اين يذهب الناجحون وهل نجحت الدولة الفلسطينية في الاستثمار؟

سمير دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هناك مؤشرات خطيرة على فشل الدولة الفلسطينية في اكتساب الحق في الحرية من الاحتلال قبل انهاء الاحتلال نتيجة التركيز على امور تافه وترك المركزية منها، وهو انها فشلت في استثمار العقول الشبابية منذ وقت مبكر وايضا فشلت في صنع استثمار في كافة المجالات، ولولا الايدي العاملة في الداخل المحتل لما بقيت او صمدت اشهر.
المتتبع لحالة القرى والبلدات الفلسطينية يجد انها كلها وبنسبة عالية جدا تخلوا من الاستثمار الصناعي او الاقتصادي او حتى الزراعي وهو فقط في نطاق المقبول، ويعمل الناس على القطاع الزراعي بنسبة عالية جدا فقط لسد جزء من حاجاتهم الشخصية والتي لا تتعدى اسوار البيت الريفي.
فلسطين تتربع على مستوى الدول العربية في نسبة المتعلمين، اذ هناك وعلى الرغم من الرسوم العالية والتكلفة الباهضة الاف في كل التخصصات يعانون من البطالة وهو ايضا مؤشر خطير على عدم اكتراث الدولة على فتح مجالات لاستيعاب هؤلاء، بل ان النقابات تتجه ومنذ سنوات الى ابعاد الخريجين عن التخصص الذي تعمل به النقابة والزج بهم الى تخصصات اخرى او قطاع البطالة. وسببه عدم فتح افاق تطويرية من الجميع بلا استثناء.
وجود الاحتلال هو الازمة الحقيقية ولكن لا يمكن ان يشكل السبب الكامل وراء غياب الاستثمار الحقيقي القادر على تعزيز الاقتصاد، فالناظر الى الاراضي الزراعية في القرى والبلدات يجد انها خالية من الاستثمار وانها فقط متروكة وتنشط لاغراض البيع في قطاع العقارات.
حتى على مستوى الحكومة اصبحت تنتهج خطط لطرد الموظفين والتقليل منهم الى ابعد الحدود وهو ايضا مؤشر حرصت الدولة على تجنبه واستقبال المجندين في الوظيفة المدنية والعسكرية بعيدا عن سوق العمل في الداخل المحتل.
حتى العمال في الداخل المحتل يعانون الكثير من طرق واجراءات الاحتلال ومن سوء العمل هناك من حيث التنقل اليومي او التقطع نتيجة غياب الاذونات او صعوبتها للدخول الى الاراضي المحتلة هناك، ويعانون الكثير والكثير.
بالتالي فان النخبة من الناجحين في الثانوية العامة وفيما بعد في الجامعات مصيرها اما الهجرة او البطالة او قطاع العمل في الداخل المحتل. وهو ليس مستحيل ان يتم عمل اتثمارات يمكنها ان تعمل تحت الاحتلال وتكون مقوم اساسي لتحرير فسطين بدل الاستيراد من الخارج او السوق الصهيونية.
المطلوب استفاقه تتعدى مكتب المسؤول هنا وهناك وان يخلعوا من رؤوسهم مستقبل ابناءهم وان يزرعوا بدلا منه مستقبل فلسطين وشعبها وان يتجهوا الى تعزيز مكانة المواطن وتوفير حياة كريمة تليق بمقدراته وكرامته ونضاله.

#سمير_دويكات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات