أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - هنيئاً لهم بتصالحهم مع بشّار الأسد!














المزيد.....

هنيئاً لهم بتصالحهم مع بشّار الأسد!


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 7600 - 2023 / 5 / 3 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مشهدٌ مسيّل للدموع بفعالية تفوق فعالية القنابل المخصّصة لهذا الغرض في قمع التظاهرات… فيا له من مشهد مؤثر فاقت عاطفيته ما أحرزته المسلسلات المصرية والتركية والهندية معاً! إنه مشهد الخطوات الجبّارة التي تجري على الساحة العربية، بل والإقليمية أيضاً إذ التحقت تركيا بتلك المسيرة، خطوات جبّارة وجسورة نحو التصالح مع نظام بشّار الأسد. أفليس من عظيم التأثير في عواطفنا الإنسانية أن نرى هؤلاء الحكام يتهافتون على زيارة دمشق وعلى دعوة جزّار الشعب السوري لزيارتهم؟
هذا وليس من الصدفة على الإطلاق أن يكون الحكم الرائد في مسيرة التصالح والمحبة المتبادلة مع النظام السوري هو ذاته الحكم الرائد في مسيرة «التطبيع» مع الدولة الصهيونية، بطل «اتفاقيات أبراهام» التي أريد من تسميتها تذكيرنا بأننا وبنيامين نتنياهو ومن لفّ لفّه جميعاً إخوة، أحفاد إسماعيل وإسحاق. فهذا الحكم رائد التصالح مع نظام آل الأسد لم يقطع أبداً شعرة معاوية في تعامله معه، وقد استقبل لديه، تماشياً مع تقاليد الضيافة عند العرب، بعض أفراد العائلة التي باتت تتحكم بشؤون سوريا منذ أكثر من نصف قرن. ثمّ انتظر حتى سنحت له الأجواء أن يبادر إلى جرّ سائر العرب إلى الوفاء لعادتهم في بوس اللحى ختاماً لأشد الخصومات.
بيد أن ثمة من اعترض المساعي التي تدفع بها دولة الإمارات المتحدة مدعومة من قِبَل الدولة المصرية شريكتها في نشر المحبة على وجه الأرض. فقد اعترض أحد جيران سوريا «الشقيقة» مسار التصالح مع حكمها بالاعتراض على الاستكمال الرسمي لذلك المسار بدعوة حكم دمشق للعودة إلى المشاركة في اجتماعات جامعة الدول العربية. أما السبب في ذلك فهو إصرار الجار على مطالبة الدولة السورية بالإيفاء بشرط أساسي. ولا تظنّن أن هذا الشرط هو إسقاط بشّار الأسد من السلطة ومحاكمته للجرائم المروّعة التي أشرف عليها ولتدمير بلده وتهجير أكثر من نصف سكانها، بينهم ما يناهز ربع السكان هاجروا إلى خارج الأراضي السورية. لا، فهذه أمور عادية في الجامعة العربية التي تضمّ بين أعضائها عدداً ملفتاً من الذين تلطّخت أياديهم بالدماء بحيث لا فضل لأحدهم على الآخر إلّا بعدد الضحايا.

بل إن الشرط الأساسي الذي بات يعترض مسار التصالح مع النظام السوري بات أخطر من كل ما ذكرنا في نظر بعض الحكام العرب: إنه تصدير المخدّرات، وهي تجارة تخصّص بها النظام السوري منذ عقود طويلة، أي منذ أن بسط يده على لبنان إثر تدخّله لسحق المقاومة الفلسطينية وحلفائها اللبنانيين في عام 1976، ثم فرض سيطرته على البلد حتى انسحبت قواته منه في عام 2005. وقد أشرف طيلة هذه المدة على زراعة المخدرات في لبنان وتهريبها بطريقة أشبه بنشاطات عصابات المافيا منها بسلوك جيش نظامي، حتى إن كان جيش احتلال. ولم يتغيّر في الأمر مع الزمن سوى طبيعة المخدّرات، إذ انتقل النظام السوري من الإشراف على تجارة الحشيش إلى تصنيع الكبتاغون (وهي إحدى التسميات التجارية لمادة الفينيثايلين الكيميائية) وتصديره إلى شتى أنحاء المنطقة، لاسيما المملكة السعودية. وإنها لحكاية تليق حقاً بأكثر قصص المافيا إثارة: نظامٌ يصدّر المخدّرات ويستخدم سلوكه الإجرامي هذا أداةً لابتزاز جيرانه كي يعيدوه إلى الحظيرة التي سبق أن طردوه منها.
هنيئاً لهم لتصالحهم مع بشّار الأسد وسربه من الذئاب. وليتهم حافظوا دوماً على علاقاتهم بنظامه ولم يتطفّلوا على الثورة السورية لاحتوائها من خلال تمويلهم للجماعات الدينية المتشدّدة. فقد خنقوا ما بدأ ثورةً ديمقراطية نابذة للطائفية، وغمروها بالعصابات الطائفية التي ضاهت عصابات النظام بحيث نجحوا في القضاء على الثورة السورية وإحلال صدام الهمجيات محلّها. إن الثورات هي أول من ينطبق عليهم القول المأثور: «أللهمّ أحمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيلٌ بهم» إذ إن لها أحياناً «أصدقاء» لا يقلّون خطراً عن الأعداء.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلمٌ سوداني
- المغزى من اقتتال العسكر في السودان
- تخبّط قيس سعيّد الاقتصادي وتبعاته
- الثورة السودانية أمام منعطف جديد
- قوة ديمقراطيتهم وضعف ديمقراطيتنا
- أمريكا والصين: «فرِّق تَسُد» أم «وفِّق تَسُد»؟
- أحلام فارقتنا وأحلام لن تفارقنا
- من دروس المحنة التونسية
- في المقارنة بين أفعال الصهاينة وأفعال النازيين
- بين الرعونة الروسية والعجرفة الأمريكية
- الاشتراكية والاستعمار والاستشراق
- أطلال مصر ازدادت في عهد السيسي
- سوريا والكارثة المستمرّة
- الصهيونية والفاشية ومستقبل فلسطين
- تحية إجلال ثانية لرئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة
- العراق ولعبة إلهاء الجماهير
- سنة جديدة في منطقة على كفّ عفريت!
- حان لذلك «الغضب الساطع» أن يصل!
- حكومة نتنياهو الجديدة وحقيقة الصهيونية
- تونس: «الشعب لا يريد تأييد النظام!»


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - هنيئاً لهم بتصالحهم مع بشّار الأسد!