التقاليد الامريكية - تقاليد الشعب التحرري، الواعي اجتماعيا الذين يستقبلون مرة اخرى الكلمات المحفورة على تمثال الحرية، "الجماهيرة المضطربة تتحرق شوقا لتتنفس بحرية".


"حقوق النشر لايمانويل والرشتاين. كل الحقوق محفوظة. يمنح الاذن بالانزال واعادة التوجيه الالكتروني والارسال بالبريد الالكتروني وبالنشر على مواقع الانترنت للهيئات غير التجارية، بشرط ان تبقى الدراسة من غير تعديل وان تظهر ملحوظة حقوق الملكية. لترجمة هذا النص ونشره مطبوعا و/او بغير ذلك من الاشكال، بما فيها على مواقع الانترنت التجارية والاقتباسات، يرجى الاتصال بالمؤلف على [email protected] فاكس:” 1-203-432-6976
هذه التعليقات التي تنشر مرتين شهريا، ترمي الى ان تكون انعكاسا لمشهد العالم المعاصر، كما يُرى من منظور بعيد المدى وليس متابعة للعناوين الصحافية الآنية

ZNet - كفاية زي نت العربية



#ايمانويل_والرشتاين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزاباتا: المرحلة الثانية
- كانكون: انهيار الهجوم النيو ليبرالي
- البرازيل والنظام العالمي: عصر لولا


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ايمانويل والرشتاين - ما هو الاختلاف الذي سوف يصنعه كونجرس ديموقراطي؟