سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7589 - 2023 / 4 / 22 - 10:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يکن إسقاط النظام الملکي في إيران مجرد حدث عادي بل إنه جسد حقيقة موقف رفض شعبي للقمع والاستبداد والظلم الذي ساد على مر قرابة 50 عاما، وإن إسقاطه وإن کان قد مهد لولادة عصر جديد، لکن التيار الديني الرجعي في الثورة الايراني بقيادة خميني، لأسباب وظروف وعوامل مختلفة، قد قام بسرقة الثورة من أصحابها وحرف مسارها الانساني التقدمي وبالتالي الوقوف مٶقتا کعقبة بوجه ولادة ذلك العصر.
لکن ومع إتضاح المعدن الردئ للنظام الديني وإنکشاف جوهره القرووسطائي الردئ، ولاسيما بعد معرفة عدائه وکراهيته المفرطين للمرأة، فإن الشعب الايراني عاد مرة أخرى من أجل إکمال مسيرته بالنضال ضد الدکتاتورية تحت غطاء الدين، لکن الذي يجب ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار والاهمية هو إن الرفض والمواجهة الشعبية للدکتاتورية الملکية ومن بعدها الدکتاتورية قد کان له مايمکن وصفه بالمحرك والداينمو المحفز للشعب کي يواصل نضاله ومواجهته للدکتاتوريتين المذکورتين.
الدور الرئيسي والمشهود له لمنظمة مجاهدي خلق في التمهيد لعملية إسقاط النظام الملکي وتقديم هذه المنظمة قائمة طويلة من الشهداء بحيث شملت نخبتها القيادية، لکن ذلك لم يتسبب في ثني المنظمة عن مواصلة نضالها بل وإن ذلك قد زاد من دورها وحتى ضاعف في شعبيتها بحيث إن ذلك ماساهم بالتعجيل بإسقاط النظام.
وخلال عهد نظام ولاية الفقيه، کان من الطبيعي والمنتظر حدوث مواجهة بين هذا النظام وبين منظمة مجاهدي خلق وبصورة أکثر عنفا ودموية من السابق ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاهمية والاعتبار مجزرة آلاف السجناء السياسيين في صيف عام 1988، والتي إرتکبها هذا النظام علما بأن أکثر من 90% من هٶلاء السجناء کانوا أعضاء في منظمة مجاهدي خلق، وإن الدور الحيوي والفعال الذي لعبته وتلعبه في رفض ومواجهة النظام وکونها لولب ومحور معظم الانتفاضات المندلعة بوجهه، أکد بأن الخط والمسار النضالي للمنظمة مستمر على قدم وساق ولن يتوقف حتى إلحاق العمامة بالتاج.
مايثير السخرية والاستهزاء، إنه وبعد 4 عقود من الدور النضالي والتعبوي لمجاهدي خلق في قيادة نضال الشعب الايراني، وصيروتها حرکة معارضة وطنية أصيلة في قيادة النضال الشعبي من أجل مواجهة الدکتاتورية، فإن السعي لإبراز رضا بهلوي، أبن الشاه المقبور کوجه معارض للنظام وکبديل له، وماقام ويقوم به من الادلاء بتصريحات ضد مجاهدي خلق ودورها النضالي، لايدل إلا على حقيقة واحدة وهي مد يد العون والمساعدة للنظام الديني الدکتاتوري في مواجهته وصراعه مع مجاهدي خلق، ذلك إن هدا الوجه الکريه ليس بإمکانه أن يخدع أحد وإنه مجرد طرف مزيف وطارئ على الساحة الايرانية ويحاول عبثا ومن دون نتيجة أن يأخذ مکان ودور مجاهدي خلق، وذلك هو المستحيل لأن تأريخا تم صناعته بالدم لايمکن محوه والتأثير عليه بالاکاذيب والخدع.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟