أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد العرجوني - -إيقاف- الديالكتيك عند انتصارات مزعومة














المزيد.....


-إيقاف- الديالكتيك عند انتصارات مزعومة


محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)


الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 02:58
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


غالبا ما نصادف، على بعض المنصات الإلكترونية، واستنادا إلى ما يعتبر تجارب تاريخية، بعض المنشورات تشيد بما توصلت إليه إرادة الشعوب وطبقات البروليتاريا في تغلبها على الأسياد وعلى الباطرونا وعلى المستبدين وعلى المستعمرين الخ... وبطبيعة الحال، إيمانا منهم بغلبة الخير على الشر، وبانتصارات مهضومي الحقوق، تنتاب أصحاب هذه المنشورات نشوة لا تضاهيها اية نشوة، أمام جرد تلك الانتصارات، في ذكرى أول ماي/ آيار، وهم مقتنعين بالمادية الجدلية، والفكر الماركسي اللينيني والتروتسكي والجرامشي وهلم نسبة... اللذان بفضلهما  اقتنعت تلك الشعوب بضرورة النهوض لتحقيق تلك الانتصارات. فنتفاعل معهم بالإيجاب بدافع حب الخير وانتصاره على الشر، وحب الحرية والكرامة للإنسان المقهور.
لكن سرعان ما نضبط اندفاعنا ونسترجع هدوءنا ليتضح لنا أن هذا ما كنا نؤمن به ونعتقده في لحظة انبهار. وهو اعتقاد تغلب عليه عاطفة مؤدلجة. حيث كنا نتوقف عند "فكرة الانتصار"، وكأن ديناميكية الديالكتيك التي ابهرتنا في الستينات و السبعينات، توقفت من أجلنا لننعم بهذا "الانتصار" الذي أصبح مطلقا في أدمغتنا المحشوة بالتنظيرات الاشتراكية العلمية. وهكذا من غير وعي نسقط في المطلق الذي ترفضه "ماديتنا الجدلية المباركة". ومع ذلك استسغنا التوقف عند هذا الحد ونسينا أن الديالكتيك لا تقبل ذلك وإلا أصبحنا "سلفيين" في تفكيرنا أو على أصح تقدير، من مؤيدي نهاية التاريخ. لهذا، وفي لحظة تأمل، ربما سببها تقدم في العمر، أو جانب من بعض التجارب التاريخية المتجاهَلة، نعي  بكل وضوح بأننا اوقفناها بسبب انبهارنا المراهق، الذي يغمرنا بجهل اعتقدنا أننا حاربناه، الذي سرعان ما سقطنا في غياهبه، ظانين أن الآخر المتكون من : الأسياد والمستبدين، والمستعمرين، بكل أنواعهم قد هُزموا فعلا وانتصرت الطبقات المسحوقة فعلا، مستدلين بما تردده كتب التاريخ والفكر من "تنوير وثورات وتحرير" الخ...
أما الحقيقة، فهي عكس ذلك. فما نسميه انتصارا ما هو إلا لحظة تحول في المفاهيم والاستراتيجيات السياسية. وذلك ناتج عن جدلية الديالكتيك التي تعيدنا إلى حقيقة مفادها أن هناك تطور. فتطور بالفعل الأسياد والمستبدون والمستعمرون الخ... مستفيدين، هم خاصة من أخطاء الحركات التحررية "والثورات" ليبقوا تلك الشعوب المستضعفة تحت سيطرتهم الدائمة. فما زال السيد سيدا والعبد عبدا والمستبد مستبدا والمستغَل مستغَلا الخ... وذلك بمفهوم آخر وبمنطق يساير تسارع أحداث التاريخ. هكذا إذن تقلص الأمل هو أيضا، إلى يأس وألم. فهل تُعاد "النضالات" السيزيفية، ضد القوى المسيطرة التي تتقوى، وتعاد الحركات التحررية، علما أنها سوف تواجه حروبا بتقنيات جديدة وأكثر شراسة.
وفي نهاية المطاف، ومن جانب آخر، نصطدم أكثر حينما نعي بأن ما كنا نعتقده بانبهار مفرط، تنويرا أدى في بدايته إلى توعية نسبية للشعوب، أصبح ظلاما نتيجة "لتقدم" فوضوي على جميع المستويات، بدعوى حرية البحوث العلمية  والتكنولوجية، حرية اتضح أن من عبؤوا لها كل الأبواق، هم أولئك المستغِلين والمستبِدين والأسياد الذين اعتقدنا بسذاجتنا بأن الشعوب انتصرت عليهم في "ثورات وحركات بطولية واستشهادات... ".
فها هو الإنسان، أصبح يعيش عصر اللا إنسانية، وأصبح أكثر خنوع للعقل الاصطناعي، بل أصبح مهددا بالاندثار بسبب تقهقر تلك العلاقة البريئة التي كان يحافظ عليها مع الطبيعة، سواء في تعامله مع المجتمع أو حتى فيما يخص علاقته الحميمية التي أصبحت مهددة بنظرية" الجندرة". كل هذا في غياب فكر نقدي بناء يستلهم براديجماته من الإنسانية الحقة وليس من همجية الإنسان المستلب.
ا*+*+



#محمد_العرجوني (هاشتاغ)       Mohammed_El_Arjouni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الرأسمالية والاشتراكية


المزيد.....




- شون -ديدي- كومز يواجه ضحيتين أخريين في لائحة اتهامه
- ترامب يتحدث عن السبب في حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
- رئيس الوزراء العراقي يعلن القبض على قتلة المرجع الديني محمد ...
- معبر رفح: متى تخرج أول دفعة من الجرحى من غزة ومن سيدير المعب ...
- أول ظهور لتوأم باندا نادر في حديقة حيوان في برلين يثير إعجاب ...
- هل خطط المحافظين في ألمانيا بشأن الهجرة قانونية؟
- هل -يستعين- ميرتس بأصوات البديل مجددا؟
- استعدادات لفتح معبر رفح ونتنياهو يهدد باستئناف القتال مع حما ...
- إسرائيل تنفذ ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان وتقول إنها م ...
- -الويب تون-.. قصص مصورة نشأت في كوريا الجنوبية وتتطلع لغزو ا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد العرجوني - -إيقاف- الديالكتيك عند انتصارات مزعومة