أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - من يتحمل مسؤولية أحداث ومآسي وآلام الشعب العراقي














المزيد.....

من يتحمل مسؤولية أحداث ومآسي وآلام الشعب العراقي


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحدث في التاريخ القديم والحديث مثل ما يحدث الآن في العراق من جرائم ومآسي وتعاسة جردت المجتمع العراقي من إنسانيته ويصبح وحش مفترس يمارس العنف المفرط والقتل ببرودة أعصاب وكأنه يمارس عمل يقوم بإنجازه وأصبح يقتل الزوجة شريكة حياته وأبنائه فلذات كبده وأمه الحنون والأب الشفيق العطوف والأخ الشقيق والصديق الحميم .. من يلاحظ الحيوانات تدافع عن أطفالها وتستميت من أجلهم والإنسان في العراق يدفعه هروبه من الحياة والواقع المؤلم التي أغلقت أبوابها أمامه إلى قتل أفراد عائلته لأنه أصبح عاجزاً عن توفير لقمة العيش لهم .. إنه الفقر الذي قال عنه صوت العدالة الإنسانية ونصير الفقراء والجياع والمظلومين الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) : (لو كان الفقر رجلاً لقتلته) ويقول عنه الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري : (أينما ذهب الفقر قال الكفر له خذني معك) ويقول أيضاً (أعجب لإنسان يذهب إلى بيته ولم يجد فيه رغيف خبز ولم يخرج من بيته شاهراً سيفه) .. إن المسؤولية تتحملها الحكومات السابقة التي أفرزت ظاهرة الفقر في العراق واستناداً إلى دراسة أجرتها وزارة التخطيط العراقية وبالتعاون مع البنك الدولي في النصف الثاني من عام/ 2020.
إن نسبة الفقر في العراق قد بلغت (8,24%) وهذا يعني أن نحو عشرة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر وما تزال المحافظات الجنوبية الشيعية تتصدر معدلات الفقر وفي مقدمتها محافظة المثنى بنسبة 52% تليها محافظة الديوانية 49% ثم محافظة ذي قار 48% وفي محافظة البصرة 30% ووصلت نسبة الفقر إلى 40% كمعدل عام في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى بحكم تأثيرها بظروف احتلال داعش لتلك المدن والحرب وما نتج عنها من تهجير وخراب وقد وصلت نسبة الفقر في محافظات الوسط إلى 20% وكانت النجف وكربلاء الأكثر سوءً وقسوة وتضرراً مما أدت إلى انفجار الانتفاضة التشرينية في المدن الشيعية الجنوبية والوسطى التي تعتبر المدن المحتشدة والجماهيرية للأحزاب والكتل السياسية الشيعية التي تمثل الآن الإطار التنسيقي للبيت الشيعي وهذا يعني أن المدن الشيعية هي التي انفجرت فيها الانتفاضة ضد الحكم الذي كان قائماً تحت سلطة الأحزاب والكتل السياسية الذي استمر عشرون عاماً وفق قاعدة المحاصصة الطائفية والتوافقية التي أفرزت الفساد الإداري وانفلات السلاح واقتصاد ريعي وبطالة مكشوفة ومقنعة أدت إلى الفقر والجوع وتدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) فأصبح البيت متسيب ومنفلت بسبب تفكك العائلة بسبب الفقر والجوع وتفشي ظاهرة المخدرات والعنف الأسري والانتحار وأصبحت المدرسة لا تربية ولا تعليم بسبب قيام الجامعات بتخرج وجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة أما سلطة الحكم فقد تسرب وتفشى فيها الفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية مما أدى إلى تنفيذ أحد مطاليب الانتفاضة (الانتخابات المبكرة) التي كانت نتائجها خسارة الأحزاب والكتل السياسية وفوز قوى الإصلاح والتغيير بسبب اعتكاف وامتناع مدن الوسط والجنوب الشيعية لعدم منح أصواتها للأحزاب والكتل السياسية وهذا يعني أن النظام السابق المحاصصي الطائفي قد وصل إلى حالة الخسارة والاستقصاء ولم يعد بالإمكان إصلاحه فلابد من الإصلاح والتغيير الشامل في نظام الحكم وإن التغيير تعتبر عملية ديناميكية وواقعية وليست عملية ميكانيكية ولا تمثل رغبات ولا إرادات سوى رغبات وإرادات الشعب ومن هنا فإن الإصلاح والتغيير لا يمكن تجاوزهما خارج محددات الواقع الموضوعي الذي يتطلب تغيير موازين القوى والتحول من حالة التوافق إلى الأغلبية الدستورية التي تشكل العامل الأساسي في إنهاء التوافقية والمحاصصة الطائفية وتمهد الطريق لبناء دولة المواطنة والقيام بحملة من الإصلاحات الجذرية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي توفر للشعب العراقي الأمن والاستقرار والحياة السعيدة والمستقبل الأفضل.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترام المعلم واجب مقدس ()
- بمناسبة ذكرى تأسيس اتحاد الطلبة العام في العراق عام/ 1948
- مفهوم التنمية (2)
- بعد عشرون عاماً من حكم الأحزاب والكتل السياسية
- دور الإحصاء والتخطيط في إصلاح الاقتصاد العراقي (2)
- الاحتلال الأمريكي للعراق في 9/4/2003
- على المسؤولين في الدولة المشاهدة والاستماع إلى وسائل الإعلام ...
- إن التأخر في إنجاز الإيجابيات تؤدي إلى إفراز السلبيات (2)
- تكلفوا تعرفوا المرء مخبوءٌ تحت لسانه
- التغييرات الاجتماعية بين الجديد والقديم
- أهمية الإصلاح للاقتصاد العراقي ضرورة واجبة وملحة
- قانون سانت ليغو ومعنى الديمقراطية الصحيحة
- ما هي العلاقة بين الفساد الإداري والمال السياسي ؟
- تعويض المنسحبون في الانتخابات يجب أن يكون من خلال انتخابات ج ...
- ظاهرة البطالة جزء من المشكلة العراقية (2)
- ضعف الدعم للتعليم يهدد الأسس التربوية في العراق (2)
- على بوتين أن يعلم أن الخطأ لا يحل بالخطأ وينسحب من أوكرانيا ...
- الشعب هو القوى المحركة في التاريخ نحو التقدم والتطور (2)
- الواقع التربوي في العراق بعد عشرين سنة من حكم الأحزاب والكتل ...
- ذكرى مرور عشرون عاماً من محنة الإرهاب إلى مصيبة الفساد


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - من يتحمل مسؤولية أحداث ومآسي وآلام الشعب العراقي