سمير دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 7580 - 2023 / 4 / 13 - 14:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شك ان المنطقة العربية لديها كثير من العوامل التي تتجه بها الى وحدة في وقت ما ومكان المنطقة العربية ضد اسرائيل لانها الجسم الغريب الذي زرع في المنطقة العربية وادى الى بقاء الاستعمار على شكل مختلف عن الاستعمار التقليدي وادى وجود الصهاينة الى تاخر استقلال دولة فلسطيني وحدوث اضطرابات في كل المنطقة العربية، فالكيان الصهيوني هو الجسم السرطاني والاجرب في المنطقة كلها، وبقي كذلك بما يتوفر من الدعم البريطاني والفرنسي بادىء الامر ثم من امريكا التي استخدمت كل الوسائل للابقاء على دولة الصهاينة موجودة ومزروعة في العمق العربي.
فنشات اسرائيل هنا لم تكن وليد حلم صهيوني او رغبة صهيونية بالاساس بل كانت بتشجيع ودعم كامل من الدول الاستعمارية في بداية القرن الماضي بهدف الابقاء على الاستعمار والاحتلال واستمر حتى سلموا فلسطين لللعصابات الصهيونيةـ وجرت الحروب للقضاء عليها وكادت تنجح لولا الخيانة هنا وهناك.
اليوم وفي ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ظهرت الحاجة ملحة ايضا للبحث في وجود اسرائيل من عدمه وخاصة في ظل تاكل دور المفاوضين واختزالهم وتحولهم الى اوضاع مكشوفة، وعدم رغبة اليهود في صنع اي نوع من السلام او المفاوضات المفضية الى حلول مقبولة، وربما عادت الامور الى نصابها ووضعها الاول قبل هذا الامر وقد ضاع منا ثلاثون عاما بلا فائدة وجدوى وبقي التنسيق الامني الذي قتل ابناءها بغير سبب وازهق جزء كبير من الوعي الفكري واصاب القلب.
ايضا اعتداء اسرائيل على سوريا والبقاء على الوضع كل مرة دون رد ومباهاة نتنياهو بالامر اصاب الامة بالخذلان ولا يعرف سببه سوى ان هناك تراجع في العقيدة تجاه الامور الوطنية العربية، ولان النظام لا يرغب في الدخول في مواجهة ولو مؤقتة خشية على نفسه لان اشتداد اي مواجهة سوف يعرضه للزوال وهذا ما اوصى به بعض الشركاء مثل حزب الله وايران.
وحدة الساحات تعني ان هناك قوى مقاومة في الداخل المحتل والضفة والقدس وغزة ولبناء وسوريا وحتى الاردن والعراق وايران وغيرها، وهي منتظرة ان تنقض على اسرائيل للقضاء عليها وحتى الان ولا مرة اجتمعت هذه القوى لخوض حرب ضد اسرائيل بل نجحت اسرائيل حتى الان في الاستفراد فيها، وحتى ايام الحرب الستة ايضا استطاعت اسرائيل ان تفرق العرب وجلب بعض الخون او على الاقل تحييدهم.
الذي نشاهده من عدم وحدة الساحات هو وجود قوى مؤثرة وفاعلة تراهن ايضا على بقاء اسرائيل لحفظ مصالها وهي منتشرة على المستوى العربي ولا ترغب في احداث امر خطير نحو القضاء على اسرائيل او توجيه اصابات بالغة فيها ومنها خوفهم من امريكا وتضرر انظمتهم الحاكمة ومنهم مجموعات او انظمة حكم لدول.
بالتالي ستكون كل الامور مؤجلة الى حين ظهور شرخ في بعض الجهات او احداث امر عالمي بفعل حروب او امور طبيعية وبالتالي سيبقى الامر على حاله حتى وقت معين وان مات حاكم هنا او هناك لن يكون هناك تغيير او انقلاب في الاحداث لان المستفيدون كثر وستكون الغلبة لهم ولو قيل عنهم الكثير.
انتهى
#سمير_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟