|
تصبح الحياة بؤسا لمن ينغمس في شهواته
اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 00:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1/ لولا تدخل أبليس, لما وعى آدم وعلم أنه كان عاريآ, فحاول أن تنتبه و تفهم كيف تسير الأمور 2/ عندما تُدرك قيمة نفسك لن تُهدر نفسك في كل مكان، و مع أي أحد، وفي أيّ شيء لا قيمة له. 3/ تصبح الحياة بؤسا لمن ينغمس في شهواته 4/ إذا كان الله موجود حقا حسب معطيات هذا العالم المقرف فهو لا يريدنا أن نقطع سلاسلنا هو يريدنا أن نقطع أرجلنا. 5/ إنعزل على جزيرة نائية لسنوات وحيدًا، قاوم ليظل حيًا، و رسم على كرة وجهًا، وسَمّاها Willson و إتخذها صديقًا، حارب كي لا يستسلم مُتَخَيِّلًا أن على الضفة الأخرى مَنْ ينتظره، زوجته التى يحبها وحياته السابقة، هذا التخيل كان حافزًا قويًا ليبني قارب و يسبح في المحيط ويعود لأرضه و ينجو بنفسه و يرجع من الموت، لكن ماذا وجد ! أصدقاء إعتقدوا أنه مات، و زوجة بكت عليه كثيرًا ثم تناست ثم نست و أحبت و تزوجت غيره وأنجبت، و هو الذي كان يملك صورتها فقط فى عزلته يسامرها يوميًا و يحارب لأجلها، فلما عاد لم يجد ما توقع، لم يكن هناك من يبحث عنه، تخيلوا موته و أقاموا عزائه و إستمرت الحياة ! ما تبحث عنه ليس بالضرورة يبحث عنك." ملخص فيلم من أروع الأفلام في تاريخ السينما cast away 6/ تكمن الحقيقة المأساوية في أن شعور الإنسان بكونه ضحية، هو الذي يجعله بالفعل ضحية، وهو المعوق الأكبر للنفوس، والعقول الصغيرة، فإن تلقين الشباب بأن حياتهم تحت السيطرة ليس فقط من خلال أفعالهم، ولكن من خلال القوى الإجتماعية، والإقتصادية، أو من خلال قوى غامضة شريرة تفوق سيطرتهم، يعني تلقينهم السلبية والإستسلام و الكسل والخمول واليأس. 7/ كتب فرانز كافكا إلى حبيبته ميلينا ليخبرها عن أول شعور جميل عاشه الفيلسوف دوستويفسكي، "هل تعرفين قصة النجاح الأول لدوستويفسكي؟ فقد إشتملت على أشياء عظيمة كثيرة. إنما إستشهدت بهذه القصة لأن الأشخاص العظماء يجعلون الأهداف سهلة المنال. عندما كتب دوستويفسكي روايته الأولى "الفقراء" كان يسكن مع صديقه كريكورييف الذي كان أديبا. وقد كان الأخير يشاهد أوراق الرواية وهي مكدسة على المنضدة دون أن يقرأ آية واحدة منها إلا بعد ما إكتملت. وعندما قرأها أدهشته كثيرا فأخذها إلى نيكراسوف وهو ناقد كبير معاصر لهما دون أن يقول أي شيء لدوستويفسكي، وفي الساعة الثالثة صباحا قرع جرس الباب. إنهما نيكراسوف وكريكورييف حيث إندفعا مسرعين إلى الغرفة يعانقان ويقبلان دوستويفسكي. وقد أطلق نيكراسوف، الذي لم يكن يعرفه من قبل، أطلق عليه إسم أمل روسيا. وقد إستمرا وهما يتحدثان عن الرواية ولم يغادرا إلا في الصباح. وقد كان دوستويفسكي دائماً يصف هذه الليلة بكونها أسعد ليلة في حياته. وبينما كان منحنيا على الشباك لينظر إليهما وهما يغادران فقد السيطرة على نفسه وأجهش بالبكاء. لقد عبر عن مشاعره الأولى التي وصفها في تلك اللحظة بهذه الكلمات "هؤلاء الأشخاص الرائعون! إنهم طيبون ونبلاء! وأنا شخص حقير جدا فلو كانوا يستطيعون رؤية ما بداخلي، وحتى لو كنت أخبرتهم عن ذلك ما كانوا ليصدقونني" 8/ من أروع ما قرأت للكاتب الدانماركي هانس كريستيان أندرسن : بائعة الكبريت (La Petite Fille aux allumettes) إنها قصة مؤلمة وحزينة ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻃﻔﻠﺔ جميلة فقيرة ﺗﺒﻴﻊ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ، ماتت بسبب تعرﺿﻬﺎ ﻟﻠﺒﺮﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ والجوع، ففي يوم إﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻄﺮًﺍ ﻭﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺜﻠﻮﺝ، يرغمها والدها القاسي على الخروج وسط العاصفة الثلجية لتبيع علب الكبريت ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ ولم تستطع المقاومة ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺒﻴﻊ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻌﻬﺎ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺠﻮﻉ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻻ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﻟﺘﺪﻓﺌﺘﻬﺎ و ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺭﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮﻫﺎ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻫﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﺷﻌﺮﺕ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺑﺎﻹﻧﻬﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺠﻬﻮﺩ ﺇﻻ ﺃﻥه ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺣﺪ الكبريت. ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺑﺄﺣﺪ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻟﻜﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪفىﺀ، ﻓﻘﺪ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺈﺷﻌﺎﻝ ﺃﻋﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻟﻜﻲ ﺗﺪﻓﺊ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻮﻑ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟدفىﺀ ﻟﻜﻦ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﺑﺪﺃ ﻳﺨﺒﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ إﻧﻄﻔﺄ ﺍﻟﻌﻮﺩ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﺸﻌﻞ ﺃﻋﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ عود تلو العود ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺗﺸﻌﻞ ﻋﻮﺩﺍ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺣُﺮﻣﺖ ﻣﻨﻪ. حتى نفدت الأعواد، فعاودت محاولة إشعال الأعواد المطفأة بالجدار الذي إلتصقت به، أملاً في أن تشتعل وترى أحلامها البعيدة. حتى إنتهت أعواد الكبريت التي بين يديها و تذكّرت وهي تحتضر، مقولة جدتها إن نجمة من السماء تسقط، حين يحتضر شخص ما. وقد رأت نجمة تسقط، وهي تشخص بعينيها نحو السماء باحثة عن خلاص. ثم رأت جدتها التي عاشت عمرا بهيجا، تقترب منها لتحتضنها وتأخذها معها إلى السماء حيث لا برد ولا جوع، ولا ظلم البشر، ولا إستبدادهم وإضطهادهم. فماتت و هي غارقة في هذيانها و ماتت معها ﺃﺣﻼﻡ ﻃﻔﻠﺔ كانت تنشد الحياة. 9/ إذا كنت تعلم أنك أتيت مجبرا إلى هاته الحياة و سوف تغادرها مجبرا و رغم ذلك تعتقد بوجود الإرادة الحرة فأنت معتوه ؟!؟ 10/ كل الفرضيات بعيدة عن جوهر الحقيقة، إلى أن تحدث معجزة تفسر لنا أصل الأشياء وتفاصيلها ! 11/ هل إنتبهتم إلى تلك القوى الداكنة التي تحتفظ بالحقائق في غياهب الزمن وتطرح المزيف و اللامعقول منها ؟! 12/ في عام 1845 نشر الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي أولى رواياته "المساكين"، وبمجرد نشر الرواية أصبح الشاب ذو الأعوام الأربعة والعشرين حديث المجتمع الروسي بأكمله، وفرض إسمه على ساحة الأدب. لكن الشاب لم يكن بعد قد ملأ خزان وعيه بالنضج الكافي كي يستثمر هذا النجاح بالشكل الأمثل، و ماهي إلا فترة قصيرة انجرف إلى محيط السياسة، وصار حاضرًا بقوة في المشهد الإشتراكي، وكان مِن أشد المؤيّدين لتحرير الفلاحين المملوكين إقطاعيًا، ويشجّع على قيام ثورات للفلاحين. وفي أبريل 1849 تم القبض على دوستويفسكي ومعه 23 عضوًا من زملائه في التنظيم، وإقتيدوا إلى السجن للمحاكمة. مكث الأديب الشاب في السجن ثمانية أشهر قبل أن يوقظوه ذات صباح كي يسمع ومَن معه الأحكام الصادرة ضدهم، ولأن الأحكام في مِثل هذه القضايا لا تتجاوز الأشهر فقد بدا لهم أن المحنة ستنجلي قريبا. حملوهم في سيارة إلى إحدى ساحات موسكو، ووجدوا في منتصف الساحة منصّة إعدام مغطاة بقماش أسود، وحولها الآلاف جاءوا ليروْا تنفيذ الحكم! لم يصدِّق دوستويفسكي عينيه، هل مِن المعقول أن يتم تنفيذ حُكم الإعدام فيه وفي مَن معه؟ إنه أمر لم يخطر أبدا على ذهن أكثرهم تشاؤما! وبعد لحظات مِن الإنتظار الثقيل، جاء الضابط ليتلو الحكم عليهم: "كل المتهمين مدانون بالسعي للإطاحة بالنظام القومي، وقد حُكِم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص". خيّم الصمت على دوستويفسكي و زملائه، إلا صوت نحيب بعضهم، وهم غير مصدّقين أن نهايتهم قد دنت بهذه السرعة الجنونية. أُعطي السجناء أقنعة، وتقدَّم أحد الكهنة كي يقرأ عليهم الشعائر الأخيرة، ووقف الرجال بعدما أسدلت الأغطية على وجوههم، ورفع الجنود بنادقهم و صوّبوها نحوهم، وقبل أن يُعطى الأمر بتنفيذ الحكم، وصلت عربة مسرعة إلى الساحة، وترجل منها رجل يحمل مغلفا، و الذي حوى حكمًا نهائيًا بتخفيف العقوبة، بقضاء أربع سنوات مِن الأشغال الشاقة في سجون سيبريا، يتبعها فترة خدمة في الجيش. وكانت هذه اللحظة هي البداية الحقيقية لأسطورة دوستويفسكي، ويسجّل هذه اللحظات في الرسالة التي بعثها إلى أخيه يقول فيها: "حين أنظر إلى الماضي، إلى السنوات التي أضعتها عبثا وخطأ، ينزف قلبي ألمًا، الحياة هبة.. كل دقيقة فيها يمكن أن تكون حياة أبدية مِن السعادة! فقط لو يعرف الأحياء هذا، الآن ستتغيّر حياتي، الآن سأبدأ من جديد". 13/ لا شيء أقوى من العدم 14/ البحث عن الحقيقة لن يقود إلى شئ، ستؤول في النهاية جميعها إلى حقائق نسبية، إلى أن تجد الروح التي تخلق الحقائق، يمكنك عندها أن تعرف ما هو المطلق الذي لا يمكن حتى للحقيقة أن تحده. 15/ أفكارك ومعتقداتك وبرمجاتك هي سجنك، المفتاح موجود داخلك لا يوجد سوى باب وهمي صنعه عقلك لتقييدك و سجنك داخله، حرر عقلك وإنطلق بروحك، إتبعها وستصبح حراً بدل أن تكون عبداً. عبودية الفكرة هي أخطر أنواع العبودية، لا تكن عبدا لأي فكر سواء كان لدين أو لفيلسوف أو لصوفي، فكلهم سواء مجرد، إن تبعت أحدهم فستبقى عبداً. كن أنت، إصنع أفكاركً أنت، كن إستثنائي حر متفرد ولا تنسى أن تكون مميزا على هاته الأرض. 16/ لست بتلك القوة الكبيرة، إنما لا أبالي بمعظم الأشياء التي يموت الناس لأجلها. 17/ إصنعوا لأنفسكم أيام جميلة فأنا أحيانا قد أكون مشغول. 18/ إذا عرفنا ما نريد و إقنعت به أرواحنا، فسنحصل عليه بالتأكيد، هذا هو قانون الكون. 19/ من خبرتي البائسة كطفل وتلميذ، في مجتمع شديد الجهل والتخلّف، والهمجية، وهنا أتحدث عن المجتمع الذي كنت أنتمي إليه، أقول إن حصص التربية الاسلامية، هي أساس إنحطاط وجهل وتخلف مجتمعاتنا. 20/ إن كان كل شيء إنعكاس لفكرة في الوعي!، إذن ما الجانب الذي يجعلها ذات فاعلية وإستمرار وحركة ! لذلك إخترت أن أتمم الصورة و أوضحها بمثال المحاكاة وهو المثال الثاني عن علاقة الوعي بالوجود. فالوعي ليس جامداً! حتى تكون أفكاره جامدة، الوعي خارج الحدود، ممتد خارج حدود الزمان والمكان لذلك ليس فقط يعطي الفكرة! و تنعكس في العالم بل يعكس الفكرة وتمتد بإمتداده! الفكرة إنعكاس، وإمتدادها وإستمراريتها محاكاة لإستمرارية الوعي، فبما أن الوعي خارج الحدود فلا بد أن يستمر الوجود إلى ما لا نهاية، بل لعل كل نهاية وبداية في وعي! إلى هنا وقد مهدت الطريق لما هو أعمق في البثوث القادمة، لعلك تتذكر و تدرك موضعك في الوجود من كل هذا. 21/ الفكر طاقة نار لأن العقل دائم الإشتغال ليصنع المتناقضات التي تغذي غرورك وتتعب روحك وبالتالي تدخلك في محتوى الجحيم. في عالم المطلق ليس هناك خطأ أو صواب لأنه لا وجود للفكر بل كل شيء يتحول إلى نور. الأخطاء هي دروس لابد منها خلال التجربة الأرضية ليتم من خلالها العبور والوصول إلى مصدر النور. لذلك هي نور لأنها تساعد الشخص على الإرتقاء والعبور خلال مستويات الوعي. أما الشعور بالخطأ على أنه شر ترتديه النفس فتجعل الشخص في جلد مستمر للذات يتملكه الصراع ويبتعد عن الرضى و الشعور بالنعمة لأن الفكر يسيطر وبالتالي يبعده عن سجية القلب الواعية التي تساعده في عبور إختباراته بأمان و طمأنينة. المتناقضات هي مخطط شيطاني لإبقاء الناس في دوامة الصراع النفسي المرير الذي تتغذى عليه كيانات الشر و إبقاء السيطرة للعقل الذي يعزز الأضداد من خير وشر، وحرام حلال، أسود و أبيض إلخ. كن ذاتك وإمتلىء بالرضى و الإمتنان الصادق، تصالح مع أخطائك لتكون معبرك نحو النور والجنة التي ترغب، الجنة و النار داخلك وأنت من يقرر في أي منهما تكون! فإما تستمر في إتباع متناقضات العقل و تكون في جحيم الروح أو ترقى بنور القلب فتحظى بالجنة. 22/ إنه عنصر كمالي مميز، أن يكون الجهل صانعاً للحضارة، لا أقصد بذلك معنى الجهل الذي يعتبر معيباً في الشخص، الجهل الطبيعي الذي نتشارك فيه نحن البشر، أن يكون هذا العالم قد تَكَون بقوة كونية عظيمة ثم يأتي هذا الإنسان الجاهل لهذه القوة فيصنع على صفحاتها المثال الأعلى للإبداع! أن يخلق جهلنا الفكر والعلم والتعلم والإبداع والفن والأدب هذا أمر عظيم قد لا يدركه معظم البشر، إعتدنا على الأمر وصار بدهياً، ليس كذلك أبداً وسنصف الأمر بطريقة فلسفية ومن زاوية واعية، أن يختار الوعي الذي هو بالأصل فوق العالم وخارج حدوده في سرمدية الوعي حيث القدرة والعلم بلا حدود جاهزتان "أي القدرة والعلم" حاضرتان الآن وفور تجلي الحدث "هذا أمر عظيم" جداً بالنسبة لنا الآن، مثال أعلى للجنة! للروح، للخلود، للسرمدية، ثم يختار هذا الوعي الذي هو أنت وأنا وهم وهن بلا شك، يختار أن يختبر الحياة بجهل وعجز "فرق عظيم بين المقام الأول والثاني" ثم ينتج عن هذا الحدث الوجودي العظيم كل هذا التاريخ المذهل الملىء بالإبداع البشري على صفحات الحياة، حدث مذهل حتى بمآسيه، لذلك فإن وجودنا في هذا المستوى المادي من الوجود حدث عظيم لا تصفه كل الفلسفات مجتمعة ولو أنني وصفته الآن لكنه وصف مختزل أمام عظمة هذا الحدث 23/ كل فكرة أو شعور هي روح مغايرة تجتاح القلب في لحظة عابرة 24/ مهما بلغ الإنسان من الحكمة فلن يترفع عن عيش الحياة، فكل الحكم أتت من عيش الحياة، وكل العلوم نتجت من عيش الحياة وكل الفلسفات تبحث في ظلال الحياة، فلا يشغلنك شيء عن عيش الحياة حتى ولو كان كلامي هذا ! 25/ ولأنك ما زلت ولا تزال وبالرغم من كل ما عرفت وما ستعرف وما أنت عليه الآن من معرفة لا تملك إلا عقلك، ذلك العقل الذي لا يعرف إلا المادة، لا يعي إلا المادة ولا يفسر المادة إلا بما هو من جنس التجربة المادية، ولو زعم هذا العقل أنه يعرف ما فوق الحدود، فإنك لا تملك إلا عقلك لأنك تعتقد أنك ذلك العقل، لا زلت تلعب ذلك الدور، لذلك لا تعرف معنى أن تكون موجوداً خارج الحدود، أن تختار خارج الحدود، إنك إخترت أن تكون هنا، وإن كل ما هو هنا لأنك هنا! وإن كل ما تراه من صنعك لأنك ترى من هذه الزاوية، و أن الوجود يعطيك هذا الشكل لأنك تراه من هذا المنظور، و بما أنني تحدثت عن الإختيار وأنك إخترت أن تكون هنا و إخترت أن تجرب الحياة، فإنني لا أتحدث عن عقلك لأنك لست عقلك و لكنك تعتقد بذلك فتظن أنك محكوم!، ولكنك أشبه بمخترع للعبة إختار أن يلعبها وفور أن إختار صار محكوماً بحدودها، لعلك تدرك ذلك الآن ولعلك لا تدرك ولكن بلا شك يوماً ما ستدرك. 26/ حتى ما تظنه أنت هو إسقاط من وعيك، إحتمال ثبت بوعيك ليختبر عبره هذه التجربة المفعمة بالوعي من كل جوانبها، تراقب الشجرة وأغصانها تتسابق نحو ضياء الشمس وعينك تراقب، هناك كم هائل من المعلومات في خلايا النبتة يدفعها لتفعل ذلك وفيك ما يراقبها وأنت وهي في هذه اللعبة "الإنسان والكون" كلاكما تلك اللعبة، تلك اللعبة الجميلة واللاعب الحقيقي أنت، أنت بحقيقتك وليس ظلك أو إسقاطك أو إسقاط جزء منك وهو الجسد، هذا بعض منك، أما أنت بحقيقتك ففي عيني الإنسان وفي أغصان النبتة في الآن نفسه، محيطك وما تظنه أنت عناصر في اللعبة التي ينتجها وعيك المراقب عبر شخصية ذلك الجسد، في لحظة الخروج هذه ستدرك أنه كان يمكن أن تكون تلك النبتة، بل إن تلك النبتة فيك ويعرف ذلك كل من إختبر "إعادة العرض" التي تحدث للذين يفارقون أجسادهم، يعود يرى الحياة كلها من زاوية أعلى ويعي حقاً دون إستغراب أنه كان كل ذلك بما فيه الجسد والنبتة.
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لست مجبراً أن تكون مقيدا بأحد
-
لا يوجد صديق أفضل من ظلك
-
أنا أعيش الحياة الخطأ في العالم الخطأ
-
أنا لا شيء
-
كل شيء سيء يحتمل الحدوث بطريقة أسوأ
-
لن تموت أبدا بإبتعاد أحد عنك
-
تأملات في الطبيعة الإنسانية
-
لن ينجوا منكم إلا الصفر المطلق
-
إستخدم الألم كوقود و إستمر
-
الثمرات الفاسدة تسقط من تلقاء نفسها
-
شعور واحد جميل يغسل كل الأفكار
-
كينونتك الغامضة ماهي إلا لعب على الأوراق
-
الحياة ليست سوى ضربة حظ تماما
-
المصفوفة النسوية
-
الشيء المثالي يمثلك أنت فقط
-
كلنا عبيد لشيء ما
-
إنَّا أنزلنا اللعبة و إنَّا لقوانينها واضعون
-
يستمر الكفاح و يبقى الوعي أفضل سلاح
-
ألف جمجمة و زهرة
-
كن ملهما لنفسك عظيما بما تسعى إليه
المزيد.....
-
ياسمين عبدالعزيز بمسلسل -وتقابل حبيب- في رمضان
-
ياسين أقطاي: تركيا والنظام السوري الجديد أكثر دراية بمحاربة
...
-
السويد- الإفراج عن مشتبه بهم فى حادث مقتل حارق القرآن
-
عمّان.. لا لتهجير الفلسطينيين
-
ترمب: بلادنا ليست منخرطة في أحداث سوريا
-
لماذا يصر ترمب على تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن؟
-
كشف جرائم جنود أوكران بحق مدنيين بكورسك
-
مئات اليمنيين يصلون على رئيس الجناح العسكري لحركة -حماس- بعد
...
-
البيت الأبيض: واشنطن ستفرض رسوما جمركية إضافية على كندا والم
...
-
مصر.. أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|