أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟















المزيد.....

الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7600 - 2023 / 5 / 3 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقال يعالج جانباً من جرائم فساد بعض من أدعياء التدين والقدسية الزائفة بمختلف تمظهرات التدين ومرجعياته الدينية والمذهبية.. وهي قضية باتت صارخة بفجاجة بوجه البشرية بكل تلاوين عقائدها بلا استثناء! وفي العراق والمنطقة تتبدى الظاهرة الدينية بتلك الانحرافات والتشوهات لتخرّب على صحيح إيمان الناس وسليم دينهم من جهة ولتبتز المجتمعات وتنتهك الكرامة الإنسانية من جهة أخرى، بفسادها السادي والمازوخي وغيره.. والكارثة تنصب اليوم في أدوات إخضاع الضحايا من جهة إفشاء القبول العام بمنطق العادات والتقاليد المفترضة وهي الأبعد عن قيم مجتمعاتنا وسليم تاريخها مثلما إخضاع الضحايا بمنطق إسقاط القدسية الزائفة المفضوحة لذوي العقول ومنطق التنوير والتمدن. فهلا تنبهنا وتنبهت مجتمعاتنا ووقفت مع وسائل كبح الجريمة والمجرم ومنع إفلاته من العقاب..!؟

في الجماعات المغلقة بتنظيمها بخاصة العقائدية منها سنرصد حقيقة خطيرة من الفساد؛ ففيها تتمكن أداة إلزام احترام (الأوامر) العليا ومركزية العمل وطابعه البطرياركي الأبوي وإسقاط معطيات قدسية التدين على الشخصيات المتحكمة بالأمور وعلى أفعالها وسلوكها، أقول ستتمكن من فرض رغبات مرضية ومنظومة سلوكية فاسدة بكل معطياتها. وقد شهدنا هذا في كنيس وفي كنيسة، كاثوليكية أو غيرها وفي معابد ومساجد وعند عناصر من فئات بوذية و-أو هندوسية وغيرها من الجماعات الرديفة المشابهة..

ومعروف عند الغالبية أنَّ لكل الدول المجتمعات وفئاتها، بيئات بهوية أو طابع يميز كلا منها.. ومن هنا ظهرت مناهج متنوعة وأحيانا مختلفة ومتعارضة بحسب خلفية خياراتها. ولطالما وجدت الديموقراطية رغبة متعاظمة لاختيارها حلا وبديلا إنسانيا من أجل خلق الشفافية ورصد الأخطاء والمثالب بقصد معالجتها والتقدم إلى أمام؛ إلا أنّ البشرية جابهت خروقات بنيوية من (مجموعات صغيرة) كانت تتبنى تنظيماً مغلقاً متشدداً في قواعد العيش وآلياته.

هنا، طفت فرص فساد وظَّفت طابع آلياتها في استغلال تلك الفئات والجماعات؛ مرةً بتشديد مركزية التنظيم وخضوعه المطلق للقائد المبجل ومرات أخرى بإيهام بالقدسية وإسقاطات التدين الزائف بمختلف المجموعات الدينية والمذهبية وسلطة عناصر مرجعية فيها.. فتلك التنظيمات المنحرفة يمكن أن تظهر بأية بيئة عقائدية بلا استثناء…

ولعل أمثلة جمع الأموال من ملايين الفقراء باصطناع مراقد وهمية تملك قدرات عجائبية استغلالا لبيئات بعينها دفع لتكاثر عناصر ممن يتجلبب بعباءات وأعمّة التخفي فشهدنا الاعتداءات الجنسية مستهدفةً ضحاياها من الأطفال والنساء ومن كل الفئات الهشة وسط تلك البيئة بلا رقيب ولا حسيب بخلفية الاحتماء بالمقدس الديني المزعوم وهراوته الروحية والنفسية بكل ما تثيره من رعب وهلع لفرض ابتزاز الضحايا؛ مثلما أيضاً فروض العادات والتقاليد والقبول المجتمعي العام بما يُلزم الضحايا بالصمت على ما يُرتكب بحقهم لأبعد من قضية الشعور بالعار!!


وسنرصد ونشهد على جرائم فساد من قبيل ما يخص بناء المباني والأراضي المخصصة للسكن وتوزيعها مروراً بعشرات أنماط الإجرام حد ما يصل إلى جرائم الاتجار بالبشر والأعضاء البشرية…

إنَّ أشكال المتعة (المرضية) وكل أشكال الفساد المالي، الجنسي، الإداري والسياسي هي بعض من عوالم الفاسدين ومناهجهم.. لتأتي الكارثة التي وسّعت تفشي الفساد بفجاجة عبر حكم طبقة كربتوقراط متلفعة بجلابيب التدين الزائف وأعمَّته كما أشرنا للتو؛ الأمر الذي مرَّر ويمرر أخطر أشكال التخريب والإفساد في مجتمعات جرى استلابها فكريا وحشوها بمنطق الخرافة والدجل لتعاني من الجهل والتخلف ومن ثمّ استفحال ما نشير إليه بنماذج عديدة منها على سبيل المثال نموذج عراقي يُعد مثاليا لمثل جرائم الفساد تلك التي وصلت نسبتها مستوى وضع البلاد على رأس أعلى عشر دول هي الأكثر فساداً!

فلنبدأ مشروعات تنظيم مهام مكافحة الفساد وبيئات ارتكابها لنصل إلى وسائل التصدي لما تسبب بها، من انحرافات وتشوهات لا تستقيم ومصالح الناس ولا صحيح عقائدهم وتطلعاتهم في بناء مجتمع مدني خال من آثار تلك المآسي كليا ونهائيا…

إشارات توضيحية مضافة للمعالجة في النص الأصلي الكامل

التساؤل لا يقف على أعتاب المجتمع بصورة تعميم هلامي يمر بلا مناقشة أو اعتراض يمكنه أن يتصدى للجريمة ولكن دعونا نتساءل هنا: في مجتمعاتنا التي نعرف طابعها البطرياركي الأبوي ومعاني الهرمية وتركيزها السلطة بين يدي أفراد يمارسون سلطة كلية شمولية لا تسمح بأي رد أو مناقشة: ما مصير الأطفال تحت سلطة عنفية قمعية تحتمي ليس بالتقاليد والعادات والقبول المجتمعي العام حسب وبالسلطة (الدينية) المدّعاة المزعومة التي تمرر استسلاما وخنوعا وقبولا لكل أشكال الاستغلال الجنسي وغيره والطفل لا حول له ولا قوة في إدراك ذاك العبث المفسد الخطير!؟ والنساء أيضا وسطوة منطق الوصاية والبلطجة والابتزاز أو تدجينهن على ما يسميه التواطؤ المجتمعي العام الفاسد (احترام التقاليد)! فأيّ احترام أو إقرار وقبول ذاك الذي يبرر للاتجار الجنسي مثلا بشرعنته بمنطق القبول العام بنماذج صيَّروها (عادات) أو أسقطوا عليها عصمة قدسية التدين كما بنماذج التزويج المؤقت لساعة او ليلة او ما شابه ذلك!!؟ وتلكم الجرائم يرتكبها أدعياء التأسلم (السياسي) أو من يدعي مسيحيته كاثوليكيا أو غيره أو ينسب نفسه للبوذية او الهندوسية أو أي تدين زائف آخر وسواء كان مجرد أحد أتباع تلك المجموعة ومعتقدها أم مرجعا أو وكيلا له فلطالما افتضحت تلك الجرائم ولطالما شهندنا كيف جرى الطمطمة أو التستر عليها لمجرد أنها تمس أعلى سلم هرم مجموعة دينية او أخرى وهي ليست سوى مستوى من مستويات ولادة كربتوقراط رجال الدين او طبقتهم الفاسدة التي تستغل المجتمع برمته بغطاء التدين إياهز..

فلنبدأ مشروعات تنظيم مهام مكافحة الفساد والإفساد ولندرس منهاجها ومن ثمَّ وسائل التصدي لكل تلك الجرائم بلا تردد أو تأخير من احتمال توظيفها العادات والتقاليد أو الديانات والمذاهب استغلالا لواقع مجتمع أو آخر وطابع ما يُفرض عليه من سمات وأوصاف… بلى لنوجد منظمات مكافحة جرائم الفساد بإمكانات شعبية الوجود، أممية القدرة فبالأساس ليست تلك الجرائم ومن يرتكبها من قيم مجتمعاتنا ومسيرتها المتمدنة! ولا هي من صحيح العقائد وتفتحها على وفق المنطق العقلي كما أخذته مجتمعاتنا الإنسانية عن متنوري الدعاة لتلك العقائد! بل هي من تشكيلات مغلقة كل من يدخلها يكون مساهماً فعليا في ارتكاب الجريمة بكل صورها وأنماطها

فتلك الجرائم إنما جاءت، حتماً، من أخْذِ قشور تلك الديانات وإحالتها إلى بضع قواعد و-أو أصول جامدة مقيتة بررت وتبرر للتشدد وسطوته ومن ثم فتحت وتفتح فرص الفساد ومنافذه لابتزاز من تريد من: أطفال ونساء.. وأوسع بكثير من ذلك شمول آثارها كل فئات الوجود البشري ومجتمعاته.. فهلا تداركنا الأمر عاجلا!؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة اليوم العالمي للعمال: جانب من آثار الحرب والسلام على ...
- ومضة في تشوهات المحاصصة ومخاطرها على البنيتين الفوقية والتحت ...
- ومضة في تساؤل: أين استراتيجية تحريك عجلة الاقتصاد ومنه الصنا ...
- عشرون سنة عجافاً من الكوارث والأزمات في العراق! ألا تكفي لإع ...
- تهنئة بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جم ...
- في العيد الـ 75 لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ومهامه ...
- زخة مطر تكشف مستور قصور الخدمات وإهمال المدن، وتعيد ملف المي ...
- تهنئة بالعيد التاسع والثمانين للحزب الشيوعي العراقي
- رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2023 من وحي واقع المسرح العرا ...
- معالجة موجزة في مخاطر منطق التلقين وضرورة التوجه الحداثي الم ...
- اليوم العالمي للمرأة بين تهنئتها باعتراف أممي بعيد لإنصافها ...
- اليوم العراقي للمسرح 24 شباط
- الشعب يرفض مسودة لائحة تنظيم المحتوى الرقمي لأنها منصة تفتح ...
- قانون انتخابات يجري إعداده بعيدا عن أصحاب المصلحة الحقيقية ل ...
- ثلاثي المال والسلطة والدين السياسي وبطلان مخرجات تحالفهم الك ...
- قرار المحكمة بحرمان مواطني كوردستان من مرتباتهم باطل دستوريا ...
- تفاقم أزمات فقراء العراق مع انهيارات وتذبذبات بسعر صرف الدول ...
- في اليوم الدولي للتعليم انهيار بمنظومة التعليم في العراق اشت ...
- احتفال الجماهير الرياضية بمنجز شعبي في إقامة بطولة الخليج ال ...
- في الحرب والسلام ومنابعهما ووسائل إنهاء ذرائع الحرب وتلبية أ ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الفساد وبعض ما تخفيه بيئاته ومؤسساته تحت أستار الشرعنة!؟