في الذكرى الواحد والاربعين لاستشهاد المهدي بنبركة3

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 11:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

واحد وأربعون سنة مضت على غياب عريس الشهداء المهدي بن بركة• و هي مدة لم ينل طولها النسبي من قدرة شخصيته القوية على الحضور الرمزي في ذاكرة النضال التقدمي بالوطن العربي, و فرض نفسها كعلامة بارزة في المشهد السياسي المعاصر لبلادنا, على العكس من ذلك , تذكي مختلف اللقاءات والتجمعات التي تنظم سنويا بمناسبة ذكرى غيابه, لوعة الحضور الرمزي الكبير لشخصية المهدي لدى معظم تشاكيل الطيف السياسي التقدمي العربي وغيره , بل شرائح مختلفة من المجتمع المغربي .

الى ذلك , بحلول الساعة العاشرة من صباح اليوم الموالي ,شرعت بوابة الطابق الأرضي للبناية , تمتص بهدوء , أجساد شباب ونساء من كل الأعمار , جيل يشكل القوة الضاربة , والقاعدة الصلبة لمركزية نقابية عتيدة محسوبة على التيار التقدمي بالمغرب .
مناضلوا ومناضلات هذه النقابة العتيدة , والمتعاطفين مع نهجها اللايهادن في المواجهة وإدارة الحوار مع السلطة وأرباب المقاولات ,من اجل كرامة العامل وحقوقه, باتوا مقتنعين بجدوى أسلوب مركزيتهم , كما أن معظم قادتها من المؤسسين , متمرسين, وخبروا سجون النظام ومعتقلاته السرية والعلنية, ومنهم جيل جديد من شباب الجامعة , خبروا أساليب السلطة , كما أدوا بدورهم فواتير باهضة حيال نهجهم الثوري ,استخلصها النظام من حياتهم وحياة أسرهم , ذلك ان العديد من هؤلاء يحكون تفاصيل اسم فرد من عائلتهم الكبيرة والصغيرة خرج ذات يوم , ولم تعد, لا لشيء سوى أنه قال"
" نريد الكرامة, والخبز... نريد الحرية."
سحنات الداخلين والخارجين اغلبها تنتمي الى قطاع التعليم بمختلف أسلاكه, بما في ذلك الأعوان وحراس ليل المؤسسات التعليمية نساء ورجالا. اشباح شرعت , للتو تسبح في غلاف معتم من السكينة والترقب والهدوء. الكراسي البيضاء البلاستيكية لخفتها وسهولة تحريكها لا تستقر على حال, إذ يكفي أن يقوم احدهم للترحيب بوافد جديد ,او الترحيب بوافدة جديدة وتوفير مقعد لمناضلة أخرى , ليجد مقعده سحب منه, ورغم أن الكل أصبح مقتنعا, بان الاحتجاج في مثل هذه الحالات غير مجد , تراه يسارع بمرونة واريحية , الى جلب كرسي آخر..هكذا هو صراع المواقع أو الكراسي .
في تزامن تاريخي , يبدو تاريخ الصحافة الاتحادية منذ تأسيسها الى الآن " مجموعة من المحن والاحتراقات , تتمثل أساسا في المحاكمات، والرقابة القبلية ,والحجز والمصادرة، والتضييق على محرريها والعاملين في مرافقها.
وحسب أدبيات الحزب المتعاطف مع هذه النقابة فهي " محنة مفتعلة وغير مقنعة , لم تأت من قضاء منصف، بل من شطط واضح في استعمال السلطة، وسم مرحلة دينامية من تاريخ الوطن. وذلك نظرا لمواقف صحافة الاتحاد الجريئة, ومساندتها لتظلمات المستضعفين, وفضحها للفساد والظلم • والمتأمل لصيرورة تاريخ حزب الاتحاد الاشتراكي , أو النقابة التي تحظى بتعاطفه , يجده حافلا بالمحاكمات, والمنع والحجز، فمن جريدة "التحرير" و"المحرر" الى "ليبراسيون" و"الاتحاد الاشتراكي" و"الأهداف" و"فلسطين"•، وبعد مضي أكثر من اربعين سنة من النضال والصمود، أصبح الإعلام الاتحادي" مدرسة يتخرج منها العشرات من الصحافيين المشهود لهم بالكفاءة والقدرة على العطاء في مجال الإعلام الصحفي المغربي"•
آه , ذاك عهد مضى وانقرض"
خاطبت نفسي بصوت مسموع وتابعت :
"كنا نتحوط حوش بناية مهترئة من غرفتين وحمام مهجور بالمدينة العتيقة تازة العليا,وهو فرع الحزب بالمدينة, كنا نقايض أرصدة معرفية تفتقد التحليل الرزين ,لكنها تعج بمصطلحات ومفاهيم مربكة ,نستمدها من الاشتراكية فكرا منهجا وسلوكا , كانت معظم سجالاتي تتسم بحساسية مبهمة, ويهيمن عليها الانفعال بإفراط وتفريط...أتشي كيفارا الذي مات كقاطع طريق...ماركس ظاهرة القرن...مالعمل ؟ المنعطف ...والمناضل التقدمي الفذ المهدي بن بركة والمصير المجهول
.عزيز باكوش.3












نتيجة للمتاعب والمضايقات والتعسفات التي تعرض لها أيام المقاومة، وقد اضطرته هذه العملية لملازمة الفراش مدة أكثر من سنة، ونظرا للخطر الذي كان يهدده، طلب المحامون بالسراح المؤقت لصالحه، أو على الأقل، توفير شروط ملائمة لحالته الصحية في السجن• ونظرا لهذه الحالة نقل الى مستشفى السجن من أجل إجرائه بعض الفحوص الطبية، وبعد الفحوصات أعيد إلى زنزانة خاصة أعدت له في السجن المدني بالرباط•
وبتاريخ 1959/12/24 بدأ استنطاق الأخوين، كما أن العديد من المحامين التحقوا بهيأة الدفاع من الشرق والغرب، حيث تم تسجيل أزيد من 24 محاميا تطوعوا للدفاع عن الأخوين، ومنهم محامون من لبنان ومصر والعراق والأردن•• الكل تطوع للدفاع، ثم هناك أزيد من 1500 طالب عربي، وقعوا، نيابة عن الطلاب العرب، عريضة احتجاجا على توقيف جريدة "التحرير" واعتقال مديرها ورئىس تحريرها، وأثناء استنطاق المدير المسؤول يوم 24 دجنبر 1959 وجهت له أربعة تهم خطيرة تشكل أخطر تهم وجهت إلى مواطن في هذه البلاد، وأن من بين العقوبات التي تستوجبها الحكم بالإعدام•

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات