شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 16:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من خلال الحلقات الست السابقة أوضحنا بأن حزب البعث هو حزب قومي ينكر ويتجاهل تماما" القوميات الاخرى المكونة لنسيج الشعب السوري . بل وزرع في عقول عموم الشعب السوري بأن هذه الاقليات انما تسعى للانفصال والتقسيم وهي مجرد ادعاءات واهية وكاذبة وهو اي حزب البعث يدعي العلمانية ، بينما كل تعاملة مع الاسلام السياسي المتشدد لغايات واهداف قد يعلمها البعض والبعض الاخر يجهلها .. وهو حزب حسب ما جاء في المنطلقات النظرية بأنه يدعو إلى الانقلاب الشامل في المفاهيم والقيم العربية لصهرها وتحويلها إلى التوجه الاشتراكي، شعاره المعلن (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) وهي رسالة الحزب، أما أهدافه فتتمثل في الوحدة والحرية والاشتراكية... في هذه الحلقة سنتكلم عن البعث وجذوره الفكرية والعقائدية.. والتي تحولت الى كارثة بكل معنى الكلمة وانصبت هذه الكارثة على رأس الشعبين السوري والعراقي وعلى كافة القوميات الاخرى في هاتين الدولتين . فيما يتعلق بالبحث عن .الجذور الفكرية والعقائدية نكتشف التالي :
1ـ يعتمد الحزب على الفكر القومي الذي ظهر وبرز بعد سقوط الدولة العثمانية في العالم العربي والذي نادت به أوروبا، والذي نادى به منظَّر القومية العربية في العالم العربي آنذاك ساطع الحصري.
2ـ يعتمد الحزب على الفكر العلماني إذ ينحي مسألة العقيدة الدينية جانباً ولا يقيم لها أي وزن سواء على صعيد الفكر الحزبي أو على صعيد الانتساب إلى الحزب أو على صعيد التطبيق العملي.
3ـ يستلهم الحزب تصوراته من الفكر الاشتراكي ويترسم طريق الماركسية رغم انهيارها، والخلاف الوحيد بينهما أن اتجاهات الماركسية أممية، أما البعث فقومي، وفيما عدا ذلك فإن الأفكار الماركسية تمثل العمود الفقري في فكر الحزب ومعتقده، وهي لا تزال كذلك رغم انهيار البنيان الماركسي فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي.
4ـ لقد كان الحزب واجهة انضوت تحته كل الاتجاهات الطائفية (درزية ـ نصيرية ـ إسماعيلية ـ مسيحية) وأخذ هؤلاء يتحركون من خلاله بدوافع باطينة يطرحونها ويطبقونها تحت شعار الثورة والوحدة والحرية والاشتراكية والتقدمية وقد كانت الطائفة النصيرية أقدر هذا الطوائف على استغلال الحزب لتحقيق أهدافها وترسيخ وجودها.... في الحلقة القادمة نستكمل الحديث عن الجذور الفكرية والعقائدية عند حزب البعث...يتبع
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟