|
المشهد الثقافي في الموصل خلال الستينات من القرن العشرين
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 19:17
المحور:
الادب والفن
في إطار توثيقي لطبيعة وابعاد المشهد الثقافي في الموصل في الستينات من القرن الماضي : القرن العشرين لابد ان اقف قليلا لأقول ان سنوات الستينات ، كانت تتميز بالبحث عن مستقبل ، وتأكيد قيم الحرية والتقدم . وكانت بحق ميدانا لموجة صاخبة على صعيد الشعر والتاريخ والفن التشكيلي والنحت والقصة والرواية .ظهرت دعوات للتقدم ولتطوير ما لدينا من وسائل ثقافية وفكرية للحاق بالعالم واذا كانت بغداد قد شهدت صدور البيان الستيني الشعري ، فإن الموصل لم تشذ عن ذلك فظهرت في الموصل تجمعات شعرية من قبيل مجموعة قصص 69 التي اصدرها نخبة من كتاب القصة منهم انور عبد العزيز وحسب الله يحيى ويوسف الصائغ واخرون . ومن حسن الحظ ، أن واحدا من شهود المشهد الثقافي ، وهو المرحوم الاستاذ احمد سامي الجلبي رئيس تحرير جريدة (فتى العراق ) ، كتب مقالة من ذاكرته الادبية عن ( ستينات الحركة الادبية في الموصل ) قال فيها ان منتصف عقد الخمسينات شهد نوعا من التكتل الادبي في حين شهدت سنوات الستينات انقسام الادباء والشعراء حسب التوجه السياسي ، والذي تفاقم بعد قيام ثورة 14 من تموز سنة 1958 . وبعد قيام حركة الشواف وفشلها سنة 1959 ، تعرض عدد كبير من الشعراء والكتاب والادباء والصحفيين الموصليين المنتمين للتوجه القومي العربي الى الاعتقال والاضطهاد وممن اعتقل الاستاذ محمود الجلبي المحامي رئيس تحرير جردة (فتى العراق ) ، والاستاذ عبد الباسط يونس رئيس تحرير جريدة ( الهدف ) وكانت الجريدتان قد فتحتا صفحاتها لنشر النتاج الادبي والثقافي والفكري الموصلي . وبدأ عدد من رواد الفكر اليساري ينشطون ويكتبون وظهر لدينا عدد من كتاب القصة والشعر والصحافة يبرزون وينشرون المقالات في جريدتي ( الشبيبة ) الموصلية و(اتحاد الشعب ) البغدادية ، لكن ذلك لم يدم طويلا اذ سرعان ما بدأ التيار العروبي يأخذ زمام المبادرة بعد انقلاب 8 من شباط سنة 1963 ؛ فصدرت في الموصل صحف ومجلات جديدة من قبيل جريدة ( الرسالة ) البعثية وجريدة (الفكر العربي) العروبية – الاسلامية . فضلا عن جريدتي (فتى العراق ) و( فتى العرب ) . ومع ان الاتجاه العروبي كان هو السائد ، الا ان التوجه الاسلامي المتحالف مع التوجه القومي المعارض للتوجه الشيوعي ، وجد له طريقا فنشط بعض من ممثلي التوجه الاسلام لينشر ما لديه من ثقافة ونتاجات ادبية . ولعل ابرز من نشر بهذا الاتجاه الاستاذ ادريس الكلاك ، والاستاذ عبد الوهاب الطائي ، والاستاذ اديب الدباغ والاستاذ صلاح الدين مجيد ، والاستاذ ذو النون الاطرقجي ، والاستاذ عبد الوهاب الكحلة ، والاستاذ غازي حمودات ، والاستاذ حازم شيت الطائي ، والدكتور عماد الدين خليل . وفي سنوات الستينات ايضا وجدت بعض الاقلام طريقها الى الصحافة منها الدكتور ابراهيم خليل العلاف ، والدكتور عبد الوهاب العدواني ، والاستاذ ياسين خليل الخالص ، والاستاذ معن عبد القادر ال زكريا ، والاستاذ طلال مجيد ، والاستاذ ادريس طه حسن ، والاستاذ محمود فوزي الصراف والد الشاعر الدكتور وليد الصراف ، والاستاذ مؤيد معمر ، والاستاذ عباس علي شريف والاستاذ قحطان محجوب ، والاستاذ طلال حسن والاستاذ حسب الله يحيى والاستاذ محي الدين توفيق والاستاذة باسمة محمود الشيخ والاستاذة بشرى البستاني والاستاذ عبد الوهاب شاهين الشرفاني واعقبهم اخرون منهم الاستاذ معد الجبوري والاستاذ سعد عبد السلام البزاز والاستاذ زهير غانم والاستاذ نجمان ياسين والاستاذ امجد محمد سعيد وغيرهم . مما يميز المشهد الثقاقي الموصلي في الستينات من القرن الماضي ، ظهور موجة من الكتب التاريخية ومنها تتناول تاريخ وإرث الموصل وهي كثيرة منها كتاب (جوامع الموصل ) لسعيد الديوه جي ، وكتاب ( حكايات الموصل الشعبية ) لاحمد الصوفي ، وكتاب ( الانساب والاسر ) لعبد المنعم الغلامي ، وكتاب (الفاروق القائد ) لمحمود شيت خطاب ، وكتاب (تاريخ الكوت ) للدكتور عادل البكري ، وكتاب (يزيد بن مزيد الشيباني ) للدكتور عبد الجبار الجومرد كتاب (تاريخ تلعفر قديما وحديثا ) لمحمد يونس اغا عبد الله ، وكتاب (ثورة تلعفر ) للدكتور قحطان احمد عبوش ، وكتاب ( نظرات في زجل الموصل ) لعبد الحليم اللاوند ، وكتاب ( التراث الموسيقي في الموصل ) للدكتور محمد صديق الجليلي ، وكتاب محمد رؤوف الغلامي ( المردد في الامثال العامية الموصلية ) . وكتاب (تاريخ علماء الموصل ) لإحمد محمد المختار . وظهرت حمى اصدار دواوين الشعر ؛ فقد اصدر بشير حسن القطان مجموعته الشعرية ( اغاريد عودة ووحدة ) ، واصدر سالم الخباز مجموعتيه الشعريتين (الفصول ) و (جراح المدينة ) ، واصدر حمادي الناهي (حب وغزل ) . كما صدر العديد من المجموعات القصصية من قبيل (أعوام الضمأ ) لمحمود جنداري ، و(الدفن بلا ثمن ) لسهيلة الحسيني ، و(دماء على عنق الزجاج ) لسالم العزاوي و(الدم ومعركة المصير ) لعبد الحميد التحافي و(في ركب الحياة ) لسالمة صالح و(الماء العذب ) لغانم الدباغ و(دموع الوداع ) و(عقاب الخطيئة ) لعبد الوهاب النعيمي و(حكايات الفقراء ) ليونس الحديدي و(خمسينات اضاعها ضباب الايام ) لعمر محمد الطالب وديوان (اغاريد عودة ووحدة ) لبشير حسن القطان ، و(رسالة غفران ) لسميرة الدراجي . ولازلت اتذكر سلسلة من المقالات التي نشرت في صحف الموصل عن ما سمي في حينه ( الادب الملتزم ) و(الاديب الملتزم ) بقضايا وهموم شعبه .كما شاع مفهوم ( الواقعية الاشتراكية ) . في بغداد ومن خلال (جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين ) ، واتحاد الادباء ، برز عدد من الكتاب والاكاديميين الموصليين واستطاعوا ترسيخ اسماءهم في الساحة الثقافية العراقية ومن هؤلاء المؤرخ الكبير الاستاذ الدكتور صالح احمد العلي والناقد الاكاديمي الاستاذ الدكتور جلال ايوب صبري الخياط والمحقق الاستاذ الدكتور محمود عبد الله الجادر وعالم الجغرافية الاستاذ الدكتور محمد حامد الطائي . وخلال الستينات شهدت الموصل اهتماما بالتحقيق التاريخي ، ومن ذلك اصدار الدكتور محمد صديق الجليلي تحقيقه لديوان حسن عبد الباقي الموصلي والذي طبع في مطبعة الجمهورية سنة 1961 ، واصدار الاستاذ سعيد الديوه جي كتاب ( ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء ) تأليف الشيخ احمد بن الخياط ، واصدار احمد قاسم الفخري بعد تحقيقه لديوان الشيخ محمد حبيب العبيدي مفتي الديار الموصلية كتاب ( ديوان حبيب ) . وظهر في الموصل كتاب يهتمون بالشأن السياسي وبالكتابة في موضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية وتربوية . ونذكر منهم الاستاذ سعد الدين خضر الذي اصدر كتابه (الرأي العام وقوى التحريك ) ، والاستاذ انور المائي الذي اصدر كتابه ) الاكراد في بهندينان ) ، وكتاب (البيت والمدرسة ) للاستاذ محمود الجومرد ، وكتاب (دليل القواعد الانكليزية ) بالانكليزية للاستاذ حازم عمر ، وكتاب ( قواعد الاملاء ومعجم كلمات الظاء ) للاستاذ سالم سعيد الصميدعي ، وكتاب ( قواعد حسابات التقاويم ) للاستاذ عبد المجيد شوقي البكري . كما ابتدأت في الموصل وبقيادة المربي والخطاط والباحث الاستاذ يوسف ذنون نهضة خطية مباركة ومن خلال الدورات والمحاضرات وورش التدريب . اقول ان الموصل التي شهدت نهضة صحفية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي كانت هي من أفسحت لكل هؤلاء الادباء والشعراء والكتاب المجال لكي ينشروا نتاجهم ويحدثوا الكثير من التأثير الثقافي بين القراء ؛ لذلك اقول انه على الرغم مما جرى من متغيرات واحداث سياسية خلال الستينات الا ان المشهد الثقافي الموصلي ظل وهاجا ، وحيا ، وغنيا بالكثير من الافكار وقسم منها كان خطوة في الاتجاه القومي التقدمي . كما يجب ان اشيد ايضا بأصحاب المكتبات في شارع النجفي ومنهم عبد الرحمن كركجي صاحب المكتبة العربية وعبد الرحمن نصار صاحب مكتبة الاهالي وغيرهما من الذين وفروا كل ما كان يصدر في العراق والوطن العربي والعالم من كتب ومجلات كان لها تأثيرها في إغناء المشهد الثقافي في الموصل خلال الستينات من القرن الماضي . كما يجب ان لاننسى الدور الكبير الذي بدأت تضطلع به (جامعة الموصل ) والتي تأسست في الاول من نيسان سنة 1967 في المشهد الثقافي الموصل وخاصة من خلال اصدارها مجلة (الجامعة ) وفتحها ( المركز الثقافي والاجتماعي ) .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفكر الفلسفي عند العرب ..أصوله ومساراته وابعاده للدكتور عاد
...
-
مناقب بغداد لمؤلف مجهول
-
الاقتصاد السياسي لنماذج دولة الرفاه الاجتماعية Welfare State
-
الطريق الى نينوى كتاب للدكتورة نورا كوبي 1899-1988
-
الفنان التشكيلي العراقي خضير عباس الشكرجي 1937-2005 في ذكرى
...
-
المكارثية والمكارثية الجديدة ...واليوم أُذكركم بها !!
-
الاستاذ الدكتور حسين القهواتي مؤرخ عراقي كبير
-
الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب امام المحكمة ..ما الذي ي
...
-
أوراق مسرحية موصلية .............كتاب الدكتور ابراهيم العلاف
-
امجد محمد سعيد ......نعم ورد الاحلام أعمدة من ورق !!
-
مجلة (الاديب العراقي) ...........1961-2023
-
المقدمة في التصوف وحقيقته كتاب للامام ابي عبد الرحمن السلمي
...
-
الملك (جوديه) ملك لكش العراقي السومري
-
عبد الحليم حافظ ...........العندليب الاسمر والمطرب الكبير في
...
-
الاستاذ الدكتور عبد المجيد الحكيم وارساء اسس دراسات القانون
...
-
وفاة الكاتب والمفكر والاكاديمي المتخصص بالشؤون الافريقية الا
...
-
الناقدة العراقية الدكتورة نادية هناوي ...........وللابداع وا
...
-
دموع عند الحافة .................رواية جديدة لمحمد سامي عبد
...
-
أحمد ناجي عبد الرزاق القيسي (1919 - 1987) الاكاديمي العراقي
...
-
هل تستجيب تركيا لمطالب العراق وتلبي احتياجاته المائية والامن
...
المزيد.....
-
أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
-
بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|