أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي الغزي - العقل الجمعي والنزعة الفضائحية














المزيد.....

العقل الجمعي والنزعة الفضائحية


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 7587 - 2023 / 4 / 20 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العقل الجمعي: هو طريقة أو أسلوب في التفكير والسلوك الجمعي الغير منتظم في سياقاته الطبيعية لمجموعة من الناس، وهو اقرب الى سلوك القطيع, الذي يعمل بفعل الإحساس المباشر بالعواطف والانفعالات الوجدانية والتأثير والتأثر في الظواهر الاجتماعية بوعي أو بغير وعي.
والفكرة الأساسية التي يقوم عليها العقل الجمعي هي ان قوى التفكير والقرارات يتم اتخاذها من قبل المجتمع نيابة عن الفرد داخل المجموعة. ويحدث ذلك خلال تأثير الثقافة المجتمعية ووسائل الاعلام على عقل المجتمع الغير منظم. وبهذه الفكرة تحدث عدوى الوباء العقلي فيعتقد الفرد المنتمي الى المجموعة بانه مشابه للأخرين من حوله فتغلب عليه سلوكيات التقليد حتى يبدأ بالإيمان بها نتيجة ايمان الاخرين بذات السلوك.

أما بالنسبة للنزعة الفضائحية: فهي الرغبة في البحث والتحدث عن المعلومات والأحداث التي تنطوي على كل ما يتعلق بالفضائح والإحراج والخجل أو الشعور بالذنب أو التقصير في السلوك الأخلاقي. وقد تزايدت هذه النزعة في السنوات الأخيرة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الرقمية الحديثة التي تجعل من السهل تصيد المشاهد المثيرة وتسريبها أو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) على أنها فضائح للتشهير بالآخرين، وهو سلوك غير أخلاقي ويمثل انتهاكاً لخصوصية الآخرين ويتسبب في الإضرار بسمعتهم وحياتهم الشخصية. وهذه السلوكيات تعكس ضحالة ورثاثة عقول هؤلاء المتصيدين ثقافيا وذهنياً.

ويعزى أصحاب النزعة الفضائحية إلى دوافع نفسية وعقد اجتماعية، منها الرغبة في الانتقام أو من اجل الابتزاز او استقطاب الاهتمام, لغرض الشهرة والانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي، والرغبة في إثبات النقص في الآخرين بدون تحفظ، ويقودهم الفضول والتشويق والرغبة في الحصول على المعلومات الجديدة والمثيرة. وتعتبر النزعة الفضائحية تحديًا للأخلاق والقيم الاجتماعية التي تدعو إلى الاحتفاظ بخصوصية الأفراد واحترام حقوقهم.

ويمكن أن تسفر النزعة الفضائحية عن آثار سلبية على المجتمع، حيث يمكن أن تؤدي إلى التشويش على الحقائق والتضليل والإفساد الأخلاقي. كما يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بسمعة الأفراد والمؤسسات، وزيادة القلق والتوتر والضغط النفسي لديهم.
ومن الممكن أن يتعرض العقل الجمعي للتأثير السلبي للنزعة الفضائحية، حيث يمكن أن يؤدي الاهتمام المفرط بتصيد المشاهد المثيرة والأخبار المفبركة والمعلومات المفتعلة والمحرجة إلى إنشاء مجتمع يركز على السلوكيات السلبية ويغفل عن الجوانب الإيجابية للحياة الاجتماعية. وبالتالي قد يؤدي هذا التأثير إلى زيادة القلق والتوتر وتدهور الصحة النفسية للأفراد والمجتمع بأكمله.

ويعتبر مفهوم العقل الجمعي عند المفكر والفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي "دوركايم", يعتبر العقل الجمعي خارج عقول الأفراد، ويمارس نوعاً من الهيمنة أو السلطة عليهم من خلال العادات والتقاليد والأعراف و أنماط العيش و التفاعل و التواصل بين أفراد المجتمع"

كما يعتمد العقل الجمعي على مجموعة من العلاقات الاجتماعية التي تشكل شبكة مترابطة من التفاعلات بين الأفراد والمجموعات المختلفة. وهذه العلاقات تسهم في بناء الهوية الجماعية والقيم والأفكار الروحية والمعتقدات والتوجهات والمصالح الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية المشبعة بالنفاق والكذب والتزلف والوعي الديني النفعي.

ويمكن أن يكون للعلاقات الاجتماعية أثر كبير على تصورات الأفراد وسلوكياتهم واختياراتهم وتفكيرهم السلبي على صحتهم النفسية والجسدية. عندما يتم توظيف هذه العلاقات المجتمعية الى نزعات فضائحية تصبح النزعة نوع من التنمر العدائي, تبحث عن فضح الاخرين ونشر غسيلهم بوصفها عيوب ومثالب، وهذه تدعو الى تراجع الحس الإنساني وتشويه جودة الحياة, وعدم التفكير في ضحايا التنمر والنفاق الاجتماعي الذي يؤدي إلى عدم الاعتراف بخصوصية الفرد وبحقوقه وحرياته الأساسية. وتدمير سمعة الاخرين بادعاء الطهارة والاستقامة. وهذه النزعة تعكس صورة المجتمع المعاق الذي يعاني من تصدعات في قشرته الثقافية والتخلف الاجتماعي والتأخر الإنساني والتاريخي.



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الاحزاب على النظام السياسي
- الثقافة السائبة
- النزعة القبلية وسلطة الدولة
- عملة جديدة تحد من هيمنة الدولار الأمريكي
- المصداقية السياسية
- الاستراتيجية التنظيمية للأحزاب
- التخلف السياسي في المشهد السياسي العراقي
- الشعبوية السياسية وتداعياتها الاجتماعية
- لماذا تنتظر السعودية النجف في التطبيع مع اسرائيل؟
- الهوية الصناعية الإماراتية .. والهوية الصناعية العراقية
- فشل الادارة وتراكم الاخطاء
- الناصرية فوضى متصاعدة وغياب الامن
- رسالة الى حكومة ذي قار الجديدة
- البعد الاصلاحي في فكر الشهيد الصدر الثاني (رض)
- ضعف المنظومة الأمنية ... وغياب الرؤية الاستراتيجية
- المالكي والنجيفي والمطلك تحالفات الاضداد
- زيارة اوغلو الى كركوك تكشف عن هشاشة السلطة وغياب الدولة
- السياسة بين الفضيلة والرذيلة
- تعقيدات المشهد السياسي العراقي
- الاسرة وحدة إجتماعية مهمة في البناء الحضاري للمجتمع


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي الغزي - العقل الجمعي والنزعة الفضائحية