عمر حمش
الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 22:43
المحور:
الادب والفن
كُنْ رصينا يا ولدي، ولا تتعجلْ، واكبح جماحَك المهرول، ولا تكن صاحبَ صهيل، فالصهيلُ للخيولِ العابرة، وما نحنُ سوى مقيمينَ في بلادٍ أقامت منذُ أمدٍ بعيد ..
ولا تُكن حمارا؛ فتنهق في بلادٍ ليس فيها حقُّ النهيق. النهيقُ يا ولدي لاًصحابِ القاماتِ، ونحن بقايا اضطرمت بفتاتِ رحيق ..
وإياك وآفةَ الكلام، فلسانُك طريقُ هلاك، والصمتُ منجاةٌ في بلادِ سادةِ الثرثرة ..
ولا تصمِتْ في حضرتهم، فقد يسيئون الظنَّ، وشياطين عسسهم ينبشون صدرَك، فينجلي أمرُك، وينكشف سترُك، ويرتفعُ غطاؤك ..
يا ولدي: إياك والحلم.
لا توغل فيه، وإذا ما سرحت غزالةُ وجدِك؛ اهرب هروب الفأر إلى أقرب جحرٍ يؤويك. ما الحلمُ إلا للكبار، وما نحن سوى ولدانٍ قاصرين ..
يا ولدي ونمْ كما كلّ النائمين، وإذا ما صحوتَ؛ خضّ رأسك، وانفض ما علق من ليلِك، ثمّ تثبت، وتمهل في خطوِك، واعلُ بهتافك؛ إذا ما هتفوا، وردّد أدعيتهم.
أمّا دعاؤك السّريّ فلا تطلقه، فهو بأجنحةٍ، تعرف طريق الله يا ولدي..
#عمر_حمش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟