شفيق العبودي
الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 00:42
المحور:
الادب والفن
إلَى رُوح الروَائِي العَرَبِي الكَبِير حَيْدَر حَيْدَر الذي وافته المنية اليوم الجمعة 5 ماي 2023، وكل الذين رَحَلُوا قَبْلَ أَن تزهِرَ أَحْلاَمَهُم، وعَهْدًا أَنَّا علَى دَرْبِهِم سَائِرُون
تِبَاعًا يَرْحَلُونْ
لَيْلاً يَرْحَلُونْ
نهَارًا يَرْحَلُونْ،
فِي الصَّيْفِ والشِّتَاءِ يَرْحَلُونْ..
مَاذَا تَركْتُمْ لنَا مِن أَلَمِ الحَنِين؟
عَلَى أَبْوَابْ الخَيْبَةِ العَرَبِية
يَرْحَلُونْ،
تَضِيقُ بِنَا الأَرْضُ
عِنْدَمَا لاَ نَجِدُهُم،
يَرْحَلُون تِبَاعًا
وَيَتْرُكُون مَقَاعِدهم
علَى أَبْوَابِ المَقَاهِي شَاغِرَة
وَيَرْحَلُون،
بَاكِرًا يَرْحَلُونْ،
يَأْتِي المَسَاءُ فَلاَ يَجِدُهُم،
رَحَلَ الذينَ تُحِبُهُم يَا وَطَنِي
رَحَلَ الذينَ يُحِبُّونَك يَا بَلَدِي
مِن خَلِيجٍ قَاسٍ
إِلَى أَطْلَسٍ مُتَنَكِر
تِبَاعًا يَرْحَلُونْ،
لَمْ يَتَبَقَّى فِي هذَا الزمَنِ الردِيء
سِوَى وُجُوهُ الراحِلِين،
فِي سَكَرَةِ الحُزْنِ
يَتَأَبَّطُون المَوْت وَيَرْحَلُون،
يَعْرِضُونَ عُمْرَهُم فِدْيَةً للْمَوْتِ
ويَرْحَلُونْ،
حَيْدَر عَلَى بَابِ الجَنَّةِ
يَتْلُو تَرَاتِيلَ الأَبَدِيَة،
رَحَلَ الذينَ نُحِبهُم يَا وَطَنِي
أَخَذُوا بَاقَاتِ الزَّهْرِ
وَأَحْلاَمِهم المُورِقَةِ دومًا،
تَرَكُوا لَنَا هَزَائِمَنَا
مُوَزَّعَةً هُنَا وَهُنَاك
في كُلِّ العَوَاصِمِ العَرَبِية
ورَحَلُوا تِبَاعًا
ثم تِبَاعًا رَحَلُوا..
#شفيق_العبودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟