مقبرة الحسن البصري تتعرض للسرقة والتخريب

كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي

الحوار المتمدن-العدد: 7600 - 2023 / 5 / 3 - 17:20
المحور: الادب والفن
    

الكثير من مقابر البصرة ومراقدها وبيوت العبادة تعرضت بعد السقوط للنسف او السطو والتجريف منها جامع العشرة المبشرين والمعبد اليهودي وكنيسة مريم ومرقد طلحة و مقبرة اليهود ومقبرة الانكليز وغيرها ..وربما يكون الاهمال الامني احد اهم الاسباب ..لقد غادرنا الاعتقاد الراسخ بان(دور العبادة والاماكن المقدسة تحمي نفسها ).
حقا شعرت بالاحباط وانا اشاهد فديو بث من يومين عن تعرض اقدم مقابرها - مقبرة الحسن البصري - لعملية سطو ليلي , فقد كسّر مجهولون الابواب وثلموا معالم مرقد الحسن البصري وسرقوا بعض المحتويات منها آثار ثمينة ..
قبل ذلك اعلن رئيس الوقف السني الشيخ الملا عن غاية غضبه لورود مخطط لاستثمار تجاري في عمق عشرة امتار في المقبرة حتى تم احباطه .
نهاية الثمانينيات قبل ان تبرد الحرب العراقية الايرانية كنت امر على المقبرة كل يوم قاصدا وحدتي العسكرية في الدريهمية .. وكنت وصاحبي نقف على قبر السياب وننشد من شعره المطري وربما كتبنا عبارات ونمضي..بعدها بسنوات قصدتها لزيارة قبر صديقي الرائد البريكان مرددا قوله .
تقع مقبرة الحسن البصري في قضاء الزبير 25 كم غرب مركزالبصرة ,وتضم رفات العلامة المحدث الحسن البصري (21 ه ـ 110 ه ) , الذي اختلف مع واصل بن عطاء فاعتزله ليؤسس -المعتزلة - , وفيها قبر تلميذه مفسر الاحلام بن سيرين الذي توفي بعده بمائة يوم .ومن القبور التي تضمها المقبرة ( اقدم وزيرين في الحكومة الانتقالية بالعهد الملكي : عبد اللطيف المنديل اول وزير تجارة وطالب النقيب مرشح اهل البصرة للعرش ووزير الداخلية ).. وعالم التصوف التستري وعبد الغفار الاخرس ومالك بن دينار ,واول متصوفة رابعة العدوية وصبري افندي الذي غنت له صديقة الملاية اغنيتها الشهيرة - صندوق امين البصرة -.
يعود تاريخ المقبرة لاكثر من 1300 عام ..وقد شيدت فيها قبة مخروطية فريدة مزخرفة بزخارف اسلامية تعود معماريا للفن السلجوقي وتتكون من ستة اقطار اوسعها السفلي واصغرها في الاعلى وقد شيدت في عهد الخليفة العباسي الناصر لدين الله سنة 606 ه .. وعلى شمال المرقد قبتان اثريتان مطليتان بالجص وغرفة تضم رفات عائلة آل النقيب .
لكنك لم تجد فيها اهم الاعلام كالجاحظ والفراهيدي .. ولا يعرف لهما قبر للان .
ان الاعتداء على المراقد والجوامع والكنائس والمقابر مؤشر خطير يعكس هبوطا اخلاقيا لم تكن تعرفه البصرة وعموم العراق .. ولا يكمن الحل بالخطب الرنانة ولا الشجب او الفتاوي .. ان قوة القانون وتوفير الحماية هو ما يعصم التراث من الخراب .

#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات