شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7594 - 2023 / 4 / 27 - 00:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هي رسالة مطولة ......يوما" بعد يوم ,تزداد حدة الكلمات ,ويزداد معها الشعور بالتوتر والغضب,إزاء ما يجري , لم يكن بخاطري ولا في نيتي ,أن أكتب يوما" مثل هذه الكلمات,وأنا الذي عشت مع بداية عهدك متوسما" خيرا" ,متفائلا".أكتب عنك مقالات في صحف عدة من قلب صاف.. أتحدث مع الاخرين عنك بروح طيبة ومعنويات عالية, عن بدايات عهدك ,بكلمات ملؤها المحبة والتفاؤل, والامل بالقادم المتقدم والمتطور بكل شىء,, ليس نفاقا" او مجاملة , بل ايمانا" بأن القادم جميل مادام الرئيس شاب وقادم من بلاد متقدمة ومتطورة.. وهذا ليس لسان حالي انا فقط . بل وأنا متأكد بأنه كان لسان حال الغالبية من الشعب السوري............. لذلك أردت توجيه هذه الرسالة
رسالة من القلب الى سيادة الرئيس
نعم أقول الرئيس ،لانني أحترم جدا" هذا المنصب.. ولان اسمه منصب رئيس الجمهورية السورية , بغض النظر من هو الرئيس.. تماما" مثل علم البلاد الذي يرفرف فوق مدارسنا ومؤسساتنا ،فهو غير مرتبط برئيس او حكومة
أخاطب سيادتكم بمحبة وصدق وانا من الذين تابعوا السنوات الخمس الاولى في حينها ،من فترة حكم سيادتكم
أناشدكم بنفس الشعور والاحترام الذي وهبتنا اياه في حينها، واثناء جولاتك الشعبية الخاصة في مطاعم عين الفيجة وعند محلات العصير والحلويات في اكثر من محافظة.. في حينها
أخاطب فيكم الانسان الذي عاصر التحضر والتطور في اوروبا في حينها
ولازلت محتفظا" بموقف وصورة جميلة وحديث مباشر قبل استلامكم المنصب بأشهر معدودة. عندما كنتم تزورون معرضا" خاصا" على ارض مدينة معرض دمشق الدولي القديم.. لم تكن زيارة رسمية لافتتاح المعرض ولكن كانت زيارتكم شخصية لاحد العارضين في المعرض.. أكتب هذه التفاصيل حتى أصل الى اللحظات الجميلة في حينها ,والتي يجهلها الكثير من عامة الشعب السوري ..حين وقفت عند ستاف مؤلف من طالبات وطلاب جامعة كمكتب دخول.. حينها، وبكل تواضع ولطف طلبت الاذن بالدخول الى المعرض .. وكم كانت دهشة
وانبهار جميع الواقفين بسيادتكم بكل لطف واحترام.. ولا زلت اذكر كيف انك قمت بمداعبة هؤلاء الطلبة حين قلت لهم (( اذا لم تسمحوا لي بالدخول ,فسأرجع من حيث أتيت)).. اتذكر ذلك . وأذكر أنك لم تسمح لاحد بالتقاط الصور ..تلك اللحظات كانت صادقة بكل المقاييس في حينها
سيادة الرئيس تعلمون جيدا" أننا راحلون عن هذه الدنيا ولابد أنك راحل
تعلمون تماما" , أنه مهما عمرنا وأشدنا, من مزارع وفلل وقصور. ومهما كبرنا وتقدمنا بالسن فإننا الى زوال ،ولابد أنك زائل
12 عام, وغالبية الشعب السوري.. لا تنام من شدة القهر والعذاب النفسي و كتل الهموم والتفكير بكل شىء. وبالغد المجهول من فقدان للكرامة، والفقر , والتعاسة اليومية ،اضافة الى انعدام توفر الحاجات الاساسية للمعيشة. وأهمها الكهرباء..والغلاء والبطالة وانحدار منظومة الاخلاق في المجتمع ثم تصحو مذلولة بحالة نفسية بشعة على واقع مؤلم . بل هو كابوس يومي يعيشه المواطن السوري بكل فئاته.
كنت اتمنى, ان تكون لديكم ذات المحبة والشجاعة واللطف للشعب السوري ,وتقتدون بالرئيس المصري الراحل حسني مبارك ,عندما تنحى عن الحكم من أجل ضمان سلامة مصر وأمان شعبها وقوة جيشها.. وهاهي مصر الان. وقد أبدلت ثلاثة من الرؤساء ،، هاهي مصر العظيمة تتمتع بالسيادة والحصانة والتقدم والتطور.. لم يمت الشعب المصري من بعد مبارك ، ولم يهان ولم يجوع بعد رحيل الرؤساء... لقد تابع الشعب المصري الشقيق حياته الى الافضل.. وبقيت ذكرى تنحيه طيبة وعطرة في قلوب وعقول المصريين.. الى الان، بل وأقيمت له جنازة شعبية ورسمية مهيبة على ارض وطنه ...نعم ان بادرة تنحيه قد محت وغفرت الكثير من الاشياء والاخطاء التي تم ارتكابها طيلة ال 30 عاما"..لانها مبادرة طيبة واصيلة حفظت الارض والشعب والجيش والمؤسسات.. هذه البادرة منعت دخول اي اجنبي الى ارض مصر.
كنت اتمنى ان تكون لديكم ذات التضحية والرقي والسمو وتقتدون بالرئيس زين العابدين بن علي.. عندما غادر الكرسي( لا يهم هاربا" متخفيا" فارا") المهم انه غادر وجنب البلد
والشعب التونسي, الخراب والدمار والقتل العشوائي. مهما عظمت أخطاء الرئيس بن علي اثناء حكمه ... جاءت مبادرة مغادرته لكرس الحكم وغفرت له ذلك . وهاهو الشعب التونسي ... أيضا" استبدل ثلاثة رؤساء...وهاهو الشعب التونسي.. وهو الذي بدأ شرارة الربيع العربي، من سيدي بوزيد يعيش كما تعيش باقي الشعوب ولم يمت ويتابع حياته، وايضا لازالت فئة كبيرة من الشعب التونسي، تحتفظ له بهذه البادرة الطيبة والشجاعة
نعم الشجاعة والسمو والارتقاء ,الى مستوى المسؤولية, يحتم على المرء المسؤول في ان يحتفظ بحب واحترام الاخرين ويغتنم الفرصة السانحة ولو على حساب الكرسي...وانتم تعلمون جيدا ,,انها لو دامت لغيرك لما وصلت اليك...
سيادة الرئيس
هل تنتظرون.. ان تكون لكم نهاية حزينة مؤسفة بشعة ، كالتي نالها الرئيس الليبي معمر القذافي .. ام تنتظرون ختام حكمكم كنهاية علي عبدالله صالح .. ام تنتظرون نهاية مماثلة للرئيس تشاوشيسكو دكتاتور رومانيا عندما الشعب الروماني بسحل جثته هو وزوجته في شوارع بخارست .او نهاية قاسية كالتي انتهى اليها صدام حسين....كل هذا لماذا؟؟ من أجل كرسي زائل لامحالة. من اجل حفنة فلوس. أم من أجل قصر كبير فخم وعالي..وانتم تعلمون..أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ( صدق الله العظيم).
.سيادة الرئيس
هذه حقائق. قد لا تسمعها من المحيطين بكم ..لانهم أساتذة بالنفاق .. واساتذة بالخداع.. والهم الاول والاخير لديهم هو مصالحهم الشخصية .. ودروس التاريخ وعبره علمتنا ذلك .واي موجة حكم قادمة غيركم سوف يركبون..
السيد الرئيس
22 عاما" هي كافية تماما" للجلوس على كرسي السلطة. فترة لم ينالها أي رئيس اوروبي, او امريكي
22 عاما" أعطيت كل ما عندك.. وأفرغت كل مافي جعبتك. من خير وشر.؟؟
. .. حفظا" وحفاظا" على هيبة وسمعة منصب الرئاسة في سوريا ..
وحفظا" وحفاظا" على حياة الشعب السوري وعلى البقية الباقية من كرامة الشعب السوري وحفظ ماء وجه الشعب السوري ...كفى..أسألك الرحيلا...
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟